أيمن عبد المجيد
الأرجنتين وفرنسا.. القتال لاقتناص هاتريك المونديال
الأرجنتين وفرنسا، على موعد مع التاريخ في نزال اليوم يتوقع له أن يكون حامي الوطيس، على مرأى ومسمع من العالم، بين منتخبين يسعيان لاقتناص هاتريك التتويج بمونديال كأس العالم.
الأرجنتين وفرنسا، كلاهما تُوج بطلًا للعالم مرتين، منذ انطلاق النسخة الأولى لبطولة كأس العالم 1930، لتتواصل نسخه المتتالية كل أربع سنوات على الدوام، باستثناء عامي 1942 و1946 بسبب الحرب العالمية.
الأرجنتين وفرنسا، سبق لهما استضافة تنظيم بطولة كأس العالم، والطريف أن كليهما تُوج بطلًا في البطولة ذاتها التي أقيمت على أرضه.
فالأرجنتين استضافت كأس العالم عام 1978، وتوجت بطلًا للعالم في تلك البطولة، لتعاود استعادة الكأس في بطولة المكسيك 1986، بفارق نسخة واحدة للمونديال.
بينما استغرقت فرنسا عشرين عامًا، منذ التتويج الأول للأرجنتين، لكي تستضيف المونديال 1998، وتتوج بطلًا للعالم على أراضيها، لتستغرق عشرين عامًا أخرى لاستعادة الكأس في مونديال روسيا 2018.
وفي الوقت الذي يمثل فيه الفوز اليوم، تتويج ثالث "هاتريك التتويج"، لمن يحالفه الحظ منهما، فإن لكل منهما ما يدفعه للقتال في ساحة الملعب لكتابة التاريخ.
فالأرجنتين تقاتل لاستعادة مجدها بالتتويج بعد 34 عامًا من فقد الكأس، ليختتم ميسي تاريخه الكروي بميراث عرش مارادونا حتى يأتي من الجيل الجديد من يجلس على عرش قلوب محبي الساحرة المستديرة في الأرجنتين وقارة أمريكا الجنوبية، والعديد من دول قارات العالم.
فيما تقاتل فرنسا، لكتابة تاريخ جديد، في سجل المنتخبات ليس بـ"هاتريك التتويج" وحسب، بل في سجلات تاريخ المنتخبات المتوجة بطلًا للمونديال في نسختين متتاليتين.
منتخبان فقط تمكنا حتى اليوم من إحراز البطولة في نسختين متتاليتين هما المنتخب الإيطالي، الذي تُوج بطلًا للعالم في أول نسختين عامي 1934 و1938، ومنتخب البرازيل الذي توج بطلًا للعالم في بطولتي العالم عامي 1958 و1962، لذا ستكون تلك أحد أسباب المنتخب الفرنسي؛ ليكون الثالث الذي يحقق تلك المتوالية بعد 60 عامًا من فعل البرازيل لها. إلا أن البرازيل تفوقت على إيطاليا وفرنسا، ورغم إخفاقها في مونديال 2022، في بلوغ المربع الذهبي، إلا أنها تظل الدولة الأكثر تتويجًا بنسبة 25%، وحدها توجت بطلًا بخمس نسخ، ولم تغب عن المشاركة بالمونديال في أيٍ من النسخ الـ21 للمونديال، فقد توجت إلى جانب النسختين المتتاليتين في بطولات 1970 و1994و2002م.
ومن هنا نلحظ أن المنافسة بين المنتخبين في مباراة إسدال الستار على مونديال 2022، بقطر، تمثل أهمية كبيرة لممثلي قارتين أمريكا الجنوبية التي تمثلها الأرجنتين، وأوروبا التي تمثلها فرنسا، وهما أيضًا القارتان اللتان تنحصر بينهما منافسات نهائي كأس العالم تاريخيًا على المراكز الأربعة الأولى، حتى جاء منتخب المغرب، وحقق سابقة أولى ليكون أول منتخب عربي إفريقي يصل للمربع الذهبي منذ نشأة البطولة.
ومع النجاح العربي الإفريقي بالمنافسة القوية المغربية، فإن مصر لها تاريخ في تلك البطولة، العالمية، فسجلت باسم منتخب مصر، أول مشاركة عربية إفريقية في منافسات كأس العالم، فكانت مصر الدولة العربية الإفريقية الوحيدة، التي شاركت في النسخة الثانية للمونديال عام 1934، قبل تطوير لائحة البطولة لممثل القارة الواحدة بأكثر من منتخب.
وفي المشاركة الأولى لمصر، في إيطاليا عام 1934، خرجت من الدور التمهيدي إثر خسارتها أمام المجر بأربعة أهداف مقابل هدفين، عندما تقدم منتخب المجر بهدفين في الدقيقتين: 11، 31، ليحقق عبدالرحمن فوزي لاعب المنتخب المصري التعادل بهدفين في الدقيقين "35، 39"، لينتهي الشوط الأول بالتعادل الإيجابي بهدفين قبل أن يتفوق في الدقيقين 53، 61، لتنتهي المباراة بتقدم المجر.
وعاد المنتخب المصري للمنافسة في مونديال إيطاليا عام 1990، بعد 56 عامًا من الانتظار، ورغم مجموعة مصر القوية، إلا أنها تعادلت مع هولندا "1-1"، وإيرلندا "0-0"، قبل أن نخسر أمام إنجلترا "1-0"، لتخرج من الدور الأول بأداء مشرف؛ لتكون المشاركة الثالثة لمصر في مونديال روسيا 2018، التي خرج فيها المنتخب المصري من الدور الأول بدون نقاط في مواجهات جمعته بالسعودية وروسيا وأورجواي.
بيد أن كأس العالم 2022 بقطر، يُشير إلى تقدم ملحوظ للكرة العربية الإفريقية ويُعطي نموذجًا على قدرة بلدان عربية على استضافة المونديال، ويحفز المنتخبات العربية خاصة والإفريقية عامة على الاجتهاد للاستعداد العلمي والبدني والمهاري للمنافسات المقبلة.
فقد كسرت المنتخبات العربية حاجز الرهبة في مواجهة منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية الأقوى في تاريخ المونديال، فرغم أن منتخب مصر لم يحالفه الحظ في الوصول لمونديال 2022، فقد فاز المنتخب المصري على منتخب بلجيكا، في مباراة ودية بالكويت سابقة على كأس العالم بأيام.
فاز منتخب مصر على بلجيكا، التي كانت تستعد لكأس العالم 2-1، فيما فاز في أول مباراة له بالمونديال المنتخب السعودي على منتخب الأرجنتين الذي ينافس على البطولة في النهائي، فيما فاز منتخب تونس على منتخب فرنسا بطل كأس العالم نسخة 2018 بروسيا والتي وصلت لنهائي اليوم.
يبقى أن نقول نحتاج لخطة استراتيجية للاستعداد لحصول مصر على كأس العالم في نسخة عام 2050 بإذن الله، هذا حلم الفوز بالبطولة قابل للتحقيق، ويسبقه إعداد علمي ومنافسات دولية وصعود تدريجي للمربع الذهبي في الثلاث بطولات المقبلة بإذن الله.
وعن تلك الاستراتيجية المُقترحة للحديث بإذن الله بقية