د. إيمان ضاهر تكتب: الحوار نهج الجمهورية الجديدة واستقرارها
إن بعض القول فن، فاجعل الإصغاء فنا، والحوار ذكاء، الحوار بناء، الحوار حرية والحوار انتصار.
الحوار الحقيقي هو الاعتراف بالأخر، سواء بهويته أو بأفكاره، والإيمان بخوض حرب بالحوار.
هذه مناهج الجمهورية الجديدة، والهدف الأسمى لرؤية الحياة وحل المشاكل أيا كانت والخلافات مهما عظمت.. قوتان ذات سيادة تقودان الجنس البشري وتنظمان المصير في أي مكان: قوة الحوار وعبقرية السلام؟
ألا يقال يولد الجمال من الحوار لكسر الصمت وعدم تجدده؟ أليس الحوار فن انساني لبناء حجر أساس في التشاور والتفاوض والتبادل؟
أسمعها كل يوم في كلمات القائد الحكيم، علينا أن نتعلم الاستماع لاتخاذ القرار، فالحوار بالنسبة إليه سيد الحضارات،
ونحن أمة قوية بتاريخها، حوارنا هو لقائنا، فلنطور فن الحوار في اللقاء ومن اجل البقاء.
مصر أم الدنيا، بالمشاريع الخيالية والإنجازات الابداعية في كل قطاع خاص وعام، فكيف يتم التقدم الواعى والازدهار دون المضي بتنمية نواة الحوار حتى يقهر الفاسد وتستأصل بؤر الإرهاب والعنف ونسج الأكاذيب وصناعة الشائعات؟
ها هي الجمهورية الجديدة اتخذت القرار لأجل أفرادها الأحرار والأبرار، وتحت مظلة ثقافة الحوار علماً يرفرف مناديا أمام العالم أجمع بأن العقل المستيقظ، مغزى الحوار العميق لاحترام حقوق الإنسان في التعبير عن رأيه وقول كلمته مطابقة أو مختلفة في كل ميدان، والتسامح بدون حوار أليس تعبير ملطف عن اللا مبالاة؟ وفي هذا الحوار تنبع إحدى فضائل الجمهورية الجديدة الأساسية الأربع لتكون صحية وتعمل بشكل صحيح، وهي الحكمة والشجاعة، الاعتدال والعدالة، لترسيخ أكبر توازن للحوار كآلية نهوض بالوطن في الاتجاه الصحيح المتعافي للفاعلين في المجتمع المدني، فمن يشارك فيه؟
إقبال من الحشود الشعبية والنقابية، واللجان في كل أطرها والاتحادات العمالية والفنية والشبيبة والقوى السياسية والنيابية، كل أطياف القوى التي تجمعت من سنين في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ ضد الإرهاب والتطرف "فلن يمنع قول ولن يحجر على رأي، انما الشفافية لكل معارض أو موافق للتعبير عن رأيه وتصوراته المستقبلية.
فيا صاحبي المعارض لا تبق عقلك مقفلا، فلغة الحوار طبيعة مخضرة.. أليس الحوار لبناء الجسور بين أبناء الأمة الحبيبة وفتح الأبواب الموصدة لكل مناطق السلام؟
بالقوة اللطيفة للحوار، الطريق ليس سهلا لكن لابديل له لتحقيق التصالح دون افتراضات، والإقدام على طرح القضايا، والتواصل بأكبر كم من الوضوح وفهم وجهة نظر الأخر، لتجنب سؤ التفاهم والنوافذ المقفلة، عندما يطبق ويتحقق يعمل كالسحر.
أليس الحوار الإنساني دعم ورابط للنمو في قدرات علمية وفكرية واقتصادية منظمة، تطور الأداء لخلق اتحادات فعالة ومستدامة؟
إن الحوار ضرورة في الحياة المجتمعية ولا مجتمع دون حوار، هو الأداة الثابتة والصلبة للمشاركة في التبادل والتضامن لتقدم عالمنا، وتفادي أغلاطنا ، وترسيخ عاداتنا، وإثراء ثقافتنا بقبول الاخر في اختلاف آرائه، في جميع خلفياته وهكذا نحرز أكبر إنجاز لحكمة القيم البشرية جمعاء.
أليس كل كائن نلتقي به، لديه ما يعلمنا اياه، والانتقال من الآخرين إلى الذات، ومن الذات إلى الآخرين، كلمات صريحة وروح منفتحة؟
إنه الحوار، ثمرة تعاليم الجمهورية الجديدة، النابضة دون توقف والمتالقة لتقدير علاقتنا والأخر ، طريق الأمل إلى السعادة والسلام.
ومن قلب نقي ومؤمن بالحوار، أساس الحرية والعدالة وصدق سحر الغد القادم في أحضان جمهورية جديدة تتألق يوما بعد يوم وتجذب أنظار الرائعين والأقوياء والمخلصين في شتى أنحاء أم الدنيا خاصة والدنيا عامة، سأحمل هذه الثقافة الحوارية الحضارية كنداء لكل أمة، للحفاظ على كرامتها وعزتها وأرضها في ربوع السلام. نداء أمل مشرق لدعوة إنسانية قائمة وفعالة ومستدامة جوهرها الحقيقي السعي الدؤوب والجهد المديد لبناء عقول البشر على فكرة الحوار المستدام أينما كان.
أستاذة متخصصة في اللغات والأدب الفرنسي من جامعات السوربون في باريس