خطورة الشائعات تفوق القنبلة النووية والقضاء عليها بمواجهة الجهل الإعلامي 

أكد المشاركون في جلسة "الشائعات وعبور الأزمات: من يشكل الرأي العام" في اليوم الثاني للمنتدى السعودي للإعلام، على خطورة الشائعات على أمن وسلامة المجتمعات، خاصة في أوقات الأزمات التي تمثل بيئة حاضنة لانتشارها.

 

 

وأضاف المشاركون أن وسائل التواصل الاجتماعي، مكنت القائمين على صناعة الشائعات من استهداف مساحات واسعة من وعي الجمهور، وأن مواجهاتها يتطلب تكثيف وسائل الإعلام لجهودها، وتوفير الجهات الرسمية للمعلومات، والعمل على تنمية وعي الجمهور ليكون قادرًا على كشف زيف تلك الشائعات.

 

وقال الإعلامي خالد السليمان، يجب تعزيز الثقة في وسائل الإعلام الرسمية، وتيسير حصولها على المعلومات الموثوقة، لتنمية الوعي لدى الجمهور، وكذلك مواجهة آفة نقل الشائعات، للاسف البعض ينقل شائعات ويدعي انه ينقلها كما وصلته، وهنا يجب أن يعلم أنه مسؤول لا ينبغي عليه نقل الشائعة.

 

وأكد الإعلامي أحمد المسلماني: أن الشائعات تمثل خطورة كبيرة على الدين والسياسة والديمقراطية وعلم النفس، خاصة في أوقات الأزمات، وتحويل فئات خاصة الشائعات لحقائق مسلم بها يؤمنون بصحتها.

 

وضرب المسلماني أمثلة، بشائعة الماسونية والحكومة السرية التي تدير العالم، والتي تسعى للقضاء على 7 مليار إنسان لبلوغ ما يسمونه المليار الذهبي، وما شهدته كارثة الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، من شائعات حول أسبابه، رغم أن علم الجيولوجيا حسم أسباب الزلازل من زمن. 

 

 

وأضاف المسلماني: هناك شائعات يؤمن بها الملايين غير منضبطه علميًا، فهناك من يؤمن في ألمانيا أن جائحة كورونا أكذوبة وتحول هذا الإيمان بأكاذيب إلى سلوك عنيف بمحاولة اغتيال وزير الصحة الألماني.

 

وحول خطورة الشائعات على الدين، قال المسلماني أن هناك ما يسمى "الشيخ جوجل"، فبات قطاع من طالبي الفتاوى يبحثون عن اجابات على محرك البحث جوجل، ويتلقون فتاوى الكثير منها متطرف.

 

وأشار المسلماني إلى خطورة الشائعات على الديمقراطية والانظمة السياسية، بل وعلى الحالة النفسية لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك من يتأثر بمدى حصول تويتاته على "لايك " وهناك مسؤول ترك منصبه فبات متأثرًا بتراجع اللايكات على تويتاته فكتب يقول "أين لايكاتي".

 

 

وشدد المسلماني أن الشائعات في عصر الذكاء الاصطناعي والكم الهائل من الهراء المحض الذي يتم ترويجه، خطورته أكبر من القنبلة النووية، والحل في المواجهة المستمرة لمخاطر الذكاء الاصطناعي بازالة الجهل الإعلامي.

 

وشدد المسلماني على أن هناك شركات كبرى تستفيد من الشائعات ومواقع التواصل الاجتماعي غير جادة في مواجهتها.

 

أكد عبدالرحمن الحسين المتحدث الرسمي باسم وزارة التجارة، أن الشائعات تطال كل ما يوضع على مائدة الطعام، سواء داخل السوق المحلي أو بشأن سلاسل الإمدادات، خاصة في ظل جائحة كورونا، وهو ما يدفع المواطنين لسلوك استهلاكي يدفعه للخوف وزيادة الطلب على السلع لتخزينها.

 

مشيرًا إلى أنه هناك شائعات متكررة لها علاقة بتوقيتات زمنية، مع بداية رمضان ينطلق شائعة بأن مشروبات تتواجد بالسوق تسبب السرطان، وفي الاعياد شائعة الحلويات بها دهن خنزير، وجميعها شائعات لها علاقة بالسوق التجاري لا أساس لها من الصحة.

وأكد الحسين أن الوعي المجتمعي هو حائط الصد لهذه الشائعات التي لا تمت للواقع بصلة.

 

وأشار عبدالعزيز بن محمد الشلفان إلى خطورة الشائعات على مجال الصحة والدواء ، بما يهدد سلامة الصحة العامة.

 

حضر الجلسة من الإعلاميين المصريين معتز الدمرداش والدكتورة هويدا مصطفى عميد كلية الإعلام بجامعة فارس وأيمن عبدالمجيد، والقنصل المصري طارق المليحي.

أدار الجلسة دكتورة وعد عارف عضو هيئة التدريس بقسم الإعلام جامعة الملك سعود