خبير اقتصادي دولي: مصر من أهم الوجهات الاستثمارية وعلى الدول العربية أن تستثمر في المعرفة والابتكار
وكالات
اعتبر الخبير الاقتصادي الدولي ومؤسس مجموعة أبو غزالة الدولية، الدكتور طلال أبو غزالة، أن السوق المصرية واحدة من أهم الوجهات الاستثمارية، وأن بها الكثير من الفرص الجاذبة، وخاصة في قطاع التكنولوجيا، مشيرا إلى أن مجموعته تقدم مقترحات وتوصيات للحكومات العربية لوضع برامج للاكتفاء الذاتي من الغذاء والدواء والتكنولوجيا.
وشدد أبو غزالة خلال مؤتمر صحفي، بعنوان "مستقبل العالم"، على أهمية الاستثمار المعرفي، داعيا الدول العربية إلى أن تتحول إلى الاستثمار في المعرفة، وخاصة في مجال تقنية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مؤكدًا أن الاستثمار في الفكر والابتكار هو المستقبل.
وأكد أن الاقتصاد والاستثمار أصبح قائمًا على الفكر والابتكار، حيث إن أكبر شركات العالم قائمة على الابتكار، مشيرا في هذا الصدد إلى أن القيمة السوقية لشركة جوجل تتجاوز تريليون دولار.
وقال الخبير الاقتصادي إن العالم يتخوف من الصين حاليا لأنها تسجل سنويا 300 ألف ابتكار، وهو ما يجعلها تقود العالم مستقبلا، مضيفا أن القرن الحالي قائم على الذكاء الاصطناعي وهى مصدر الثروة، مشيرا إلى أن المصريين هم أول الشعوب في الابتكار من خلال بناء الأهرامات، ولذلك لابد أن يعود المصريون لقيادة العالم مرة أخري.
وأضاف: "الطالب العربي يجب أن يكون مبتكرا، وعلينا أن نخرج مبتكرا قادرا على الابتكار أكثر من دول الغرب والصين"، موضحا أن الابتكار يعني أي تطوير ذا فائدة لأي شيء موجود، ويجب أن يتحول كل فرد إلى إنسان إلكتروني، والمطلوب أن نخلق مجتمعا رقميا كاملا.
وأشار إلى أن مصر تميزت بقيادتها وذلك عبر إعطاء الأولوية للمستقبل وليس الحاضر، وأن ما تستثمره مصر حاليا اليوم سوف يجني ثماره الأبناء والأحفاد والأجيال القادمة، لافتًا إلى استضافة مصر للحدث الأكبر في 2022 ألا وهو قمة المناخ "COP27"، بمشاركة زعماء ورؤساء وحكومات العالم فى شرم الشيخ.
وتابع قائلا: "جميع الموضوعات التي تمت مناقشتها في مؤتمر المناخ كانت هامة للغاية، ولا بد من الوصول إلى العدالة المناخية ووضع حلول جذرية لأزمة المناخ ومتابعة تنفيذها على أرض الواقع، لاسيما وأنها تتعلق بالنظام الحالي والمستقبلي للعالم"، مشيدا بدور القيادة المصرية في إدارة المؤتمر بنجاح، وتأسيس صندوق لتعويض الخسائر والأضرار التي تتكبدها الدول النامية جراء التغير المناخي.
ووصف أبو غزاله التطورات التي يشهدها العالم حاليا، بأنها تشكل مرحلة مفصلية وبداية لتاريخ جديد سيتم من خلاله إعادة تقسيم موازين القوى العالمية، وأن الحرب الروسية الأوكرانية ليست مقصودة بحد ذاتها كحرب بين دولتين، إذ أنها مجرد ملمح من ملامح تشكل النظام العالمي الجديد.
وقال إن مصالح الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن أصبحت متعارضة ومتضاربة لدرجة أن مجلس الأمن أصبح عاجزا عن اتخاذ قرارات مصيرية، وأن العالم أصبح بلا قيادة، فلا يمكن القول أن أمريكا ما زالت تقود العالم، أو أن الصين أو روسيا تستطيع أن تدعي أنها تقود العالم، لذلك صارت هناك حاجة موضوعية إلى حدث عالمي يمكنه إعادة توزيع موازين القوى بشكل يعبر عن موازين القوى على أرض الواقع.
وحذر من أن صراع العمالقة هذا سيجر العالم إلى الدخول في مرحلة من أسوأ مراحل التاريخ، وسينتهي المطاف بنشوب حرب عالمية ثالثة، ستجبر جميع الأطراف على الجلوس حول طاولة المفاوضات، التي سينتج عنها ولادة نظام عالمي جديد، لن يكون أحادي القطب كما كان.
وبخصوص تأثير رفع البنوك المركزية العالمية لأسعار الفائدة لكبح جماح التضخم، وتأثير ذلك على الدول النامية، شدد على أهمية أن تبدأ الدول النامية في العمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء والدواء والتكنولوجيا، لأن ذلك هو الحل لمواجهة الأزمات الحالية والمستقبلية.