الجزائر أمام قمة جدة تدعو لتفعيل وتعبئة الطاقة التمويلية
أ ش أ
قال رئيس وزراء الجزائر أيمن بن عبد الرحمن، إن الجزائر احتضنت القمة العربية الـ31 في ظل ظروف إقليمية وعالمية صعبة لاسيما بعد اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية، داعيا إلى ضرورة تفعيل وتعبئة الطاقة التمويلية العربية لتجاوز أزمة الغذاء.
ودعا رئيس وزراء الجزائر - في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال افتتاح فعاليات القمة العربية الـ32 في المملكة العربية السعودية - لضرورة تفعيل وتعبئة الطاقة التمويلية العربية من خلال صندوق النقد العربي لمساعدة الدول الأعضاء التي هي في أمس حاجة للمساعدات لتمكينها من تجاوز الظروف العصيبة المترتبة عن الأزمة الغذائية التي خلفتها الحرب في أوكرانيا.
وأكد أن الجزائر ستنظم الندوة التعليمية الأولى للأمن الغذائي في الوطن العربي للخروج بمقترحات ومشاريع علمية ملموسة بما يدعم الأمن الغذائي للشعوب العربي.
وقال رئيس وزراء الجزائر أيمن بن عبد الرحمان، إن "شعار لم الشمل تجسد كذلك باستعادة سوريا الشقيقة مقعدها الطبيعي في جامعة الدول العربية بفضل الجهود التي بذلت ومما يضفي عن هذه العودة طابع خاص للشعب الجزائري كونه تأتي تزامن مع إحياء الجزائر لمجازر 8 مايو 1945".
ورحب رئيس وزراء الجزائر باسترجاع سوريا لمقعدها بين أشقائها مع توجيه الشكر لكل الدول العربية التي ساندت مسعى الجزائر وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
وحول القضية الفلسطينية، قال إنه تجسيدًا لمركزية القضية الفلسطينية في وجدان الشعب الجزائري لقد سخرت الجزائر دبلوماسيتها خدمة لقضيتنا المركزية؛ حيث واصلنا المساعي على مستوى الأمم المتحدة لحشد الدعم اللازم بغية توسيع قاعدة الاعترافات الدولية بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة في منظمة الأمم المتحدة، وذلك بالتنسيق مع كافة الأشقاء العرب.
وأشار إلى أن الجزائر طالبت المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته التاريخية والسياسية والقانونية والأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، ليس فقط لوضع حد للتعنت الاحتلال ورفضه الالتزام بالشرعية والقرارات الدولية، وإنما لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد لسياسة الاستيطان التي تمارسها سلطة الاحتلال. ولفت إلى أن الجزائر ساهمت في الخطوات العملية التي تم اتخاذها من أجل اعتماد قرار الجمعية العام للأمم المتحدة لتفعيل دور محكمة العدل الدولية من أجل تكريس حقوق الشعب الفلسطيني.
وأدان رئيس وزراء الجزائر أيمن بن عبد الرحمن - في الكلمة التي ألقاها نيابة عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون خلال افتتاح فعاليات القمة العربية الـ32 في المملكة العربية السعودية - الأعمال الإجرامية من جانب سلطة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني، داعيا المجتمع الدولي وخاصة مجلس الأمن لوقف هذه الاعتداءات الإجرامية المتكررة والممنهجة وضمان الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، وتمكينه من استرجاع حقوقه وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف عبدالرحمن أن الجزائر تدعو خلال القمة العربية السابقة إلى الاهتداء بفضائل الحوار لتأسيس علاقات بناءة مع دول الجوار الجيوسياسية، فضلا عن العامل الجغرافي، معربا عن ارتياحه لبوادر الانفراج التي حدثت من خلال التقارب الحاصل في العلاقات العربية مع الجارتين تركيا وإيران، من أجل الانفراج في أزمات المنطقة واستقرارها وخفض التوترات مما يفتح آفاق رحبة للتعاون والشراكة ويمهد لإحلال السلام في المنطقة وبعد الدول الأعضاء لاسيما في اليمن.
وثمن كل الجهود المبذولة لتسوية أزمة اليمن بصفة نهائية ورفع المعاناة عن الشعب اليمني. وأكد ضرورة تعزيز التضامن مع الأشقاء في الصومال وجيوبتي في مواجهة الجفاف التي تشهده منطقة القرن الإفريقي للعام السادس على التوالي.
وأكد رئيس وزراء الجزائر أيمن بن عبد الرحمن أن بلاده سارعت إلى إرسال رسائل إلى الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي (رئيس جمهورية جزر القمر) والأمين التنفيذي للهيئة الحكومية للتنمية "إيجاد"، لمواجهة ما يشهده السودان من انفجار لدائرة العنف والاقتتال بين أبناء الشعب . وقال عبد الرحمن إن الجزائر طالبت المجتمع الدولي بتحرك سريع لحقن الدماء والعودة للمسار السلمي لحل الأزمة السودانية العميقة بعيدا عن أي تدخلات خارجية في الشؤون الداخلية .
ودعا رئيس الوزراء الجزائري الأشقاء في السودان إلى تغليب المصلحة العليا للوطن والاحتكام إلى فضائل الحوار لحل الخلافات وتجنيب الشعب السوداني مخاطر الانزلاق إلى دوامة العنف الدموي الذي يشكل خطر على السلم الاجتماعي.
وقال إن الأوضاع العربية ليست بمعزل عن ما يشهده العالم من تحولات عميقة وتطورات متسارعة تشير إلى ظهور نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، مشيرا إلى أن هذا الوضع الراهن يفرض علينا تعزيز التضامن والعمل كمجموعة موحدة تستنير بمبدأ "وحدة المصير" ليكون للعرب دور فعال وفاعل في تحديد التوازنات الجديدة بشكل الذي يضمن الحفاظ على مصالح الدول العربية المشتركة. وأكد رئيس وزراء الجزائر حتمية إصلاح وعصرنة العمل العربي المشترك وفق نهج جديد يتجاوز المقاربة التقليدية ليضع في صلب أولوياته انشغالات وهموم المواطن العربي وذلك إدراكا لحجم التحديات الجسيمة التي تواجه الأمة العربية وانطلاقا من أهمية العمل العربي المشترك.
وأعرب عن شكره للقادة العرب لدعمهم للمقترحات التي تقدمت بها الجزائر لتفعيل دور جامعة الدول العربية في الوقاية من النزاعات وحلها وتعزيز مكانة الشباب والابتكار في العمل العربي المشترك.
وتوجه رئيس وزراء الجزائر ايمن عبد الرحمن - في ختام كلمته - بالتهاني والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمناسبة تولي المملكة العربية السعودية رئاسة الدورة الـ 32 للقمة العربية.