عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الشعب قال كلمته

الشعب قال كلمته

بقلم : طارق رضوان

كان الانفجار الغاشم الخسيس فى مدينة الإسكندرية منذ أيام إعلانا واضحا لهزيمة الإرهاب. فهم فى النزع الأخير. وكان رد الفعل الشعبى عظيما، وردا جبارا على العملية الغادرة بنداء قوى (هنشارك ومش هنخاف). يذكرنا بنداء الشعب الشهير  عام 72 (هنحارب)، ردا شعبيا نابعا من أصالة وجسارة الشعب المصرى. فأمامنا كثير من الوقت لنستوعب حرب سيناء 2018 ضد الإرهاب. وقت يسمح لنا أن نفك طلاسم ما كان يجرى منذ أن اعتلت الجماعة الإرهابية الحكم، وما جرى على أرض سيناء منذ أن زحف الإرهاب إلى أراضيها، كما أنه ما زال أمامنا الكثير لنعى ونفهم دور الجيش المصرى العظيم فى تطهير مصر وسيناء. هناك على هذه الأرض المقدسة لم يكن يسكن فيها عناصر إرهابية كذئاب منفردة. بل كان هناك جيوش بجنود مرتزقة تعمل بإشارات وخطط دول. الهدف واحد. ولكل دولة أغراضها، إما لتنفيذ عمليات بالداخل المصرى، وإما لانطلاق العمليات لمناطق أخرى بعيدة. وصحراء سيناء أرض تسمح للتدريب وجغرافيا تسمح للتمويل والتسليح. كل هذا استوعبه الجيش المصرى بتاريخه وخبرته وبسالة قياداته وجنوده. فوضع الخطط والخطط البديلة وحشد الأسلحة ودرب الجنود، واتخذت القيادات ساعة الصفر لشن الهجوم الشامل على كل قطعة أرض لتطهيرها. فالحرب ليست مشاعر وطنية أو قومية مستفزة وليست مناداة إلى ميادين القتال قريبة أو بعيدة. ثم إنها ليست إعلانا مدويا تصاحبه طبول تستدعى وأبواق تنادى، وإنما الحرب صراع حياة وزمن ومستقبل. وكل صراع يتطلب عناصر ضرورية لتحقيق شروطه. هدف أو أهداف قومية أو وطنية مطلوبة ومرغوب فيها. ووسائل كافية إن لم تكن متفوقة لتحقيق هذه الأهداف. واستراتيجية واضحة ونبيلة وقابلة للتنفيذ وفق خطة وقيادة مستعدة لتحريك عناصر القوة نحو غايتها. وهو ما كان متوافرا وجاهزا فى الدولة وفى الجيش المصرى وهو يدخل تلك الحرب. فقد كانت خطط تدمير الدولة المصرية حاضرا. وكان تشتيت الجيش المصرى وجرجرته لحرب عصابات هدفا. وقد كان تعطيل تقدم الدولة المصرية للمستقبل أمرا واجبا ومطلوبا. ثم إن الترسيخ لدى المجتمع الدولى أن مصر بلد خطر يحتل الإرهاب جزءا من أراضيه كفيل بأن يعوق كل تقدم اقتصادى وطارد لكل مشاريع اقتصادية عالمية تتم على أرض مصر. الأمر كان خطيرا وأكبر مما نتخيل. هذا ما نعرفه من تسلسل الأحداث وما خفى كان أعظم. لذلك قرر رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ومعه قيادات ورجال القوات المسلحة ورجال الشرطة خوض تلك الحرب النبيلة من أجل سمعة وكبرياء ومستقبل مصر. فطموحات البشر إلى الأمن والحرية وإلى العدل والتقدم تصوغ للمجتمعات الإنسانية أهدافها الكبرى. وتيارات التاريخ العظيمة تعطى للأفراد رجالا ونساء أدوارهم فى اللحظات الحاسمة من حياة مجتمعاتهم. وحين تتوافق الظروف فى حياة الأمم وتتبلور وتنضج أهدافها الكبرى ثم يتلاقى ذلك مع ظهور قيادات تملك كفاءة وشجاعة الإمساك باللحظة. فإن الطموحات تصبح قادرة بما يعطى للآمال فرصة أن تتحول إلى حقائق. وقد تحقق النصر بالفعل. وهو أمر مفروغ منه. فالجيش المصرى لا يدخل حربا إلا وانتصر فيها. فهو جيش يحمل على عاتقه تاريخا طويلا من النصر من أجل الإنسانية والحرية والاستقلال والدفاع عن أرضه والدفاع عن شرف أمته والدفاع عن المستقبل. وعندما تنطلق آخر رصاصة من فوهة الجندى المصرى إعلانا بانتهاء الحرب فى سيناء، ستبدأ حرب جديدة سننتصر فيها أيضا، وهى حرب البناء والتعمير والنمو الاقتصادى. قد يطول أمد هذه الحرب السلمية لأن أعداءها كثيرون. لكن مصر ستنتصر لا محالة. والانفجار الأخير ورد الفعل الشعبى هو أكبر دليل على انتصار مصر. فمصر تستطيع. ودوما مصر تنتصر لأنها دوما تستطيع.



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز