وزير الأوقاف: ندعو كل الفرقاء في العالم لوقف الحروب ونزيف الدماء
صبحي مجاهد
قال وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، إننا في أيام طيبة مباركة وقد تهيأ الناس لاستقبال أفضل أيام الدنيا أيام العشر وفيها يقول نبينا "ﷺ": "أفضلُ أيامِ الدنيا أيامُ العشْرِ".. داعيا كل الفرقاء في العالم لوقف الحروب ونزيف الدماء وبخاصة في هذه الأشهر الحرم.
جاء ذلك خلال خطبة الجمعة اليوم التي ألقاها وزير الأوقاف بمسجد "سيدي محمد شبل الأسود" بمدينة الشهداء في محافظة المنوفية، بعنوان: "مفهوم العمل الصالح وفضائل العشر"، بحضور إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية، وهشام آمنة وزير التنمية المحلية، والدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، والدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
وأضاف وزير الأوقاف أن أهل العلم أكدوا على أن الأيام المعلومات هي الأيام العشر الأول من ذي الحجة، حيث يقول نبينا "ﷺ": "مَا مِنْ أيَّامٍ العَمَلُ الصَّالحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إلى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأيَّامِ العَشْرِ"، وذلك لأن فضل الله "عز وجل" على خلقه فيها عظيم للحجيج وغير الحجيج، فللحجيج سعيهم وطوافهم ووقوفهم بعرفة.
وأكد أنه على الحجيج أن يغتنموا الفرصة، فلا يضيعوا وقتا، ولا ينشغلوا إلا بالنسك وبأركان الحج، والحفاظ على الصلاة في المسجدين وبكثرة الطواف والسعي ما وسع ذلك.. داعيا الحجيج ألا يؤذي أحدًا، والحرص كل الحرص على الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي، ولا يجادل ولا يماري ولا يجهل، حيث يقول "ﷺ": "منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ"، مؤكدًا أن الله سبحانه وتعالى شاءت إرادته ألا يحرم أحدًا من الفضل، فأبواب الخير عديدة.
وأشار جمعة إلى أنه لغير الحجيج يوم عرفة وفيه يقول نبينا "ﷺ": "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"، فمن الآن وطن نفسك على صوم عرفة، وكان نبينا "ﷺ" يصوم تسعًا من ذي الحجة والاثنين والخميس وثلاثة أيام من كل شهر، فإذا استطعت أن تصوم التسعة أيام الأول من شهر ذي الحجة فهذا فضل عظيم، واحرص على يوم عرفة، على أن الحرص على أداء الصلاة في المسجد فضل عظيم، يقول الحق سبحانه: "وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ".
كما أكد وزير الأوقاف أن التوسعة على الفقراء والمساكين في هذه الأيام المباركات من أهم وجوه البر والعمل الصالح، فقد كان النبي "ﷺ" يقول قبل العيد "أغنوهم عَن طوافِ هذا اليومِ"، فمن الآن أكسوهم وأغنوهم وأعطوهم، وكما يتوسع الناس من الصدقات في رمضان قبل عيد الفطر عليهم أن يتوسعوا من الصدقات في هذه الأيام، والإكثار من التهليل والتحميد والتكبير سواء من الحجاج أم من غيرهم، حيث يقول النبي "ﷺ": "ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ".
وطالب بالحرص على الصلوات المكتوبة، وعلى صيام النوافل، والصدقات والتوسعة على الفقراء والمساكين حتى لا يكون بيننا محتاج يوم العيد، مؤكدا أن الأضحية سنة مؤكدة عن سيدنا رسول الله "ﷺ" وكما تجوز بالمباشرة تجوز بالصك الذي يصل إلى الأولى بالرعاية في عزة وكرامة في منظومة منضبطة.
وأكد وزير الأوقاف أننا في أشهر حرم وأيام مباركة، داعيا كل الفرقاء في العالم لوقف الحروب ونزيف الدماء وبخاصة في هذه الأشهر الحرم، مذكرًا بقول سيدنا رسول الله "ﷺ" في حجة الوداع، وهي الحجة الوحيدة التي حجها رسول الله "ﷺ" فقال فيها: "إنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ، كَحُرْمَةِ يَومِكُمْ هذا، في شَهْرِكُمْ هذا، في بَلَدِكُمْ هذا، إلى يَومِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ، ألَا هلْ بَلَّغْتُ؟، قالوا: نَعَمْ، قالَ: اللَّهُمَّ اشْهَدْ، فَلْيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الغَائِبَ، فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أوْعَى مِن سَامِعٍ، فلا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ" ونحن الآن في الأشهر الحرم، وفي العشر الأول من ذي الحجة، "فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ" وها نحن يا سيدنا رسول الله "ﷺ" نبلغ عنك كل فرقاء الإنسانية، اتقوا الله: "فإنَّ دِمَاءَكُمْ وأَمْوَالَكُمْ علَيْكُم حَرَامٌ"، اتقوا الله في الدماء، اتقوا الله في الدماء، يقول رسول الله "ﷺ": "لا يزالُ المرءُ في فُسْحَةٍ من دينِهِ ما لم يُصِبْ دمًا حرامًا".
وشدد وزير الأوقاف على أنه يجب تقوى الله في الدماء والأطفال، والضعفاء، وكبار السن، والنساء، والإنسانية. وفي ختام خطبته.. وجه وزير الأوقاف تهنئة لأهالي محافظة المنوفية بعيدهم القومي، وبتطوير هذا المسجد في ظل دور الدولة المصرية واهتمامها بعمارة بيوت الله "عز وجل" مبنى ومعنى، وبخاصة المساجد الأثرية، ذات البعد التاريخي، ومساجد آل بيت سيدنا رسول الله "ﷺ" في اهتمام غير مسبوق، وفي تنسيق وتعاون بين كل الجهات المعنية بذلك في الدولة المصرية.