د. أماني ألبرت
المتحدث الرسمي وإدارة الانطباع
لا نبالغ القول إن قلنا إن المتحدث الرسمي للمنظمة يقع على عاتقه الدور الأكبر في إدارة الانطباع عن المنظمة والدفع بها للأمام، فهو يمثل الصورة الخارجية للمؤسسة.
والمتحدث الرسمي هو الوجه الذي يفكر فيه الجميع حينما يذكر اسم المنظمة. وهو مسؤول عن إدارة الانطباع والصورة العامة للمنظمة، ويجسد المتحدث الرسمي هوية المنظمة. وهو المسؤول عن التحدث عن أنشطتها، والرد على أسئلة الإعلاميين وعمل المؤتمرات الصحفية وإلقاء تصريحات تختص بملخص نتائج اجتماعات المنظمة أو أحداثها.
فمصداقيته ونزاهته، وجهودة المبذولة لكسب رضا جمهور مؤسسته والاستحواذ على ثقته تلعب دوراً رئيسياً في تشكيل انطباعات مرغوبة عن أداء تلك المؤسسات الحكومية محل الدراسة في أذهان الجمهور المتعامل معها.
وهو ما قدمته دراسة أجرتها تلميذتي المتميزة رضا صالح راغب عبد الحكيم، التي قمت بالإشراف على رسالة الماجستير الخاصة بها حيث قمنا بتطوير الفكرة وتحديد منهجية العمل وإطاره النظري والتطبيقي في محاولة للتعرف على مدى معرفة الجمهور المصري عينة الدراسة بالمتحدث الرسمي، وكثافة تعرضه لرسائله الاتصالية، والتعرف على الفروق بين أداء المتحدث الرسمي (المهام، والتكيفي، والسياقي) بالمؤسسات الحكومية، ومعرفة مدى تأثير هذا الأداء في تشكيل انطباعات المبحوثين حول المتحدث الرسمي لوزارتي التعليم العالي والبحث العلمي، والصحة والسكان، كما سعت الدراسة للتعرف على مدى تأثير أداء المتحدث الرسمي في تشكيل الانطباعات نحو المؤسسات الحكومية محل الدراسة، وطبيعة العلاقة بين الأداء الوظيفي للمتحدث والانطباع المتكون نحو المؤسسة الحكومية.
وكذلك التعرف على الفروق بين الانطباع المتشكل عن المتحدث الرسمي، والانطباع عن المؤسسة الحكومية. بالإضافة لدراسة مدى تأثير المتغيرات الديموغرافية على تقييم الجمهور لأداء المتحدث الرسمي، وانطباعاتهم المتكونة نحو المؤسسات الحكومية.
وقد اعتمدت الباحثة على منهج المسح باعتباره أحد الأساليب الوصفية التي يمكن من خلالها وصف مشكلة الدراسة بشكل دقيق وجمع البيانات المطلوبة عن الظاهرة المراد دراستها، بما يجيب عن تساؤلات وفروض الدراسة، كما تم تطبيق الدراسة الميدانية، من خلال مسح عينة عشوائية قوامها (400) مفردة من الجمهور المصري مثلت كافة فئاتة وطبقاتة، حيث تم جمع البيانات من المبحوثين عينة الدراسة باستخدام أداة الاستبيان.
وقد توصلت الدراسة لعدة نتائج مهمة، حيث أشارت النتائج إلى وجود اختلاف في آراء الجمهور حول مدى الاستعانة بالمتحدث الرسمي في المؤسسات الحكومية، حيث يعتقد بعض الأشخاص أنه يتم الاستعانة بالمتحدث الرسمي بشكل دائم، في حين يعتقد آخرون أنه يتم الاستعانة به في بعض الأوقات فقط، وهناك قلة تعتقد أنه لا يتم الاستعانة به على الإطلاق.
وأوضحت النتائج أن معظم المستجيبين للمسح الميداني لديهم معرفة بالمتحدث الرسمي في وزارتي التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة الصحة والسكان، حيث تقاربت النسب المئوية للمستوى المرتفع في الوزارتين.
كما أن النسبة المئوية للمستوى المنخفض منخفضة جدًا. لذلك، يمكن القول بأن المستجيبين لديهم معرفة جيدة بالمتحدث الرسمي في كلتا الوزارتين.
أشارت نتائج الدراسة إلى أن الفئة الأكبر من عينة الدراسة يعتمدون على المتحدث الرسمي للمؤسسات الحكومية كمصدر موثوق ومهم للحصول على المعلومات. ويمثل الأشخاص الذين لا يتابعون المتحدث الرسمي الفئة الأصغر في العينة، مما يشير إلى أن المتحدث الرسمي للمؤسسات الحكومية له دور مهم في نشر الأخبار وإيصالها إلى جمهور المؤسسات.
أوضحت النتائج أن عدد الأشخاص الذين لم يتابعوا المتحدث الرسمي قليل جدًا بالمقارنة بإجمالي عدد الأفراد في العينة التي بلغت 400 مفردة. وأظهرت النتائج أن هناك عدة أسباب تمنع بعض الأشخاص من متابعة المتحدث الرسمي، مثل عدم الاهتمام الكافي بالأخبار وعدم الثقة بمصداقية المتحدث الرسمي، والانشغال بالحياة الشخصية. وبالتالي، يمكن القول بأن هناك حاجة إلى تحفيز الجمهور على الاهتمام بالأخبار وتوضيح أهميتها لحياتهم.