عاجل
الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اشتباكات السودان
البنك الاهلي

كلمة المدير الإقليمي للصحة العالمية بالشرق الأوسط في مؤتمر المنظمة حول السودان

اجتماع الصحة العالمية
اجتماع الصحة العالمية

قال د. أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، خلال مؤتمر صحفي اليوم، للإحاطة حول أحداث السودان، نحن جميعا على علم بالوضع المروع الذي يتكشَّف حاليًا في السودان، حيث لقي ما يقرب من 330 شخصًا مصرعهم، وأصيب ما يقرب من 3200 آخرين بجروح، منذ 15 إبريل وحتى صباح الخميس، نتيجة القتال بين الحكومة وقوات المعارضة المسلحة في الخرطوم وعدد من الولايات الأخرى، بما في ذلك ولايات دارفور.



وقال إن الحركة في الخرطوم مقيدة بسبب انعدام الأمن، الأمر الذي يُسبب تحديات للأطباء والممرضين والمرضى وسيارات الإسعاف للوصول إلى المرافق الصحية، ويعرِّض حياة أولئك الذين يحتاجون إلى رعاية طبية عاجلة إلى الخطر، وكذلك المصابون بأمراض مزمنة يحتاجون إلى رعاية مستمرة، وهم غير قادرين على الحصول على العلاج، كما تتزايد احتياجات الصحة العقلية والاحتياجات النفسية- الاجتماعية، لاسيما بين الأطفال.

وأشار إلى إن استمرار انقطاعات التيار الكهربائي على نطاق واسع، ونقص الكهرباء في مناطق معينة والمستشفيات، يضع المرضى في خطر شديد، وعلاوة على ذلك، تعاني المرافق الصحية نقصًا حادًا في المياه والوقود، في حين توقف عدد من محطات المياه في الخرطوم عن العمل.

وواصل، تجابه المستشفيات نقصًا حادًا في الأطقم الطبية المتخصصة، وإمدادات الأكسجين، وأكياس الدم، ومما يثير القلق الشديد أيضًا تلك التقارير عن الاعتداءات الجنسية على العاملين في المجال الإنساني الدولي، وكذلك التقارير المتزايدة عن الهجمات على مجال الرعاية الصحية، بما في ذلك الاعتداءات على العاملين في المجال الصحي، والاحتلال العسكري للمستشفيات، ونهب سيارات الإسعاف واختطافها.

واستطرد، بحسب وزارة الصحة، فقد اضطرت 20 مستشفى حتى اليوم إلى الإغلاق بسبب الهجمات أو نقص الموارد، و 8 مرافق صحية أخرى معرضة لخطر الإغلاق، بسبب إرهاق أطقم العمل أو نقص الأطباء والإمدادات الطبية.

لذلك فإننا ندعو جميع الأطراف، إلى تنفيذ توقف إنساني مستدام في أقرب وقت ممكن، لكي يتمكَّن أولئك المحاصرون بسبب القتال من البحث عن ملاذ، وليتمكَّن المدنيون من الحصول على الغذاء والمياه والأدوية وغيرها من المواد الأساسية، وليتمكَّن أولئك المحتاجون إلى الرعاية الصحية من التماس الرعاية التي يحتاجون إليها حيث تلقي الحرب بآثارها على جميع جوانب الحياة، ولا ينتهي الأمر عند الإصابات المباشرة من جرائها، كما أن العواقب السلبية على الصحة يمكن أن تكون طويلة الأجل. 

وفيما قبل الأزمة الحالية، كان 15.8 مليون شخص في السودان يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، وهذا الرقم يمثل ثلث السكان، والآن نلاحظ تدهورًا صادمًا في هذا الوضع الإنساني شديد الصعوبة والتعقيد، وكلما طال أمد القتال، زادت العواقب على صحة وعافية ملايين من الناس، ممن يواجهون بالفعل عددًا كبيرًا من تهديدات الصحة العامة.

فالسودان واحد من 7 بلدان في القرن الإفريقي الكبير، متأثرة بالفعل بانعدام الأمن الغذائي، في ظل أن أكثر من ربع السكان يواجهون أزمة غذائية بالفعل، والعديد من فاشيات الأمراض منتشرة حاليًا في البلاد، ومن بينها الحصبة، وشلل الأطفال، وأول فاشية من نوعها لحمى الضنك في الخرطوم، وزيادة حالات الملاريا في جميع أنحاء البلاد.

ويُشار هنا إلى أن منظمة الصحة العالمية، شريك للسودان منذ عام عام 1956، أي على مدى السنوات الـ 67 الماضية، وفرقنا العاملة على الأرض ملتزمة بحماية صحة ملايين من السودانيين وعافيتهم، وسنواصل ذلك ما دامت صحة موظفينا وسلامتهم قائمة متحققة دون خطر يتهددهم، وحتى قبل اندلاع هذا الصراع الأخير، كانت المنظمة قد دفعت مسبقًا بأدوية ومستلزمات أساسية إلى المستشفيات في جميع أنحاء الخرطوم، ويشمل ذلك إمدادات علاج الإصابات الشديدة ومستلزمات الجراحة الطارئة، بالإضافة إلى عربات الإسعاف المجهزة المملوكة لوزارة الصحة، وأجرت عدة جولات من الدورات التدريبية للأطباء بشأن التدبير العلاجي للإصابات الجماعية والرعاية الحرجة. 

وفي ظل توقف المزيد من المستشفيات عن العمل بسبب نقص المستلزمات الصحية، فإن مجموعة مخصصة لهذا الغرض "تضم منظمة الصحة العالمية، ووزارة الصحة، وفرق إدارة الإصابات الجماعية"، تنسق مع الصيدليات ومستودعات الأدوية، بشأن توافر المستلزمات، وضمان توجيه الأدوية والمستلزمات إلى حيث تشتد الحاجة إليها، وبمجرد رفع القيود على السفر إلى السودان، سينطلق بسرعة إلى الخرطوم المزيد من الأطقم المتخصصة، لتولي رعاية الإصابات الشديدة، والصحة العامة، والخدمات اللوجيستية، والأمن، كما توجد إمدادات أخرى على أهبة الاستعداد لنقلها جوًا من مركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي.   ولا تزال منظمة الصحة العالمية ملتزمة بشراكتها القائمة منذ فترة طويلة مع السودان، وستواصل العمل لتحقيق رسالتها المتمثلة في تحقيق الصحة للجميع وبالجميع. ولكنها لا تستطيع أن تفعل ذلك إلا في بيئة تسمح لها بالعمل دون عوائق أو تعريض موظفيها للخطر؛ إذ ستكون صحتهم وعافيتهم أولويتها الأولى دائمًا. 

ودعا المنظري، إلى الاتفاق على ممر آمن وهدنة إنسانية للعاملين الصحيين والمرضى وسيارات الإسعاف، وحث جميع أطراف الصراع على وضع سلامة شعوبهم وأمنها فوق كل اعتبار آخر.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز