جوتيريش: التعليم يشهد أزمة حادة على مستوى العالم
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، اليوم الاثنين، من أن التعليم في جميع أنحاء العالم يمر بأزمة حادة، فيما طالب حركة طالبان الأفغانية بالسماح للفتيات بالحصول على التعليم المجاني في أفغانستان.
ويأتي تحذير جوتيريش مع إحياء العالم ذكرى إغلاق مدارس الفتيات في أفغانستان في أعقاب سيطرة الحركة على الحكم العام الماضي. وشدد جوتيريش في كلمته أمام قمة التعليم بالأمم المتحدة في نيويورك على أن التعليم في جميع أنحاء العالم يمر بأزمة حادة، قائلا إن "70 % من الأطفال في سن العاشرة في الدول الفقيرة لا يستطيعون قراءة نص بسيط." وتابع بالقول: إن "جائحة كورونا كان لها تداعيات مدمرة على التعليم فضلا عن توجيهها ضربة قاصمة لعملية التقدم".
واستطرد قائلا: "حتى في الدول المتقدمة، أضحت المعاملة غير المتكافئة للطلاب أكثر ترسيخا بدلا من الحد منها".
من جانبها، حذرت ملالا يوسف زاي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، من حالة "طوارئ عالمية في قطاع التعليم".
وأشارت إلى أن الحرب والصراع والجفاف والفيضانات، جميعها عوامل حالت دون استمرار الأطفال في المدارس في العديد من الأماكن حول العالم، كما ألقت باللوم أيضا على حركة طالبان.
وتجدر الإشارة إلى أن ملالا، التي قامت بحملة من أجل تعليم الفتيات، قد نجت من محاولة اغتيال في تشرين الأول/أكتوبر 2012 بعد أن أوقف مقاتلو طالبان حافلتها المدرسية في شمال باكستان.
وقالت: "إذا كنتم جادين في خلق مستقبل آمن ومستدام للفتيات، فكونوا جادين أيضا في منظومة التعليم".
وأضافت: "لا تقدموا تعهدات ضئيلة ومتدنية وقصيرة الأجل، بل التزموا بدعم الحق في إكمال التعليم وسد فجوة التمويل دفعة واحدة وإلى الأبد".
وقالت ملالا موجهة حديثها للقادة: "كم عدد الأجيال التي ترغبون في التضحية بها ؟ إلى متى ستجعلوننا ننتظر ما سبق وأن تعهدتم به ؟ ".
يذكر أنه منذ عودتها إلى السلطة في أغسطس 2021، منعت طالبان حصول الفتيات على تعليم أعلى
من الصف السادس، مما أثار نقاشا وطنيا وتسبب في خيبة أمل ملايين الفتيات. وقال بيان للأمم المتحدة صدر مؤخرا إن حظر تعليم الفتيات يزيد من خطر التهميش والعنف والاستغلال والاعتداء على الفتيات.
وقالت المنظمة الدولية إن العودة إلى المدارس يمكن أن تؤدي إلى رفعة ورقي أفغانستان ويمنح الأمل لشعبها، وأعربت عن قلقها من أن استمرار مثل هذه الإجراءات يعمق الأزمةالراهنة في أفغانستان.
ومن جانبها، قالت طالبان إنها ستسمح للطالبات في المدارس الثانوية بالحصول على التعليم اعتبارا من الصف السابع وما يليه، وفقا لشروط معينة، من بينها ارتداء الطالبات للحجاب وتلقي الدروس التعليمية في مباني منفصلة على أيدي معلمات فقط. ومع عودة حركة طالبان إلى الحكم، تعرضت أفغانستان، التي مزقتها الحرب، للعديد من الأزمات منها هجمات دموية شنها تنظيم داعش مع تفشي الفقر والبطالة والهجرة، فضلا عن الكوارث الطبيعة. ولم تعترف أي دولة حتى الآن بالحكومة التي شكلتها الحركة.