"كمثل الحمار يحمل اسفارا"!

بقلم : ياسر صادق

اديت صلاة الجمعة كالعادة وذهبت بعدها لشراء الصحف من امام شارع العريش بالهرم حيث اقطن ووجدت مظاهرة من جماعة الاخوان المسلمين تقف عند هذا المكان يتراوح عددها من 1000 الي 1500 وضمت النساء من الاخوات يحملون الطبول و الدفوف و يغنون ومعهم الاخوان يرفعون الاعلام الخاصة بهم يهتفون ضد الجيش و الشرطة و كانوا يحتلون اكثر من منتصف شارع الهرم ولا يمرون من السيارات سوي سيارة واحدة فقط ..و وقفت لكي اتفرج و اشاهد ما يحدث و ماذا يفعلون و بعدها بخمس دقائق وجدت مظاهرة اخري اكبر قادمة من المريوطية بالهرم يزيد عددها عن الثلاثة الاف شخص وهم ايضا يهتفون و ينددون بقانون التظاهر الجديد و المشبوه ..و لاحظت ان المتظاهرين ليسوا كلهم من الاخوان وانما يوجد معهم عدد غير قليل من الشباب الثوريين الغاضبين يرفضون القانون و الدولة البوليسية .. وظللت افكر لبضعة دقائق عن الحال الذي وصلنا اليه من انقسام و تشتت و فوضي لا احد يعرف متي و كيف تنتهي ..و ما هو مستقبل هذا البلد وهل سيعود اليه الهدوء و الاستقرار من جديد ام اننا نسير في طريق اللاعودة ..و اننا نسير بدون وعي مغيبين في مخطط يرسمه لنا الغرب بقيادة الشيطان الاكبر الولايات المتحدة الامريكية بمساعدة بعض الدول العربية والاسلامية من امثال قطر و تركيا لصالح اسرائيل من اجل تقسيم مصر الي دويلات مثلما فعلوا في العراق والسودان و الحرب الاهلية التي تعيشها سوريا حاليا ..

وقلت لنفسي "حسبي الله ونعم الوكيل" في محمد مرسي وجماعته و عشيرته لانهم في سنة و احدة فقط "قسموا وشتتواوفتتوا" هذا الشعب ..و مثلما ارتكب الاخوان اخطاء خلال سنة حكمهم ادت الي رفضهم وابتعاد الناس عنهم وكرههم مما ترتب عليه الاطاحة بهم..و في رأي ان حكومة الببلاوي ارتكبت جريمة بقانون التظاهر ادي الي تعاطف قطاع غير قليل من الشباب ليس مع الاخوان و انما ضد الحكم الديكتاتوري والتي قامت ضده ثورتين..و لم يكن غريبا ان يخرج علينا زياد بها الدين نائب رئيس الوزارء ليقول انه اعترض علي هذا القانون من بدايته و لم يوافق عليه لانه ضد الحريات و تعبير الرأي ..والحق في التظاهر السلمي ..وفشلت الحكومة في تطبيق القانون بالرغم ان الببلاوي في البداية قال انه سيجري تعديلات عليه الا انه في اليوم التالي فوجئت بانه يغير من كلامه مؤكدا تمسكه بالقانون ولا اعرف لماذا غير رايه 180درجة ومن الذي نصحه هذه النصيحة الغبراء بالاستمرار في العناد و المكابرة و عدم التراجع مما ترتب عليه الدخول في تحدي مع المتظاهرين و لم يفهم الببلاوي او غيره انه ليس كل ما يطبق في الغرب يصلح لنا فنحن لسنا في تقدمهم وثقافتهم و وعيهم وهم ليس عندهم مشاكلنا و ازماتنا و اداراتنا السيئة  ..لقد نقلت الحكومة القانون من الغرب "كمثل الحمار يحمل اسفارا" بدون تفكير اوتمييز وتمهيد لهذا القانون وتهيئة الشعب له واختيار التوقيت المناسب لطرحه واعلانه ..ودخلنا في ازمة بدون لازمة لا نعرف كيف سنخرج منها ..وللاسف سيموت شباب من هنا و هناك لا ذنب لهم منهم من يؤدي واجبه ومنهم ما هو مغيب ..و منهم من يدافع عن غباء الببلاوي!