تنظيم نجوم الفكر الغنائى فى مهرجان الموسيقى العربية

«مَا لم يكن مُطربًا فلا يدخل علينا».. شعار يرفعه مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية منذ 30 عامًا.

هذا الشعار يُعيد للأذهان عالمَ الرياضة والفيلسوف اليونانى «فيثاغورس» الذي رأى أن أصل العالم «نَغَم وعَدَد» ووضع هذا الشعار لمَدرسته وكتب فيه: ما لم يكن رياضيًا فلا يدخل علينا، وهو نفس الشعار الذي استعاره تلميذه النجيب أفلاطون الفيلسوف الشهير ووضعه على باب أكاديميته ثم جمهوريته المثالية الفاضلة. ومهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية بقيمته وأهميته يوازى أكاديمية موسيقية عُظمَى وأحد أهم أسلحة معركة الوعى فى الجمهورية الجديدة للحفاظ على الهوية المصرية والشخصية العربية.

ولهذا؛ فإن المشاركة فى المهرجان حكرٌ على الأصوات الشرقية الأصيلة ولا عزاء لنجوم التقاليع والمهرجانات الذين يقدمون ألوانًا غنائية دخيلة قلبًا وقالبًا، ولمصر دور عظيم فى الحفاظ على تراثها، وهكذا هو قدر مصر الراعية الرسمية لكل الثوابت العربية الأصيلة.

وكما اعتاد المهرجان طوال دوراته السابقة بمنح الفرصة لنجوم الطرب فى مصر والعالم العربى لتمرح موهبتهم الغنائية فإنه يواصل فى دورته الـ 31 فى الفترة من 20 أكتوبر إلى 3 نوفمبر من خلال مشاركة 9 دول عربية تحقيق رسالته وأهدافه بتنظيم غنائى يضم نحو 89 مطربًا ومطربة- كما أكدت چيهان مرسى مديرة المهرجان- يتصدرهم: هانى شاكر وعفاف راضى وعلى الحجار ومحمد الحلو ومدحت صالح ومحمد منير وأحمد إبراهيم ونادية مصطفى وأصالة وصابر الرباعى وكارول سماحة وعاصى الحلانى، بالإضافة إلى راغب علامة وديانا حداد أحدث المنضمين للمهرجان.

وأضم صوتى مع رئيس دار الأوبرا د. مجدى كامل ورئيس المهرجان الذي طالب بدعمه، وهنا أنقل رسالته للقنوات الفضائية لرعايته وإذاعته فعالياته ومؤتمراته البحثية على الهواء وستكون المكاسب مشتركة لدعم دور المهرجان الأول من نوعه فى العالم العربى؛ خصوصًا أن المطربين يتباهون بالغناء لقامات الزمن الجميل مثل أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ، كما قال الموسيقار العملاق حلمى بكر فى مؤتمر المهرجان التحضيرى.

ويكرم المهرجان عددًا من الشخصيات الفنية التي تستحق التكريم خلال حفل الافتتاح، منهم إسعاد يونس وصفاء أبوالسعود والموسيقار مودى الإمام وهانى عبدالكريم.

والدورة 31 من مهرجان الموسيقى العربية مهداة إلى روح  الموسيقار على إسماعيل لمشواره الفنى واحتفاءً بمئوية ميلاده، وهو موسيقار عملاق وصاحب تراث خالد فى وضع وتوزيع الموسيقى، هذا التراث أحدث نقلة كبيرة للموسيقى الشرقية، وكان «إسماعيل» من رواد تطويرها.

اللجنة التحضيرية تضم أسماء مهمة، فإلى جانب الموسيقار حلمى بكر يوجد الدكتور رضا رجب، الدكتور حسن شرارة، الشاعر جمال بخيت، الإعلامى أمجد مصطفى، المايسترو محمد الموجى، المايسترو مصطفى حلمى، الشاعر هانى عبدالكريم، الموسيقار محمد مصطفى، الموسيقار محمد ضياء، الفنان أمجد العطافى، محمد منير رئيس الإدارة المركزية للموسيقى والنوت الشرقية والدكتورة رشا طموم رئيس اللجنة العلمية.

إن الحفاظ على التراث وما يضمه من قيم تعكس الريادة الحضارية و لمواجهة الأعمال من الأدوار العظيمة للمهرجان الذي يُعَد استفتاءً لقيمة وتأثير الموسيقى العربية ومكانة الفن المصري الهادف، وهو الحائط المنيع الذي يتصدى لمواجهة الأفكار الهدامة، ‎بالتنوع الغنائى الذي يقدمه ويعكس فى الوقت نفسه عراقة وأصالة دار الأوبرا المصرية باعتبارها منارة ثقافية للدفاع عن الهوية.. كل هذه المعانى الجميلة أكدها أعضاء اللجنة التحضيرية للمهرجان.

ويتجلى الوفاء العظيم لإدارة المهرجان بتكريم د. زين نصار الذي رحل مؤخرًا باعتباره أحد أبرز الأسماء التي أثرت الحياة الموسيقية فى مصر والوطن العربى بحرصه الدائم على الاهتمام بنجوم الفكر المصريين المبدعين من خلال أبحاثه التي رسمت ذاكرة الموسيقى العربية.