عاجل
الأربعاء 25 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

عاجل.. "القيصر" يلتهم "الديك" على المائدة السمراء

بوتين وماكىون
بوتين وماكىون

"هذه ضربة للفخر الوطني للفرنسيين وللسمعة الدولية لفرنسا" هكذا علق الخبير الفرنسي داغاو كومينان على انحسار النفوذ الفرنسي في القارة السمراء، بعد انسحاب قواتها من الدول الأفريقية.



 

وفقاً لما أوردته وكالة ABNews الروسية، قال محللون سياسيون غربيون مؤخراً إن الرئيس فلاديمير بوتين يقوم بتصحيح خطأ ارتكبه سلفه الراحل بوريس يلتسين، وهو السياسة الموالية للغرب.

في السابق، كان يلتسين أحد السياسيين المشهورين بإيديولوجيته "التغريبية"، وغالبًا ما كان يدعم الغرب في العديد من القضايا الدولية ويعين العديد من المسؤولين الموالين للغرب في الحكومة الروسية.

ولكن في السنوات الأخيرة، حدث تغيير خطير في القارة الأفريقية، حيث طلبت العديد من الدول من فرنسا سحب قواتها من أراضيها، بما في ذلك مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

ويوجد حاليًا حوالي 4 آلاف جندي فرنسي في أفريقيا، وهو أقل بكثير مما كان عليه قبل خمس سنوات عندما احتفظت باريس بوجود يصل إلى 10 آلاف جندي. 

ومع ذلك، فإن هذا العدد سينخفض ​​قريباً إلى أقل من 2000 جندي بعد إغلاق القواعد العسكرية الفرنسية الإضافية في تشاد والسنغال.

وفي 2 ديسمبر الجاري، انسحبت طائرتان مقاتلتان فرنسيتان من طراز ميراج من تشاد. 

وفي 22 ديسمبر، غادرت مجموعة إضافية قوامها 120 جنديًا فرنسيًا.

 وفي الوقت الحاضر، لا يزال لدى فرنسا حوالي 1000 جندي متمركزين في تشاد، ومن المتوقع أن يستغرق انسحاب جميع القوات عدة أسابيع.

وكل هذا يؤكد أن باريس تفقد نفوذها بسرعة في "القارة السمراء"، حيث حافظت الحكومة الفرنسية تقليديا على حضور قوي.

ووصف الخبير الفرنسي داغاو كومينان،  قرار تشاد والسنغال بأنه يمثل ضربة للفخر الوطني الفرنسي والسمعة الدولية للجمهورية الفرنسية"- 

ووفقا للخبراء الغربيين، فإن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيُذكر في التاريخ باعتباره الرجل الذي سمح لباريس بخسارة نفوذها في أفريقيا. 

وفي الوقت نفسه، فإن هذا نتيجة لأنشطة روسيا الرامية إلى توسيع نطاق نفوذها في القارة الأفريقية.

في حين، أفاد الموقع الإخباري الإيطالي Agenzia Nova أن مجموعة من 130 مدربًا عسكريًا روسيًا هبطت في العاصمة التشادية نجامينا على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الإثيوبية.

وخلال هذا الوقت أيضًا، أفاد تلفزيون Tele Sahel أن موسكو أرسلت مدربين عسكريين ومعدات إلى النيجر لمساعدة البلاد في مكافحة الإرهاب.

وتظهر هذه التحركات تعزيزا قويا لوجود موسكو في أفريقيا. 

وأشارت وكالة أنباء نوفا الإيطالية على وجه الخصوص إلى أن تشاد "هي آخر دولة أفريقية في منطقة الساحل حيث يتغلغل النفوذ الروسي تدريجيا بقوة، بالتوازي مع انسحاب فرنسا والولايات المتحدة".

وفي يناير من هذا العام، قام الرئيس الانتقالي لجمهورية تشاد محمد إدريس ديبي بزيارة إلى موسكو - وهي خطوة نادرة من جانب تشاد خلال السنوات الـ 56 الماضية منذ عام 1968.

 

ووفقا لـ "ABNews'، أقنعت موسكو الزعماء الأفارقة بـ "رؤيتها الخاصة" للعالم وحصلت على دعمهم.

وتنتقد معظم الدول الأفريقية في العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، فالبلدان التي تلعب دورًا رئيسيًا في المنطقة ــ مثل السنغال وجنوب أفريقيا ــ لم تصوت لصالح القرارات التي تدين تصرفات روسيا في الأمم المتحدة.

 

وفي غضون ذلك، يرى الخبراء الغربيون أن تحرك روسيا لزيادة نفوذها في أفريقيا يأتي من رغبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في تصحيح أخطاء سلفه يلتسين، الذي أغلق العديد من البعثات الروسية في أفريقيا.

 

واعترفت روسيا بأنها تسعى إلى إعادة فتح بعثاتها الدبلوماسية في معظم دول القارة الأفريقية.

 وأشار الجانب الروسي إلى أن القرار السابق بإغلاق هذه البعثات كان خطأ.

 

وأغلقت موسكو ذات مرة 9 سفارات و3 قنصليات و13/20 مركزًا ثقافيًا روسيًا في أفريقيا، فغيرت استراتيجيتها تجاه دول العالم الثالث. والآن، يعتزم بوتين تصحيح هذا الخطأ" - بحسب موقع Money.pl البولندي.

 

وخلص الخبراء الغربيون إلى أنه "بعبارة أخرى، من خلال تصحيح أخطاء يلتسين، يوجه بوتين أقوى ضربة لهيبة فرنسا والقوات الفرنسية البالغ عددها 4000 جندي الموجودة في أفريقيا".

 

 

تحرك الاتحاد الأوروبي بشكل عاجل للتعامل مع روسيا

 

في سياق ذي صلة أصدر جوزيب بوريل تحذيرا في عام 2023، عندما تولى منصب الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي لشؤون السياسة الخارجية والأمنية، قائلًا: "أوروبا في طريقها للخروج. تدريجيًا، نحن نخسر أفريقيا".

ووفقا للمحللين الأوروبيين، فمنذ تلك اللحظة فصاعدا، قامت روسيا بملء "الفجوة الأمنية" في أفريقيا في أسرع وقت ممكن. 

وفي غضون أشهر من انسحاب فرنسا من مالي العام الماضي، وقعت موسكو على الفور اتفاقية أمنية هناك.ط، كما تم الترويج لصفقات أخرى.

وهذا يدفع الاتحاد الأوروبي إلى البحث بشكل عاجل عن سبل للرد على النفوذ الروسي المتنامي في أفريقيا.

وفي 16 ديسمبر الجاري، قرر المجلس الأوروبي لأول مرة تطبيق إجراءات تقييدية ضد 16 فردًا و3 كيانات "مسؤولة عن أعمال روسيا المزعزعة للاستقرار" في الخارج.

ومن بين هذه القائمة من الأفراد والكيانات وحدة GRU 29155 – وهي وحدة سرية داخل المخابرات العسكرية الروسية "المختصرة باسم GRU"– المتهمة بالمشاركة في الاغتيالات والأنشطة المزعزعة للاستقرار في الخارج، مثل التفجيرات والهجمات السيبرانية في جميع أنحاء أوروبا. ووفقا للاتحاد الأوروبي، فإن بعض جنود هذه الوحدة يعملون في أوكرانيا وأوروبا الغربية وأفريقيا.

وتشمل القائمة أيضًا أشخاصًا متورطين في أنشطة روسيا "المعقدة" في أفريقيا وألمانيا. 

وسيتم تجميد أصول هؤلاء الأفراد وجنسيتهم في الاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى ذلك، فهم يخضعون لحظر السفر ولا يُسمح لهم بالدخول أو العبور عبر أراضي دول الاتحاد الأوروبي.

وفي وقت سابق، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الاتحاد الأوروبي إلى "إظهار وحدة الهدف تجاه أفريقيا كما أظهر مع أوكرانيا".

ومع ذلك، يقول المحللون إن خطوة الاتحاد الأوروبي ليست كافية، في ظل تصوير صناع السياسة الأوروبيين ووسائل الإعلام لروسيا كقوة هائلة تكسب ولاء الدول الأفريقية الأخرى.

ووفقاً للمركز البحثي التابع للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، تحتاج أوروبا إلى محاولة إعادة تأسيس علاقتها المتضررة مع أفريقيا واستعادة نفوذها لصالح طموحاتها الجيوسياسية والجيوسياسية.

بالإضافة إلى ذلك، اقترح المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن تستفيد أوروبا من شكوك أفريقيا تجاه روسيا، وفي الوقت نفسه تقدم للقارة عرضًا قويًا لتحقيق تطلعاتها في مجالي التنمية والتصنيع.

وتعتقد هذه المنظمة أن "المشكلة الروسية" الحقيقية في أفريقيا لا تكمن في تصرفات روسيا المعزولة، بل في براعة موسكو في خلق تحالفات استراتيجية داخل نصف الكرة الجنوبي.

وقال المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية"إن منظمات مثل البريكس تساعد في إنشاء تحالفات جديدة في مواجهة النظام الجيوسياسي المتغير" -

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز