
الإدارية العليا تؤيد قرار جامعة سوهاج بمعاقبة معيد بقسم التشريح هدد زملاءه بالقتل

عبدالباسط الرمكي
قضت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة، بتأييد القرار الصادر مجلس تأديب المعيدين والمدرسين المساعدين جامعة سوهاج بمجازاة الطاعن محمد.ج المدرس المساعد بقسم التشريح بكلية الطب البشرى بالجامعة بتأجيل ترقيته إلى وظيفة مدرس عند استحقاقها لمدة ستة أشهرعما ثبت فى حقه من قيامه بالتهديدات والوعيد للعاملين بقسم التشريح بكلية الطب والتعامل بطريقة غير لائقة وبشكل انفعالى وبحدة مبالغ فيها وإثارة الرعب فى نفوسهم للانتقام منهم بالقتل مثل دكتور مقتول وايقاع الضرر بهم.
حمل الطعن رقم 84292 لسنة 64 قضائية عليا.
صدر الحكم برئاسة المستشار عادل بريك نائب رئيس مجلس الدولة وعضوية المستشارين صلاح هلال والدكتور محمد عبد الوهاب خفاجى ومحسن منصور ونبيل عطالله نواب رئيس مجلس الدولة.
ولم تتمكن المحكمة من تشديد العقاب بما يتناسب مع جُرم المدرس المساعد بالنظر للعقوبة الهزيلة التي أصدرها مجلس التأديب بالجامعة إعمالا لقاعدة أن الطاعن لا يضار بطعنه، وأكدت المحكمة أن الجامعة هي المنارة المضيئة التي تقوم على بث روح العلم والمعرفة والأخلاق ومن يخل بالمقومات الأساسية للقيم العليا للإنسان يتعين بتره من الجامعة ليبقى ثوبها أبيض ناصعاً.
وكان رئيس جامعة سوهاج أصدر قراره بإحالة الطاعن محمد.ج المدرس المساعد بقسم التشريح بكلية الطب البشرى بالجامعة إلى مجلس تأديب المعيدين والمدرسين المساعدين بالجامعة لمساءلته تأديبياً عما أسند إليه لأنه خرج على مقتضى الواجب الوظيفي بأن قام بالتهديدات والوعيد للعاملين بقسم التشريح بكلية الطب والتعامل بطريقة غير لائقة وبشكل انفعالي وبحدة مبالغ فيها وإثارة الرعب في نفوسهم للانتقام منهم بالقتل وايقاع الضرر بهم على النحو الثابت بالأوراق. وقد أصدر مجلس التأديب قراره المطعون فيه بتأجيل ترقيته إلى وظيفة مدرس عند استحقاقها لمدة ستة أشهر فقط! وهو ما لم يرتضه الطاعن، وأقام طعنه أمام الإدارية العليا طالبًا إلغاءه على أساس الغلو في تقدير الجزاء.
قالت المحكمة إنه يجب على عضو هيئة التدريس وشاغلي الوظائف المعاونة لها الحفاظ علي كرامة وظيفتهم، وذلك وفقاً لما يتطلبه العرف العام والتقاليد الجامعية، وما يقضيه من حرص علي سمعتهم التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بسمعة المؤسسة التعليمة والتربوية التي يعملون بها المتمثلة في الجامعة المنارة المضيئة التي تقوم على بث روح العلم والمعرفة والأخلاق سواء من أعضاء هيئة التدريس أو المعيدين أو المدرس المساعد، نواة أعضاء هيئة التدريس.
وأشارت المحكمة إلى أن جُل عمل الجامعة فضلاً عن التعليم مراعاة المستوى الرفيع للتربية الدينية والخلقية والوطنية، وهو ما يفرض على أساتذة الجامعات والمعاونين لهم التحلي بالأخلاق الكريمة والسلوك القويم بما يتفق مع التقاليد الجامعية العريقة لكونهم قدوة لطلابهم يعلمونهم القيم والأخلاق وينهلون من علمهم ما ينفعهم، فإذا ما خرج أحدهم عن إطار تقاليد الوظيفة الجامعية وتنكب بمسلكه وأفعاله وتصرفاته الطريق القويم، وأتى فعلاً مزريا بالشرف والاعتبار هو الفعل الذي يتصل الأمر فيه بالمقومات الأساسية للقيم العليا في الإنسان كعرضه وأمانته، فقد الثقة والاعتبار ويتعين بتره من الجامعة ليبقى ثوبها أبيض ناصعًا.
وأضافت المحكمة الثابت من الأوراق أن الطاعن يشغل وظيفة مدرس مساعد بقسم التشريح بكلية الطب بجامعة سوهاج ونسب إليه التهديدات والوعيد للعاملين بقسم التشريح بكلية الطب والتعامل بطريقة غير لائقة وبشكل انفعالى وبحدة مبالغ فيها وإثارة الرعب في نفوسهم للانتقام منهم بالقتل وايقاع الضرر بهم، فقد ثبتت فى حق الطاعن تجاه المعيد رائف صبرى أنه سيناله مصير الدكتور عصام صلاح الذي قتل وغيره بشهادة حسين فرج عكاشة الموظف بقسم التشريح والدكتورة أسماء صبرى التي شهدت باعتداء الطالب على الموظف المذكور بالشتم والضرب بالأيدي والدكتورة سلوى محمد المدرس بالقسم، وأصبح يهدد الجميع خاصة فى ظل الشكوك التي تحوم حوله فى وقائع القتل المشار إليها بالتحقيقات فى ضوء ما قاله الطاعن من أن ذات المصير سينال كل شخص بالقسم يقف ضده.
ومن ثم يكون قرار مجلس التأديب بمجازاة الطاعن لما ثبت فى حقه يقينا بتوقيع عقوبة تأجيل ترقيته إلى وظيفة مدرس عند استحقاقها لمدة ستة أشهر، مطابقاً لحكم القانون متعيناً رفض الطعن.