عاجل
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مؤتمر المناخ في مصر
البنك الاهلي

   وزير الزراعة: استضافة مصر لمؤتمر المناخ فرصة لوضع الحلول لندرة المياه والطاقة والنظم الغذائية

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير
وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير

أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي السيد القصير، أن استضافة مصر لمؤتمر الأطراف للأمم المتحدة للتغيرات المناخية (COP27)، من شأنه خلق فرصة غير مسبوقة للدول الأعضاء للتوسع في جهودها الرامية إلى تنفيذ الإجراءات المتعلقة بالمناخ والحلول التي تتناول قضايا ندرة المياه والطاقة والنظم الغذائية مع دعم قدرة صغار المزارعين والمربين على تحمل الخسائر والأضرار والصمود في مواجهة هذه التغيرات وخاصة المرأة والشباب.



 

جاء ذلك في كلمة وزير الزراعة خلال الدورة الـ 50 للجنة الأمن الغذائي العالمي، والتي تعقد بمقر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو)، بالعاصمة الإيطالية روما، بحضور السفير جابريل فيريرو رئيس لجنة الأمن الغذائي، وعدد من الوزراء وسفراء الدول الأعضاء.

وأعرب القصير عن تطلع مصر للبناء على ما تحقق في جلاسكو، وترجمة التعهدات إلى أفعال ملموسة، وسوف نعمل سويا بالتعاون مع دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، والتي ستستضيف المؤتمر الثامن والعشرين (COP28) بأن تكون المخرجات على قدر المسؤولية، وأن تراعي مصالح الدول المتأثرة بتداعيات تغير المناخ.

وأشار إلى أن القيادة السياسية في الدولة المصرية ستسعى إلى خروج قمة المناخ بنتائج متوازنة وقابلة للتنفيذ لرفع طموح عمل المناخ بكافة مكوناته، سواء على صعيد خفض الانبعاثات أو التكيف، وذلك للبناء على النتائج الإيجابية لمؤتمرات المناخ السابقة.. مؤكدا في هذا الإطار أهمية دعم القارة الإفريقية لمواجهة هذه الأزمة، بما في ذلك توفير تمويل المناخ الميسر.

وتوجه الوزير بالشكر إلى منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) على التعاون المثمر مع مصر على إنجاح مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام، والمقرر أن يتم إطلاقها بصورة رسمية في مؤتمر المناخ (COP27) بمدينة شرم الشيخ، وبالشراكة مع أصحاب المصلحة العالميين والإقليميين والوطنيين والمؤسسات الشريكة، الذين أسهموا بشكل فعال في مراحل إعداد هذه المبادرة.

ونقل وزير الزراعة تحيات جمهورية مصر العربية قيادة وحكومة وشعبا وتمنياتهم بنجاح هذه الدورة والخروج بتوصيات ومحاور فاعلة في سبيل دعم منظومة الأمن الغذائي لشعوب العالم أجمع.‏

وقال وزير الزراعة إن انعقاد الدورة الخمسين لمؤتمر لجنة الأمن الغذائي العالمي يأتي في توقيت دقيق للغاية تتعاظم فيه قضية التنمية المستدامة وملف الأمن الغذائي في ظل الأزمات والتحديات التي تواجه العالم أجمع بلا استثناء بدءا من أزمة كورونا ومرورا بالأزمة الروسية - الأوكرانية مع تزايد مخاطر التغيرات المناخية.. لافتا إلى أن تلك التحديات والأزمات أثرت بشكل كبير على اقتصاديات الدول من خلال تقييد ‏حركة التجارة الدولية والتأثير على سلاسل الإمداد والتوريد مع ارتفاع أسعار الطاقة والسلع والمنتجات ونقصها في بعض الدول ‏وارتفاع أسعار الشحن والتأمين، مع انخفاض إنتاجية معظم المحاصيل الزراعية.

وأضاف أن ذلك أدى إلى الحد من قدرة بعض الدول ‏ومنها المتقدمة على توفير الغذاء بالقدر الكافي لشعوبها، وجميعها مؤشرات ‏أكدت أن الأموال وحدها لا تكفي لتحقيق الأمن الغذائي للشعوب.‏

وأكد القصير أن تغير المناخ يعتبر هو القضية الأهم في الوقت الحالي والتي تشغل بال جميع الدول والمؤسسات الدولية.. مشيرا إلى أن الآثار العالمية لتغير المناخ واسعة النطاق ولم يسبق لها مثيل من حيث الحجم والخسائر.. لافتا إلى أن العالم كله قد تابع باهتمام هذا الكم الكبير من الحرائق والفيضانات والسيول والجفاف الذي أصاب مناطق متفرقة من العالم آخرها ما حدث لدولة باكستان وغيرها من البلدان في مناطق متفرقة من العالم لم يسبق أن تعرضت لمثل هذه الظواهر من قبل، مما أدى إلى تدمير البنية التحتية في بعض المناطق وتسببت في الكثير من الخسائر والأضرار في الأرواح والممتلكات. 

وقال إن زيادة حدة الجفاف وتدهور التربة وزيادة مساحات التصحر وقلة الأمطار والتي تسببت في فقدان العالم لملايين الهكتارات سنويا، بالإضافة إلى زيادة حدة التأثير على المناطق الهامشية، خاصة وأن أغلب سكانها من السيدات وكبار السن مع أحداث تغير كبير في نظم الزراعة و الغذاء.. مشيرا إلى أنه على الرغم من أن مصر هي واحدة من أقل المساهمين في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون إذ تبلغ نسبتها 0.6 % فقط، إلا أنها تعتبر واحدة من الدول كغيرها من الدول الإفريقية التي تتأثر بشكل كبير بتغير المناخ.

ولفت إلى أن الدراسات تشير إلى أن 20 دولة (وهي الدول الصناعية الكبرى) هي المسببة لأكثر من 80% من الانبعاثات الكربونية، ومن ثم فإنه يجب على هذه الدول والمؤسسات الدولية التأكيد على خفض الانبعاثات من غازات الاحتباس الحراري جنبا إلى جنب مع دعم الدول النامية الأكثر تأثرا بالتغيرات المناخية نظراً لمساهمتها المحدودة جدا في هذه الانبعاثات واحتياجاتها إلى تمويل يتناسب مع برامج التكيف المطلوب لدعم منظومة الأمن الغذائي بها.

وأشار وزير الزراعة إلى أن السوابق التاريخية توضح أن معظم المشاكل على سطح الأرض هي من صنع البشر وبالتالي يجب أن تحل من خلال البشر أنفسهم.. مستشهدا بكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال منتدى الشباب في يناير 2022 "إن الإنسان هو المخلوق الوحيد الموجود على الأرض القادر على الإصلاح والإعمار بقدر ما هو قادر على التدمير، وأن وجود الخطر لا يمنع وجود سبيل لمجابهته إذ أن تغير المناخ يمثل تهديدا وجوديا للكثير من الدول والمجتمعات على نحو لم يعد ممكنا معه تأجيل تنفيذ التعهدات والالتزامات ذات الصلة بالمناخ، حيث سيكون التكيف مع تأثيرات التغيرات المناخية أكثر صعوبة وتكلفة في ‏المستقبل وضياع لحقوق الأجيال القادمة إذ لم يتم القيام باتخاذ إجراءات جذرية لمكافحة التغيرات ‏المناخية الآن وقبل فوات الأوان".

وأضاف أن الدولة المصرية، وتنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية، دشنت إطارا مؤسسيا ينظم الجهود المتعلقة بملف التغيرات المناخية ومنها إنشاء "المجلس الوطني للتغيرات المناخية" برئاسة رئيس مجلس الوزراء وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية 2050، مع إصدار أول سندات خضراء في منطقة الشرق الأوسط، وإعداد الخريطة التفاعلية لمخاطر التغيرات المناخية في المناطق المختلفة، بالإضافة إلى اتخاذ إجراءات من شأنها زيادة جاذبية مصر للاستثمار في الطاقة الجديدة والمتجددة حيث أصبحت مصر ‏من أفضل 20 دولة على مستوى العالم.‏

وتابع أن مصر تحركت أيضا وبخطى ثابتة نحو تصنيع الهيدروجين الأخضر واتخاذ خطوات جادة وهامة لتسريع الانتقال إلى نموذج تنموي شامل وأكثر استدامة وقدرة على الصمود.. مشيرا إلى إلى مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي لتطوير قرى الريف المصري.

وأوضح الوزير أن مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام (FAST)، والتي نعلن عن الإطلاق الناعم لها من خلال مؤتمركم هذا، تمثل فرصة كبيرة للدول المشاركة فيها ولشركاء التنمية بهدف التحول إلى بناء نظم زراعية وغذائية صحية أكثر استدامة وأكثر قدرة على الصمود و أكثر كفاءة وشمولا، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة باعتبارها جزءا استراتيجيا من الاستجابات الوطنية والعالمية للتحديات الحالية والمستقبلية. 

وأوضح أن رؤية المبادرة الجديدة تأتي استجابة للأدلة القائمة على العلم، وأن الهدف الطموح لها هو تنفيذ إجراءات ملموسة من شأنها أن تؤدي إلى تحسين العمل المناخي والدعم، بما في ذلك التمويل للتحول المستدام للأنظمة الزراعية والغذائية بحلول عام 2030، مع دعم الأمن الغذائي والاقتصادي.. لافتا إلى أنها ستكون عبارة عن شراكة متعددة لأصحاب المصلحة تعمل كمسرع للتحول المستدام للنظم الزراعية والغذائية، وستبني المبادرة على أكثر المبادرات والشبكات والائتلافات العالمية والإقليمية ذات الصلة وتشاركها وتكملها.

واقترح الوزير بأن يكون لحوكمة المبادرة وجود رؤساء مشاركين يمثلون المجموعات الخمس التابعة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ممثلة على الأقل برئاسات مؤتمر الأطراف، أحدهما من البلدان المتقدمة والآخر من البلدان النامية لمدة عامين.. لافتا إلى أنه سيتم الاتفاق على مشروعات رئيسية طموحة للمزج ما بين التكيف والتخفيف، وستكون منظمة الأغذية والزراعة هي المسؤولة عن متابعة العمل.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز