عاجل
السبت 22 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
البرنامج .. والسيسي

البرنامج .. والسيسي

بقلم : عاطف حلمي

جاءت حلقة برنامج "البرنامج" التي عاد بها باسم يوسف مرة آخرى بعد فترة انقطاع وما تبعها من ردود أفعال، كاشفة عن ما يعيشه المجتمع المصري في مرحلة ما بعد موجة 30 يونيو الثورية، فالغاضبون من الحلقة فريق منهم أعتقد أن سخرية البرنامج نالت من الفريق السيسي، رغم أن البرنامج أكد في مضمونة على الشعبية الجارفة للسيسي والقوات المسلحة، في حين أنه انتقد تحول هذه الشعبية والحب لدى هؤلاء إلى صك على بياض ورفض تام للنقد وهذا مؤشر ليس بالجيد، فرغم الدور الوطني العظيم الذي قام به الفريق السيسي، إلا أن هذا ليس مبرراً على الإطلاق لعصمته من النقد أو بمعنى أدق لعصمة من يؤيدونه من النقد لطريقة التأييد والتعبير عن الشعبية الجارفة.



 
فلول مبارك
 وهناك فريق آخر بين المعترضين على الحلقة يمثلون فلول نظام مبارك الذين وجدوا في موجة 30 يونيو الثورية فرصة لمحو ثورة 25 يناير واستغلالها ثغرة في عودة الوضع لما قبل الثورة، وهؤلاء يمثلون الفئة الأكبر بين من يدفعون ويضغطون من أجل ترشيح الفريق السيسي للرئاسة بأعتبار أن ذلك سيقوض فرص القوى المدنية في الوصول إلى الحكم ومن ثم يسعون لاستغلال أي مناسبة لترسيخ تلك الحالة التي يحلمون بفرضها بحكم الأمر الواقع.
 
فلول الإخوان
وما بين الفريقين هناك فريق ثالث هاجم البرنامج وهم يمثلون في مجملهم فلول تنظيم الإخوان المحظور ومن يسير في ركبهم، بعدما لامس البرنامج جرح عميق أصابهم ولايزال ينزف بشدة عقب موجة 30 يونيو، فلم يسلم التنظيم من تهكم البرنامج الذي كشف عورات تصرفات قياداتهم عقب عزل مرسي.
 
النقد والتعبير
 ما رأيته شخصياً في هذه الحلقة محاولة من باسم يوسف للوقوف على الحياد بشكل أو بآخر، ووسيلة لنقد طريقة تعامل بعد شرائح المجتمع مع شعبية الفريق السيسي والجيش والتي لاينكر أحد أنها جارفة بكل معنى الكلمة، أما شخص الفريق السيسي نفسه فلم تقترب منه الحلقة من قريب أو بعيد، فما أراد قوله باسم "دعونا نحب السيسي بكل السبل حتى ولو من خلال وضع صورته على قوالب الحلوى، ولكن لا تدفعوا نحو تحويله إلى شخص فوق النقد والتعبير عن الرأي"، أيضاً أراد باسم أن يقول "إن هناك فصيلاً آخر هو تنظيم الإخوان الذي لحقت به هزيمة ساحقة، لكن لايمكن أن نغفل وجوده في الشارع حتى ولو كان وجوده محدوداً ومكروها من الغالبية العظمى من الشعب".
 
ملاحظات
  وهنا ملاحظات على ردود الأفعال التي تواصلت عقب إذاعة الحلقة،أبرزها أنه رغم حالة الاعتراض بل والغضب من جانب هذا الفريق أو ذاك لم نجد أحداً من هؤلاء تجاوز حدود التعبير عن الرأي وقام بمحاصرة مدينة الانتاج الإعلامي أو هدد باسم يوسف بالقتل، ولم يحاصروا المحكمة الدستورية، كما كان يفعل تنظيم الإخوان والسائرون في ذيل موكبهم من اتباع حازم أبواسماعيل وغيرهم، وهذا هو الفرق فهذه تيارات سياسية مدنية تختلف  في الرأي لكنها لاترى في نفسها أنها منزهة عن الخطأ أو حامي حمى الدين والعقيدة والأخلاق كما يتوهم اتباع التيارات المتأسلمة التي تتاجر بالدين وتستغله لقهر الآخرين.
 
ايحاءات جنسية
·       أما الإعتراض بشأن الايحاءات الجنسية، فهي أما أنها متأخرة أو في غير موضعها، فمنذ الحلقة الأولى للبرنامج دأب باسم يوسف على استخدام تلك الايحاءات من أجل الضحك والسخرية في المقام الأول، لذلك نجد البرنامج مصنف ضمن شريحة المشاهدة لمن هم فوق 18 سنة، وأخيراً تظل البرامج الساخرة حالها كحال الرسوم الكاريكاتورية التي تعتمد على المبالغة في الطرح وإلا فقدت بريقها الساخر

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز