عاجل
الإثنين 16 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

العادات المرتبطة بالولادة واختيار الأسماء في قبيلة الدينكا

د. يسرا محمد سلامة
د. يسرا محمد سلامة

شكّل شعب "الدينكا" الأكثرية في دولة جنوب السودان، ويتميزون بطول قاماتهم، وبشرتهم السمراء، وثمة أسطورة تتحدث عن لون بشرتهم الممعنة في السواد، تقول إنّ هناك فاتنة سمراء فارعة الطول "ألوت- بنت الغمام"، التي نزلت من السماء مع العواصف الاستوائية المطيرة وهي حبلى، لتنجب جد "الدينكا"، الغلام "دينغ ديت"، وهذه الأسطورة تنتقل من جيل إلى جيل.   



منذ ذلك الحين، أسست القبيلة لنفسها نظمًا داخلية مستقلة، لكنها مترابطة في الوقت ذاته؛ من أجل تعويض غياب السلطة المركزية في القبيلة، بجعل قائد أو سلطان على رأس كل مجموعة، يسمى "بنج".

  عادةً ما يتم إعطاء أسماء مواليد قبيلة الدينكا في جنوب السودان تيمنًا بالجد والجدة، وعند ميلاد مولود جديد يتم ذبح الذبائح، وطبقًا للتقاليد المرعية يكون حق تسمية المولود فقط للأهل من ناحية الأب، كما يمكن للأم تسمية مولودها فقط في حالة عدم وجود أهل المولود من جهة الأب.

 

  وقد ترتبط عملية تسمية الطفل على حسب الحدث، مثل أحداث داخل الأسرة (وفاة شقيق أو شقيقة)، أو بالأزمات الكبرى التي تمر بالقبيلة كالحروب والمجاعات، أو بالمكان الذي يولد فيه الطفل، أو قد تُعطى الأسماء تيمنًا بالطبيعة (جبال، حيوانات، نباتات) مثل كور (وهو ذكر الأسد)، وأكور (أنثى الأسد)، كوج (ذكر النمر) مؤنثه (أكوج)، أقوك (القرد) ومؤنثه (نيانقوك)، وأون (ذكر وأنثى الثعلب)، ورو (فرس البحر) ومؤنثه (نيرو)، وأكون (الفيل)، أنيار (الجاموس)، أرو (السلحفاة)، نيانق (التمساح)، ومؤنثه (أنيانق)، وأموك (أنثى الظبي)، وكيو (الغزال)، ومؤنثه (أكيو)، وأجض (الدجاج)، ومؤنثه (نياناجض)، ومور (الثور)، ومؤنثه (أوينق).

 

   طبقًا للعادات المتوارثة، تقوم المرأة الحامل بوضع مولودها الأول في منزل والدها حتى بلوغ المولود عامه الثاني، ومن ثمّ تعود إلى منزل زوجها، وتترك طفلها عند جدته، وعند حضور الأب لرؤية ابنه تقوم الزوجة بنحر شاة؛ إكرامًا له، مع مراعاة عدم تسمية الطفل فور ولادته، بل يتم ذلك بعد عدة أشهر قد تصل إلى السبعة؛ ويُبرر ذلك بأنّ الطفل لن يفهم معنى اسمه في الأيام الأولى من ولادته، وبعد أنْ يشب الطفل يتم تلقينه خبرات الآباء والأجداد، كما يَعمد الآباء والأقارب على إقحام الطفل في العديد من المشاجرات مع أنداده؛ بهدف تقويته وإعداده للمرحلة القادمة من حياته، وهي فترة متميزة بالنسبة له. 

 

رئيس قسم التراث الحضاري- جامعة الزيتونة الدولية

أستاذ مساعد التاريخ الحديث- الجامعة الإسلامية بمنيسوتا 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز