محفوظ علي يكتب عن: عمر مؤجل
عنوان يحمل القسوة والبحث عن ما نفتقده، يوحى أننا أمام مجموعة قصصية تحمل الآلام والأحزان، الكاتبة تعبر بقلم متمكن ومتحكم فى الوصف والسرد السلس، الزمن غير محدد فى أغلب القصص والمكان أيضا، ربما لأن الماضى حاضر والحاضر ماض ولكن الشيء المشترك فى القصص هو معاناة المرأة فى مجتمع يقسو عليها، محاولات للنجاة من الإنكسار والقهر والبحث عن الحب والأمان والاستقرار، هل الوطن الذي تولد به أم الذي تعيش به وتشعر بالأمان والحب.
عمر مؤجل لسهام السايح يتكون من ١١ قصة تتراوح أغلبها بين ٣ او ٤ صفحات ماعدا ( رجل من نبيذ ٧صفحات ، لست كومبارس ١٠ صفحات ، هاوية الندم ١٦ صفحة )
"عمر مؤجل" مشاكل زواج القاصر مع رجل من عمر والدها، مشكلة مجتمعية قديمة حديثة، البطلة بيسان لم تشعر بظلم الحياة مرة واحدة بل العديد من المرات، زوج قضى على جمالها وعمرها، "عناقات العمر المؤجل" البحث عن الحب والاهتمام المفقود رغم المحاولات لكن فى النهاية سراب، "أرجوحة الأبطال" الأسر، الحب، الوطن، الأمل، الظلام، الهزيمة، معاناة دائما نحو الحرية "جميلة موسكو" رحلة الإنكسار والعمر الضائع وفقدان الحب "ليلة بلون الفضة" ربط الماضى بالحاضر فى البحث عن الحب، الاهتمام ليس مرتبط بعمر بل بالشعور والحب.
" المجنونة " ربط الوقع مع الخيال فى قصة حب تفقد البطلة الأهل والوطن من أجل حبيبها الذي يتخلى عنها رغم التضحية التي فعلتها أديل( العار، العشق، الجنون) قصة يكتبها فيكتور هوجو من العالم الاخر" طبق السلطة الأخير " ميريانا التي تعيش حياة صاخبة على المسرح وتفتقد الحب والحياة الاجتماعية ولا تشعر بذلك وتحاول تعويض ذلك على خشبة المسرح ومجرد ما تترك المسرح تعود للفقر من جديد.
"فى عيده الرابع والأربعين" بابلو اسكوبار الرجل الذي عاش حياة يأسة من فقر وجوع ليدخل عالم المخدرات والعصابات ويعيش حياة صاخبة وغناء فاحش ليصبح أقوى رجل فى كولومبيا بل العالم ويشكل خطر على أكبر قوى عظمة بالعالم، تروى لنا الكاتبة عبر الخيال معاناته ولحظاته الأخيرة فى ربط جديد بين الماضي بالحاضر.
"رجل من نبيذ وعلقم" البداية على أنغام من غير ليه (عبدالوهاب) بعزف على العود يوحى اننا مقبلين على قصة حب وأجواء رومانسية ومع أنغام الواقع تكتشف ان البطلة تهرب من قصة حب من طرف واحد (كيف كانت تحاول التخلص من كل شيء متعلق به ورائحته حتى ولو عبر دخان السجائر) ان ترتبط بشخص انانى لا يرى سوى نفسه هو مأساة لكن ان تبقى فهو قمة المأساة، تفيق ريماس وتهرب ورغم انها تأخرت لكن ان تصل متأخراً أفضل من عدم الوصول.
"لست كومبارس" متعة من السرد، وصف دقيق فى الأحزان والآلام، صبا التي تفقد أسرتها فى القصف ويقوم عمها المتبقي من العائلة بتربيتها مع ابنته سلمى، تتذكر كل ما كان قبل القصف تتذكر تلك المكتبة التي جمعتها كتاب كتاب، تقف امام حطام المنزل ربما تجد ماضى تبحث عنه، من قصف الحرب إلى قسوة عمها وأفكار زوجته الخبيثة، حيث ترفض زواج ابنتها من رجل بعمر زوجها ثم زواج تلك البريئة لتسديد ديونهم من نفس العجوز، عمها يبحث عن مصلحته فقط رغم أنها قاصر، تهرب (صبا) من معاناة لمعاناة أخرى ولكن بشرط تعويض مكتبتها القديمة وبعض الوعود، تذبح صبا جنسيا على يد ذئب مغتصب لا زوج مع أول ليلة معه تعلم انها تكتب سطر جديد من الآلام والأحزان، مع مرور الوقت تتبخر الوعود وعد يليه وعد، تحمل من الذئب ولكن الذئب يموت ومن ورائه الجنين، تهرب لأوروبا، يغرق القارب وتنجو مع القليل وكأن كتب عليها النجاة من وجع لأستقبال اوجاع جديدة (هل الوطن الذي تولد به ام الذي تعيش به وتشعر بالأمان والحب).