

الحسيني عبدالله
صفحات بيضاء
ها هو شهر شعبان قد اقترب من طيِّ صفحاته، وعلينا أن نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك يوم السبت المقبل، ويعد شهر رمضان أول شهور العام الجديد، بعدما رفع الله أعمال العباد في شعبان كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، والذي قال فيه في فضل شعبان عندما سئل عن كثرة الصيام فيه: "هذا شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم".
وهو ما يجعلنا نستقبل شهر الصوم بنفحاته وأنواره وفيوضاته. لذلك كان من الضروري أن نتهيأ لهذا الشهر الكريم، لا سيما والنفس في رمضان تشرق على العطاء والحب والنقاء، تستشعر حلاوة القرب، فنسعى لتحقيق صفاء ونقاء تشتاق إليه لتنعم في ظلاله.
قال ابن رجب: "بلوغ شهر رمضان وصيامه نعمة عظيمة على من أقدره الله عليه، ويدل على ذلك حديث الثلاثة الذين استُشهد اثنان منهم، ثم مات الثالث على فراشه بعدهما، فُرئي في النوم سابقًا لهما، فقال رسول الله ﷺ: "أليس صلى بعدهما كذا وكذا صلاة، وأدرك رمضان فصامه؟ فوالذي نفسي بيده، إن بينهما لأبعد مما بين السماء والأرض." [سنن ابن ماجة] من الأمور التي تعين المرء على حسن استقبال رمضان أن يعرف ما يحمله هذا الشهر من بشريات، منها: - شهر القرآن الكريم: قال تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [البقرة: 185]. - فرمضانُ محرقةٌ للذنوب، ومطهرةٌ من الآثام: قال ﷺ: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه)؛ متفق عليه. وقال عليه الصلاة والسلام: (الصلواتُ الخمس، والجمعةُ إلى الجمعة، ورمضانُ إلى رمضان، مكفرات ما بينهن، إذا اجتنبت الكبائر)؛ رواه مسلم. - رمضان عتق من النار: قال ﷺ: (إن لله تعالى عتقاءَ في كل يوم وليلة، لكل عبدٍ منهم دعوةٌ مستجابة)؛ [رواه الترمذي]. وقال رسول الله ﷺ: (إن لله تعالى عند كل فطرٍ عتقاءَ من النار، وذلك في كل ليلة)؛ [رواه الترمذي]. - تدريب على الإخلاص والبعد عن الرياء: يقول الله تعالى في الحديث القدسي: (يَتركُ طعامَه وشرابَه وشهوتَه من أجلي، الصيام لي، وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها)؛ رواه البخاري. ويمكن أن نستقبل رمضان بعدد من الأمور التي تعين على التقرب إلى الله، منها: التوبةُ النَّصوح: رمضان أعظم فتح، فاحذر أن تُحرَمَ منه بسبب ذنوبك... هل ستدخل رمضان بصحيفتك هذه وهي مملوءة بالذنوب؟ قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾ [النساء: 17]. فأول ما نستقبل به رمضان هو فتح صفحة بيضاء مشرقة مع الله سبحانه وتعالى بالتوبة الصادقة.
2. الحمد والشكر على بلوغه: قال النووي رحمه الله في كتاب "الأذكار": (اعلم أنه يستحب لمن تجددت له نعمة ظاهرة، أو اندفعت عنه نقمة ظاهرة أن يسجد شكرا لله تعالى أو يثني بما هو أهله).
3. الفرح والابتهاج: ثبت عن رسول الله ﷺ أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان فيقول: {جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه فيه تُفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم... الحديث} [أخرجه أحمد].