عاجل
الثلاثاء 17 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

عاجل.. دماء مصرية على أرض الصومال

الدبلوماسي المصري محمد كمال الدين صلاح
الدبلوماسي المصري محمد كمال الدين صلاح

لعبت الدولة المصرية في عهد الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، دورًا مؤثرًا في كل مراحل معركة استقلال الصومال وبناء دولته الحديثة، حيث امتزجت دماء مصرية غالية بدماء الأشقاء الصوماليين عندما امتدت يد الغدر للاستعمار يوم 17 أبريل 1957 لتغتال الدبلوماسي المصري المرموق محمد كمال الدين صلاح، مندوب مصر في المجلس الاستشاري الصومالي، الذي كان مكلفًا بتدعيم أركان الدولة الوليدة في الصومال وإقامة مؤسسات سياسية وحكومية، وهي حادثة أثرت في وجدان الشعبين الصومالي والمصري.



 

 

وأكدت المصير المشترك في مواجهة قوى الاستعمار والهيمنة آنذاك ففي 16 أبريل وحينما كان متجهًا إلى القنصلية المصرية التي وصلها في حوالي الساعة الواحدة ظهرًا، هاجمه شاب صومالي وطعنه بخنجر مسموم سبع طعنات، وفي الطعنة الثامنة ترك القاتل الخنجر في ظهره بعد أن تجمع الناس في حديقة القنصلية، وقاموا بالقبض عليه.

وكشفت التحقيقات أن الجاني يدعى محمد عبد الرحمن في الثلاثين من عمره وأنه كان قد درس في الأزهر الشريف علي نفقة الحكومة المصرية، وبذلك أصبح محمد كمال الدين صلاح أول دلبوماسي مصري يٌقتل في الخارج.

 

وفي اجتماع لجنة الوصاية التابعة للامم المتحدة بشأن الصومال، قال الدكتور محمد حسن مندوب مصر بالمجلس الاستشاري الصومالي "الذي خلف الشهيد كمال الدين صلاح في مهمته" عندما سئل عن الموعد المناسب لاستقلال الصومال: "إن الصومال يستحق الاستقلال منذ خلق أهله أحرارًا، ولا يجب أن يستعبدهم أحد، وفي سبيل هذا الهدف نضحي بكل غال وثمين من أجل أشقائنا في الصومال".

وفي مقال نشره الكاتب الصحفي الكبير عادل حمودة في صحيفة "صوت الأمة" أوائل القرن الواحد والعشرين، تناول حكاية استشهاد ضابط مصري برتبة مقدم بطرد بريدي ملغوم، خلال ستينيات القرن الماضي.

 

وكانت مصر في مقدمة الدول التي اعترفت باستقلال الصومال عام 1960، وقدمت كل الدعم والعون للشعب الصومالي الشقيق عقب الاستقلال.

 

وفي أكتوبر 1961، قام الرئيس الصومالي آدم عبد الله عثمان بزيارة لمصر واستقبله الرئيس عبد الناصر بحفاوة تاريخية وتمت استضافته في قصررئاسي، وبحث الرئيسان أوضاع الصومال وقضايا أفريقية عديدة، وكان لهذه الزيارة نتائج كبيرة في مسيرة العلاقات المصرية الصومالية.

 

عندما قامت ثورة الصومال بقيادة الرئيس سياد بري، أعلن قائدها: "أن ثورة الصومال هي ابنة شرعية ووفية لثورة 23 يوليو ولفكر الزعيم جمال عبد الناصر الثوري"، الأمر الذي يعكس مدى تأثير الدور المصري في الفكر السيسي الصومالي وقادته.

 

كما وقف المصريون إلى جانب الصومال في نضاله ضد الاستعمار البريطاني والإيطالي، كانوا أيضا سباقين في دعمه خلال الفترة التي أعقبت الاستقلال في مختلف المجالات لا سيما في مجال التعليم، حيث تواجدت المدارس المصرية والأساتذة المصريون في العاصمة الصومالية مقديشو، ولعبت البعثات الأزهرية والمعلمون التابعون للأزهر الشريف دورًا كبيرًا في نشر العلم وتعاليم الإسلام الصحيح في ربوع الصومال وهذا هو سر الاحترام والود الذي يكنه علماء الصومال للأزهر الشريف، كما لعبت البعثات المصرية دورًا رائدًا في بناء الكوادر التعليمية وتعريب التعليم في الصومال.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز