وزارتا التعليم العالي والتربية والتعليم
توقيع بروتوكول مع مركز تطوير التعليم لبدء تنفيذ مبادرة "تميز المعلم"
بوابة روزاليوسف
قال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور أيمن عاشور إن مبادرة (تميز المعلم) تهدف للتعاون مع نخبة من الجامعات الأمريكية؛ للاستفادة من الخبرات والتقنيات والمنهجيات الحديثة ببرامج إعداد المعلم في البكالوريوس والليسانس، وبرامج الدراسات العليا بكليات التربية بالجامعات الحكومية المصرية.
جاء ذلك على هامش توقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم والتعليم الفني مع مركز تطوير التعليم (EDC) اليوم الاثنين، بحضور وزير التعليم العالي الدكتور ووزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازي، وذلك بمبنى التعليم الخاص في القاهرة الجديدة.
وأضاف عاشور أن هذا البروتوكول نقطة انطلاق لبدء تنفيذ فعاليات مبادرة (تميز المعلم) الممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، منوهًا بأن المبادرة هي جزء من الاتفاقية الثنائية بين الحكومتين المصرية والأمريكية؛ لدعم جهود مصر لتطوير التعليم الأساسي والتعليم العالي بشتي المجالات.
وأوضح أن الهدف من البروتوكول هو وضع آلية لتطوير فرص التعاون المشترك بين وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم ومبادرة (تميز المعلم)؛ لتحقيق الرؤية المشتركة لكافة الأطراف، مع التركيز على أهداف المبادرة من أجل تطوير أداء المعلمين الحاليين والمستقبليين، وبناء قدراتهم في استخدام التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية بما يتماشى مع رؤية مصر 2030.
وتابع أن المبادرة تعمل على دعم التخطيط بالمشاركة بين كافة الأطراف المعنية، وتعزيز التعاون المشترك من أجل بناء كوادر جديدة من المعلمين القادرين على بناء الإنسان المصري، وتحقيق رؤية مصر 2030.
ولفت إلى قيام وزارة التعليم العالي بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، والتي ترتكز على سبعة مبادئ أساسية تشكل خارطة طريق للاستراتيجية وهي (التكامل، والتخصصات المتداخلة، والتواصل، والمشاركة الفعالة، والاستدامة، والمرجعية الدولية والابتكار وريادة الأعمال).
وأكد أن إطلاق مبادرة (تميز المعلم) اليوم يعد إضافة هامة للمجهودات المبذولة لتحقيق استراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي في مصر؛ نظرًا لتماشي أهداف وأنشطة المبادرة مع رؤية الاستراتيجية لتحديث برامج التعليم العالي بمختلف القطاعات، وتحويل المؤسسات التعليمية إلى مؤسسات ابتكارية تُسهم في جذب الكوادر العلمية المتميزة.
وأشار إلى أننا نتطلع للتعاون المثمر مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وكافة الشركاء المحليين والدوليين لرفع قدرات كليات التربية، وتطوير برامج جديدة للإعداد وتأهيل المعلمين وفقًا لأحدث الأنظمة والمعايير الدولية، وذلك من خلال مبادرة (تميز المعلم).
وأوضح أن مبادرة (تميز المعلم) تأتي استمرارًا للتعاون المثمر بين وزارة التعليم العالي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والتي تشمل العديد من المجالات منها المنح الدراسية، وإعداد طلبة الجامعات لسوق العمل، ودمج الطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، ودعم جهود البحث العلمي والابتكار، وخلق شراكات بين الجامعات المصرية والأمريكية، ورفع قدرات الجامعات المصرية لتكون مراكز تميز قادرة علي المنافسة على المستوي الإقليمي والدولي.
ومن جانبه، قال وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازي إن هذا التعاون ليس جديدًا، وإنما هو تعاون قديم ومتواصل، فعقب توقيع مذكرة التفاهم اليوم تتواصل جهود وأنشطة المشروعات التعليمية التي تمولها الوكالة في إطار استراتيجية التعاون مع الدولة المصرية.
وأضاف أنه من بين هذه المشروعات مشروع تعزيز مهارات معلمي مدارس المتفوقين للعلوم والتكنولوجيا، ومشروع التعلم في السنوات الأولى، ومشروع قوى عاملة مصر، ومشروع قرية متعلمة، ومشروع التعليم للمستقبل، ومشروع مبادرة تميز المعلم.
وأوضح أنه لا لتطوير للتعليم دون الارتقاء بالمعلم والتعاون المستمر مع وزارة التعليم العالي وكليات التربية من أجل تدريب وتقييم المعلم، مشيرًا إلى أن الوزارة أطلقت العديد من المبادرات والمشروعات التي تهدف لتحقيق التنمية المستدامة للمعلمين وتعزيز قدرات المعلمين ومهاراتهم مما ينعكس بشكل مباشر على النهوض بالمستوى التعليمي للطلاب وبالمنظومة التعليمية بالدولة.
وتابع أن كليات التربية جزء لا يتجزأ من عملية التطوير لمسؤوليتها المباشرة عن إعداد المعلمين، مؤكدًا أهمية مواءمة برامج إعدادهم مع جهود الإصلاح الوطنية ومتطلبات المرحلة الحالية والمناهج الجديدة؛ لتطبيق أفضل الممارسات في هذا الشأن.
وأشار وزير التربية والتعليم إلى أن الوزارة أطلقت منذ عام 2017 مشروعها الطموح لتحويل التعليم المصري لمنظومة حديثة متطورة تهدف لإتاحة التعليم الجيد للجميع دون تفرقة أو تمييز على أساس الجنس، أو اللون، أو العقيدة، أو المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، مستهدفة الاتجاه نحو تحقيق أهداف مصر للتنمية المستدامة 2030.
ولفت إلى أن الوزارة مستمرة في جهودها لبناء النظام التعليمي الجديد؛ ليواكب التغيرات المتلاحقة والمتسارعة على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، على المستوى القومي والإقليمي والعالمي.
وحول المنظومة التعليمية الجديدة، قال: "سيظل المعلمون المصريون وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، وتوفير بيئة عمل داعمة وتقديم خدمات تنمية مهنية متميزة لهم على رأس أولويات الوزارة، فنحن نؤمن بأن المعلمين هم بناة الحضارة وبأن أثرهم على نمو تلاميذهم المعرفي والاجتماعي والنفسي، والوجداني، والأخلاقي يظل ممتدًا مدى الحياة".
وأشار إلى أن هوية المعلم لا تتشكل عند التحاقه بالعمل كمعلم بالمدارس على اختلاف أنواعها، وإنما تتشكل منذ بداية التحاقه ببرامج الإعداد بكليات التربية في الجامعات المصرية الحكومية، فبرامج الإعداد يقع على عاتقها اختيار أفضل العناصر ممن لديهم الاستعداد الفطري والقدرات الكامنة اللازمة للعمل بمهنة التعليم، ويمثل ذلك أول لبنة يتم وضعها لبناء فريق العمل من المعلمين المصريين، ويلي اختيار الملتحقين ببرامج إعداد المعلمين.
وأكد ضرورة التعاون الوثيق والعمل التشاركي بين الوزارة وكليات التربية؛ لتصميم وبناء وتنفيذ برامج إعداد حديثة متطورة مواكبة للعصر تمكن معلمي المستقبل من المعارف والمهارات والاتجاهات التي نحتاجها لتحقيق أهداف النظام التعليمي الجديد.
وتابع أن النظام التعليمي الجديد في حاجة ماسة إلى معلمين يتمتعون بالسمات الشخصية، والمهارات اللغوية الملائمة لمهنة التدريس، فضلًا عن احترام العمل الجماعي والقدرة على تنظيمه وإدارته بكفاءة، ويمثل ذلك أساسًا لنجاح تنفيذ عملية التعلم، القائم على المشروعات.
وأشار إلى أننا في حاجة ماسة لمعلمين لديهم شغف بمهنتهم، واحترام لتلاميذهم واحتياجاتهم النفسية والبدنية، قادرين على التواصل مع أولياء أمور تلاميذهم واحترام دورهم، وأهمية مشاركتهم في تعليم الأبناء.
وقال: "إننا في حاجة لمعلمين لديهم القدرة على التفكير الإبداعي، وروح المبادرة، للنهوض بمدارسهم ومجتمعاتهم المحلية، وأن يكونوا على قدرٍ عالٍ من الوعي بقضايا المساواة بين الجنسين واحترام الاختلاف والتنوع، بجانب تقديرهم لذوي الاحتياجات الخاصة".
وأضاف: "أننا بحاجة لمعلمين يتمتعوا بمهارات فائقة بمجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقادرين على فهم الطفرات الهائلة المترتبة على الذكاء الاصطناعي وأثرها على تلاميذهم، على اختلاف أعمارهم، والتعامل مع كل هذا بوعي ومهارة".
ولفت الدكتور رضا حجازي إلى أن توجه العالم الآن نحو الدراسات البينية، وتداخل التخصصات، يفرض علينا ضرورة إعداد معلمين لديهم معرفة وفهم وخبرة بهذا التوجه، ليس فقط بتدريس محتوى متداخل التخصصات سابق الإعداد، ولكن يكون لديهم القدرة على إعداد هذا المحتوى وتنظيمه وتقديمه لتلاميذهم بمهنية عالية وفهم عميق.
واستطرد أن مشروع مبادرة (تميز المعلم) يأتي ليتوج التعاون بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية لدعم جهود الدولة لبناء هذا الجيل الجديد من المعلمين القادرين على النهوض بالتعليم المصري، وتسريع وتيرة العمل فمصر تسابق الزمن.
ومن ناحيتها.. قالت القائم بأعمال ونائب مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر مارجريت سانشو إنه تم إطلاق اسم مبادرة (تميز المُعلّم) على هذا المشروع؛ نظرًا لأن رؤيتنا المشتركة هي أن يُبرز جميع المعلمين المصريين جوانب التميّز في أنفسهم وطلابهم.
وأضافت أن إعداد المُعلّم - بل جميع المعلمين - بالمهارات اللازمة لتقديم تعليم ذو جودة عالية يُمثل تحديا وأولوية بالغة الأهمية، مشيدة بخطة الحكومة المصرية لمستقبل التعليم على مستوى الجمهورية، مضيفة أن هذا المشروع سيكون مساهمة مهمة لجعل ذلك حقيقة واقعة.
ومن جهتها، أكدت المدير العام لمبادرة (تميز المعلم) أندريا بوش أن هذا البروتوكول يُعد استمرارًا للروابط التاريخية والقوية والتعاون المشترك بين الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والحكومة المصرية؛ لدعم وازدهار التعليم ورفاهية الأطفال في مصر.
وأضافت أن الهدف من البروتوكول هو بناء قوة عاملة مصرية قادرة على تحقيق أهداف واستراتيجيات نظام التعليم الجديد، منوهة بأن الهدف من مبادرة (تميز المعلم) هو دعم تطوير برامج إعداد معلمي الصفوف الابتدائية، وتطوير أساليب التدريس لتتناسب مع المعايير العالمية لمستوى ما قبل الخدمة وأثناء التدريس.
وأكدت أهمية التعاون بين وزارة التعليم العالي من خلال كليات التربية بالجامعات الحكومية ووزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لإعداد معلمي المدارس الابتدائية للقيام بعمل ذو جودة عالية، بما يُسهم في إعداد وتأهيل أطفال المدارس الابتدائية من الصف الأول إلى السادس.
وتابعت أن مبادرة (تميز المعلم) تجمع ثلاث جامعات معتمدة في الولايات المتحدة هي جامعة ولاية فلوريدا، وجامعة ولاية أريزونا، والجامعة الأمريكية في بيروت، بالشراكة أيضًا مع المنظمات المصرية مثل دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، وشركة فينبي للاستشارات المالية والبنكية الدولية لزيادة الخبرة والدعم المحليين.
وأوضحت استمرار التعاون مع وزارة التربية والتعليم بمبادرة (تميز المعلم)، وتقديم الدعم الفني لبرامج الإعداد المبتكرة، والتي تعكس بدورها رؤية ورسالة وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني.
وأشارت إلى تطلعها لتوقيع مذكرات تفاهم مع رؤساء 15 جامعة حكومية برعاية وزارة التعليم العالي، حيث يتم تجهيز معامل تعليمية في الـ15 كلية المختارة من كليات التربية؛ لتعزيز القدرة على استخدام أحدث تقنيات واستراتيجيات التعليم، وتسهيل الشراكات العميقة والمثمرة بين الجامعات المصرية والأمريكية.
وينص البروتوكول على قيام وزارة التعليم العالي بتقييم ومراجعة المناهج والبرامج التعليمية بكليات التربية وتسهيل إجراءات الموافقة على المناهج الدراسية الجديدة أو تعديلها، بالإضافة إلى التعاون مع مبادرة (تميز المعلم) في تطوير المناهج سواء قبل البدء في تدريب المعلمين أو أثناء فترة التدريب، والمشاركة في مجموعات عمل مبادرة تميز المعلم واجتماعاتها.
كما ينص على قيام وزارة التربية والتعليم بتسهيل إجراءات حضور المعلمين تدريب مبادرة تميز المعلم، وتقديم الدعم اللازم لتطوير برنامج الدراسات العليا، والبرامج متعددة التخصصات لمدة أربع سنوات لمعلمي المدارس الابتدائية، فضلًا عن تيسير عملية تقييم أداء المعلمين قبل وبعد الانتهاء من تدريب مبادرة (تميز المعلم).
وينص أيضًا على توفير بيئة آمنة وإيجابية تشجع المعلمين المدربين حديثًا على تطبيق ما تعلموه من تدريب مبادرة تميز المعلم، إضافة للمشاركة بمجموعات عمل مبادرة تميز المعلم واجتماعاتها.
ومن المقرر تشكيل لجنة تنسيقية تضم ممثلي كل الأطراف المشاركة في البروتوكول بحيث تجتمع هذه اللجنة مرة كل 6 أشهر؛ بهدف متابعة ما تم إنجازه في ضوء بنود البروتوكول، وتحديد الموارد الجديدة، والإجراءات المشتركة الأخرى اللازمة لدعم الأهداف المحددة في البروتوكول، كما اتفقت جميع الأطراف المشاركة بالبروتوكول على تطوير المواد التعليمية المتعلقة بمبادرة تميز المعلم.
يذكر أن مبادرة تميز المعلم (TEI) هي مشروع مدته خمس سنوات وممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وينفذه مركز تطوير التعليم (EDC)، وقد تم وضع خطة هذا المشروع لدعم الحكومة المصرية لتأهيل معلمي المدارس الابتدائية، وتوفير برامج إعداد المعلمين قبل الخدمة وأثناء التدريس.
ويسعى المشروع إلى تطوير برامج إعداد المعلمين بشكل أفضل في كليات التربية بالجامعات لتتوافق مع متطلبات وزارة التربية والتعليم واستراتيجية تطوير التعليم، وبدأت المبادرة في إبريل 2022 ومن المتوقع أن تستمر حتى إبريل 2027 وسيتم تنفيذها في 15 محافظة مصرية بميزانية تقدر بـ50 مليون دولار.