معنى 6 أكتوبر
د. جمال حمدان يكشف في كتاب 6 أكتوبر في الاستراتيجية العالمية
بوابة روزاليوسف
في الثامنة والدقيقة الخامسة في مساء السادس من أكتوبر كان هذا الصرح الشاهق من البارانويا السياسية، قد انهارت وتقوضت أسسه وجذوره وانهارت الاسطورة وبناؤها مرة واحدة وإلى الأبد، في ساعات ست تاريخية غيرت وجه التاريخ بل والجغرافيا نسخت الماضي بكل سوالبه وسوءاته ونسجت المستقبل بكل آماله المشرقة، لذلك كان لا بد أن يعد 6 أكتوبر نقطة التحول العظمى فى تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي جميعا ما كان منه وما سيكون.. هذا ما أورده، الدكتور جمال حمدان في كتاب 6 أكتوبر فى الاستراتيجية العالمية.
الآن ولأول مرة منذ 1948م، يتحقق توازن قوى جديد عسكريا وسياسيا ونفسيا وتكنولوجيا، فالهزيمة العسكرية الأولى سوف تكون حدثا تاريخيا أعظم سيفرض تداعيات بالغة الخطر والنتائج ونحن الآن ولأول مرة إزاء صراع انقلبت أوضاع أطرافه رأسا على عقب، وإزاء معادلة قوة تعدلت أوزان حديها جذريا، إسرائيل ردت إلى حجمها الطبيعي وقامتها القميئة بعد أن جردت من عقدة النصر المركبة ووهم الـتأله الحربي المغرور أو المرسوم.
ونستطيع الآن مزيد من التحديد والتحليل أن نحصر النتائج الموضوعية الإيجابية والممكنة لأكتوبر سواء بالنسبة للعدو أو بالنسبة للعلاقات المتغيرة بينه وبين العرب، وبصيغة جامعة منيعة ممكن أن نقول أن اسرائيل والعرب، أو أن يونيو 67 واكتوبر 73 قد تبادلا المواقع بكل ما تعنى هذه من أوضاع وتوازنات وتداعيات عسكريا وسياسيا ونفسيا ومصيريا آنيا ومستقبلا، ابتداء من السلاح المحطم والأرض المفقودة والجنود الفارة وطوابير الأسرى الى المعنويات المنهارة وسخرية الاحذية العسكرية المتروكة الى البلاغات الحربية والادعائية الكاذبة وفجوة الثقة والتصديق العالمية.