عاجل
الأربعاء 11 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
الإعلام والشعب من يصنع الفرعون!

الإعلام والشعب من يصنع الفرعون!

بقلم : ياسر صادق



هكذا يقول التاريخ ..وكأن الشعب لديه قناعة بأنه لا يستطيع العيش بدون فرعون او ديكتاتور..فاذا لم يجده يبحث عنه ويصنعه ..و لم يكذب ابن خلدون و جمال حمدان في وصف الشخصية المصرية بالخنوع و الخضوع والسلبيه و تأليه الحاكم و عندما يعبرون عن القهر والقمع يكون بالنكتة و السخرية..و في رأي ان هذا ينطبق علي غالبية الشعب و ليس كله ..كما ان الفرعون يحتاج الي شعب معظمه جاهل..تعليمه محدود..و حتي اصحاب المؤهلات العليا فمعظمهم لديهم امية ثقافية و يفتقدون للوعي ..ومن ثم فان اي حاكم ديكتاتور يرفض تطوير التعليم لانه اذا قام بتطوير التعليم و لجأ الي العلم فأن أول شئ سيفعله شعبه هو مناقشته في كل كبيرة و صغيرة و الاعتراض علي أي تجاوزات يرونها ومن ثم فان الفرعون يفضل الشعب الجاهل عن المتعلم حتي يستمر في منصبه لاكبر فترة ممكنة مثلما فعل مبارك و حتي يعيثوا في الارض فسادا و يمرروا ما يريدوا دون اعتراض من احد..و الشعب الجاهل في معظمه او غير المتعلم هو الذي جعل من الرئيس جمال عبد الناصر زعيما فولا ان اكثر من 85 % من شعبه جاهل لا يفك الخط ما اصبح ديكتاتورا..و حتي محمد مرسي فان جماعته و اخوانه و عشيرته و اعلامه جعلوه يؤم المسلمين بدلا من رسول الله ! في فجر اكتر من كده! ..و المشكلة ان التاريخ يعيد نفسه بشكل اخر و بظروف و ناس اخري  لكن لا احد يتعلم ..والشعب المصري منذ فجر التاريخ و ايام الفراعنة ومرورا علي عصور البطالمة و الرومان و حتي المماليك و العثمانيين و اسرة محمد علي و هو يحكم بالكرباج و لم يعترض الا نادرا .. و تلعب حاشية الفرعون دورا بارزا في صناعته و تأليه الحاكم و تركيز السلطات و الاختصاصات و الصلاحيات في يده ليحكم و يتحكم و يأمر فيلبي ..اما الاعلام و الفنانون و الشعراء فانهم بتسابقون و يتنافسون في نفاق الفرعون و صناعة هالة اعلامية عليه و اعتباره الملهم و الزعيم و القائد الذي لا يخطئ و ان هذا الشعب لا يستاهل عبقريته و لا يجرؤ احد من اختراق هذه الهالة الاعلامية او الاقتراب اليها.. و علي فكرة لا يفرق مع الاعلام ان قامت ثورات او انتفضت شعوب فالنفاق يجري في الدم و في العروق ..و بالتأكيد فان الحاشية و الاعلام هم المستفيدون من وجود وبقاء الحاكم الفرعون و لا يهم ان يكون ذلك علي حساب الشعب الغلبان الجعان و الذي لا يجد قوت يومه او عمل يتكسب منه..و للاسف فان بعض الشيوخ يفسرون و يفتون بمبدأ "و اطيعوا الله و الرسول و اولي الامر منكم" و هم يتبعون طريقة معاهم معاهم ..عليهم عليهم يتلونون و لا يخجلون و يبيعون بايات الله ثمنا قليلا..ان صناعة الفرعون لن تنتهي الا اذا ارتفع مستوي التعليم في مصر و ارتقي الاقتصاد ..و تولي امرنا رجالا لايبغون من الحكم الا صالح هذا البلد و هذا الشعب لا يبحثون عن جاه او سلطان! فهل سنصل الي ذلك يوما؟..اشك!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز