السبت 27 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الأوقاف تحتفل بذكرى ميلاد الدكتور محمود حمدي زقزوق بنشر سيرته الذاتية

بوابة روز اليوسف

احتفت وزارة الأوقاف المصرية، اليوم، بذكرى ميلاد الفيلسوف الإسلامي والمفكر العالمي الدكتور محمود حمدي زقزوق، من خلال نشر سيرته الذاتية التي توثق مسيرة علمية وحضارية عميقة أثرت العمل الدعوي والإداري على مدى عقد كامل من الزمن. 

وُلد الدكتور زقزوق في ٢٧ ديسمبر ١٩٣٣م بالضهرية محافظة الدقهلية، وتخرج في جامعة الأزهر بكلية اللغة العربية عام ١٩٥٩م، قبل أن يحصل على شهادة العالمية مع إجازة التدريس، ثم الدكتوراه في الفلسفة من جامعة ميونخ بألمانيا عام ١٩٦٨، حيث كانت رسالته بعنوان "فلسفة الغزالي مع مقارنتها بفلسفة ديكارت".


امتدت مسيرته الأكاديمية لتشمل التدريس في كلية أصول الدين بالقاهرة وإعارات علمية لجامعات طرابلس وقطر، وصولًا إلى توليه منصب عميد الكلية ونائب رئيس جامعة الأزهر، ثم وزيرًا للأوقاف منذ ٤ يناير ١٩٩٦م. خلال هذه الفترة شهدت الوزارة تحولًا جذريًا نحو العمل المؤسسي الحديث، مع تبني التقنيات المتطورة وإرساء حوارات فكرية عالمية، بينما حافظ الدكتور زقزوق، على الهوية الإسلامية الأصيلة.


وحرص خلال قيادته على تطوير الهيكل التنظيمي للوزارة بما يضمن كفاءة العمل وسرعة الإنجاز، من خلال استحداث إدارات إقليمية جديدة، ووظائف متخصصة في الشؤون الهندسية والمالية والقانونية، كما اهتم بتطوير مكتبات الوزارة لتصبح مرجعًا علميًا شاملًا للدعاة، من خلال مكتبة عامة تضم أكثر من عشرة آلاف عنوان، ومكتبة مخطوطات بمسجد السيدة زينب، مع تجهيزها بأحدث الوسائل للحفاظ على التراث والاطلاع عليه.

وكانت رعاية الدعاة من أولوياته، فزاد مكافآت الأئمة والخطباء والمحفظين، وأنشأ دورات تدريبية شاملة لكل العاملين الجدد، ووسع نطاق المراكز الثقافية الإسلامية لتشمل جميع محافظات الجمهورية، كما زاد عدد مكاتب تحفيظ القرآن الكريم إلى ٣٦١٠ مكاتب، والمقارئ إلى ٨٧٤ مقرأة، والحلقات إلى ١١٩٧ حلقة، لضمان تربية الشباب على ثقافة القرآن الكريم وتعزيز حضور مصر دوليًا في مسابقات حفظ القرآن.


على صعيد الرعاية الصحية والاجتماعية، أسهم الدكتور زقزوق في تطوير مستشفى الدعاة وعيادات المساجد، واهتم بإنشاء دور مناسبات لتيسير الاحتفالات والمآتم وفق قيم المجتمع، وأطلق مشروعات كبيرة في الزراعة والصناعة والاستثمار الوقفي للحفاظ على أموال الوقف وتنميتها، بما في ذلك شراء مزارع ومصانع للسجاد والبطاطين لتلبية احتياجات المساجد.


عرف عن الدكتور زقزوق صدقه العلمي وحرصه على نشر الثقافة الإسلامية على المستوى المحلي والدولي، من خلال مؤلفاته التي تجاوزت ثلاثة وعشرين كتابًا، إضافة إلى بحوثه ومشاركاته في أكثر من عشرين مؤتمرًا دوليًا، وحصوله على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، ووسام الاستحقاق الأعظم من ألمانيا، وجائزة الرئيس التونسي العالمية للدراسات الإسلامية عن كتابه "الإسلام وقضايا الحوار".


وجاء نشر السيرة اليوم لتسليط الضوء على إرثه الكبير في العمل الدعوي والإداري، وما تركه من نهج حضاري يقوم على تحديث مؤسسات العمل الديني وفق قيم الإسلام الوسطية ومبادئه الفكرية الأصيلة، ليظل مصدر إلهام للأجيال القادمة في مسيرة العلم والخدمة المجتمعية.

تم نسخ الرابط