عاجل
الثلاثاء 5 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
فرسان من ورق

فرسان من ورق

بقلم : عاطف حلمي

 



·   بعد كل معركة يظهر فرسان من ورق وغالبا يكونوا من فرسان الهزائم السابقة، ومن فرسان ما بعد المعركة الفريق سامي عنان الذي بدأ يتردد على استحياء عن أنه قد يرشح نفسه في انتخابات الرئاسة، رغم أنه كان يقود مصر مع المشير طنطاوي في ظل حكم المجلس العسكري الذي رضخ لتهديدات تنظيم الإخوان وسلم لهم مصر تسليم أهالي، امثال الفريق عنان عليهم الإكتفاء بما فعلوه وما جعلوا مصر تعانيه على يد الإخوان ... ارحمونا يرحمكم الله.
 
حلول مؤقتة
 
·   البعض يبحث عن الحلول المؤقتة والسهلة إما خوفاً من المستقبل بعدما أصيب بالأذى من تجربة ماضية، أو خوفاً من مجهول لايعلمه، وربما البحث عن أي حل سهل حتى لايبذل أدنى مجهود، فقط يترك كل العبء على من يختاره في هذا الحل السهل، لكن كل هؤلاء لايدركون أن الحلول السهلة غالباً ما تكون عواقبها وخيمة، كما أنه لاتوجد نتاائج حقيقية من دون مجهود متواصل... هذه النوعية نراها في من يركنون إلى ضرورة أن يكون الرئيس المقبل عسكرياً، فهم لايريدون أن يدفعوا ثمن حريتهم الحقيقية حتى يحصدوا الثمار دولة مدنية ديمقراطية، وكما يقول المثل الانجليزي "easy come easy go"، فهل نستوعب الدرس؟.. اتمنى.
 
تعصب
 
·   بعد متابعتي لما تم في قرية دلجا خرجت بعدة ملاحظات ابرزها أن النيران لاتزال تحت الرماد فمنذ صعود تنظيم الإخوان ووصوله إلى السلطة تزايدت وبشكل متعمد وتيرة التعصب الطائفي، واستطاع تنظيم الإخوان زرع بذور التعصب والفتنة في التربة المصرية وهذا بحاجة إلى حلول تنويرية يتم من خلالها تنقية العقل المصري من الشوائب التكفيرية والارهابية التي علقت به، ومن دون إعادة النظر في الخطاب الديني ومناهج التعليم، فلا الحلول الأمنية ولا بيت العائلة ولا أي وسيلة آخرى يمكن أن تعيد الصفاء للنسيج الوطني.
 
 
فاشية
 
·  من يتحدثون عن المصالحة مع تنظيم الإخوان يبحثون عن مكاسب سياسية آنية لن تدوم طويلاً، لذلك فأن الحل يكمن في حل الجماعة وذراعها السياسي "حزب الحرية والعدالة" لأنه حزب قائم ليس فقط على أساس ديني بل هو حزب فاشي متشرب بكل أفكار الجماعة، كما أنه حزب غارق في مستنقع عنصري تكفيري يرى أن الإخوان سلالة مقدسة ومن دونها إما كافر أو يعيش في جاهلية.
 
 
ثلاثة حوادث
 
·   منذ نحو عشر سنوات وقعت ثلاثة حوادث ذات دلالة تلخص واقع مصر المظلم، الأول راح ضحيته سائق تاكسي دفع حياته مقابل 25 جنيهاً كانت كل ما في جيبه عندما حاول بعض البلطجية سلبهم منه، أما الثاني فراح ضحيته عجوز كان جالساً على كورنيش النيل على يد شاب متفوق حاصل على ليسانس الحقوق بتقدير امتياز ولأنه فقير الحال فشل في أن يصبح معيداً بالجامعة أو أن يلتحق بسلك القضاء فقرر في لحظة يأس أن يقتل أول شخص يقابله في الشارع ليدخل السجن بعيداً عن جحيم الإحباط، في حين كانت ضحية الحادث الثالث موظف بسيط هربت ابنته فتم تعذيبه في أحد أقسام الشرطة بالاسكندرية حتى أعترف بقتل ابنته بل ومثل الجريمة أمام جهات التحقيق ولم ينقذه من هذا المصير سوى عودة ابنته الهاربة.
 
أصل الداء
 
·   الحوادث الثلاثة تكشف عن أصل الداء في مصر المريضة، فلولا غياب العدالة الاجتماعية وتفشي الواسطة لما أصاب اليأس والاحباط هذا الشاب ودفعه للقتل لمجرد القتل، ولولا الفقر والحاجة لما ضحى سائق التاكسي بحياته من أجل 25 جنيهاً هي رزق أسرته في ذاك اليوم، ولولا اختلال المنظومة الأمنية وسطوة الدولة البوليسية لما تم قهر وتعذيب موظف بسيط واذلاله حتى اعترف بجريمة قتل لم يرتكبها.
 
 
النصوص والواقع
 
·  ما سبق تم في ظل دستور كان به من النصوص الكفيلة لإقرار العدالة الاجتماعية والحريات لكن الواقع كان مغايراً تماماً بل يسير في الاتجاه المعاكس، لذلك فأنه على لجنة الخمسين ليس فقط وضع نصوص دستورية براقة، ولكن يجب أن تكون هذه النصوص تضمن الآليات الحقيقية لإقرار العدالة الاجتماعية ومكافحة الفقروالقضاء على أي بوادر لعودة الدولة البوليسية، وإلا "كأنك يا أبوزيد ما غزيت".
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز