ألفت سعد
استراتيچية الذكاء الاصطناعى
بقلم : ألفت سعد
أصبح الذكاء الاصطناعى أهم آليات التقدم فى كل المجالات؛ سواء الصناعى أو الاقتصادى والصحى والنقل والقطاعات والتخصصات كافة.. وإذا كان الفيس بوك والواتس آب والانستجرام وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى أولى ثمار الذكاء الاصطناعى التى حققت مكاسب بالمليارات لمبتكريها فقد أعقبتها مشروعات خدمية حققت منافع للناس ومكاسب مليونية لأصحابها دون ضخ أى رؤوس أموال أشهرها وسائل نقل «أوبر» و«كريم» العالمية وتلبية احتياجات المواطنين من شراء ملابس وأطعمة والاستعلام عن المتنزهات متضمنة كافة البيانات والأسعار، بالإضافة إلى استكشاف اهتمامات مريدى وسائل التواصل الاجتماعى وإمدادهم بمختلف الاهتمامات والاحتياجات التى يبحث عنها المشاهد وأيضًا توفير الخدمات الصحية للمواطنين من عناوين وتخصصات للأطباء بل وتشخيص الأمراض عن بُعد من خلال البيانات المطروحة ومساعدة المسنين الذين يعيشون بمفردهم بوجود جهاز يرسل إشارات فى حالة وقوع أى مشكلة.. وفى مجال الصناعة أصبحت زيادة وجودة المنتج مرتبطة باستخدام الأنظمة الذكيّة مثل الروبوت. كما تم ابتكار أنظمة معرفية وحسابية أصدرتها شركات الاتصالات العالمية للشركات التجارية الكبرى فى جمع وتحليل البيانات و أيضًا أنظمة افتراضية تعمل نيابة عن مندوبى المبيعات أو مساعدتهم.. وأصبح الذكاء الاصطناعى عاملًا أساسيًا فى المجال الأمنى باستخدام الكاميرات وبصمة الصوت والعين وتحليل البيانات للأشخاص والمواقع وتحليل سلوكيات الأفراد والتعرف على الأعراق فى الجرائم الدولية والإرهابية.
لذلك كان لا بد من وضع استراتيچية مصرية للذكاء الاصطناعى بمشاركة وزارتى التعليم العالى والبحث العلمى والاتصالات وتكنولوچيا المعلومات لمواكبة التقدم العالمى فى هذا الشأن؛ حيث من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعى بما يقرب من ٪7.7 من الناتج المحلى بحلول عام 2030 وذلك باستخدام التقنيات التكنولوچية.. ولتحقيق ذلك يتم وضع خطة لكشف المواهب وزيادة المهارات ورفع الكفاءات الرقمية للشباب وإنشاء كليات وأقسام للذكاء الاصطناعى وتوفير منح لبناء القدرات محليًا وإرسال مبعوثين للخارج.. لكن ما يهم فى هذا الشأن ليس فقط وضع استراتيچية أو إنشاء كليات و إنما توفير المناخ الملائم لكشف القدرات الخلاقة لدى الطلبة المتميزين ورعايتهم وتوفير السبل المادية والعلمية والاجتماعية بما يمكنهم من ابتكارات وابداعات فى تقنيات الذكاء الاصطناعى تدر عليهم وعلى مصر عوائد مالية وعلمية كبرى.