عاجل
الأربعاء 18 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي
رؤية للقاهرة التاريخية!

رؤية للقاهرة التاريخية!

بقلم : د. حماد عبدالله

تكتظ القاهرة بالأحياء القديمة، وهي ليست أحياء العشوائيات المكتظة بالسكان وبالفقر وبالمرض والجهل، والجريمة، ولكن الأحياء القديمة مثل السيدة زينب وسيدنا الحسين والغورية، والمغربلين، ومنطقة الدرب الأحمر، والعباسية، وباب الشعرية وغيرها من مناطق القاهرة التي تعيش فيها الحياة للصباح حيث الليل فيها حياة والنهار فيها عمل وحركة، تلك الأحياء القديمة حيث يسكنها أهالينا من المصريين الطيبين هذه الأحياء تحتاج من الإدارة المصرية اهتمامًا أكثر لكي تعود لها نضارتها وتعود لها حيوية الماضي الجميل، وهذه المناطق ما زالت تحتل لدى عشاق مصر وعشاق أحياء القاهرة القديمة من العرب والمصريين جانبا كبيرا من الإعجاب ومن الشوق لزيارتها وممارسة الحياة فيها ولو لبعض الوقت ولعلنا نجد عند (الرفاعي) وهو أشهر مطعم للحوم والكباب والريش الضاني "والطرب" "والكفتة" والسجق البلدي، كل هذه الأصناف تقدم في حارة ضيقة جدًا في ميدان السيدة زينب خلف (سبيل) وهو (مسقى) قديم أنشئ في العصر المملوكي يقف رواد هذا المطعم المفتوح بالساعات لانتظار (طاولة) لكى يتناولوا الطعام المميز عند (الرفاعي المصري) وهناك "أبو رامي" "وأبو أشرف" بمنطقة (المدبح) سابقًا وهي المواجهة لمستشفى الأورام التي أنشئت على أرض "السلخانة" القديمة في منطقة (زينهم) ومنطقة "المدابغ"



ولا يمكن أن نرى صورة مثل صورة التكدس على عربة (فول وطعمية) والشهير (بالجحش) في شارع (ماراسينا) بجوار قسم السيدة زينب حيث يقف على مصطبة عليا (عم الجحش) لكي يرتب طبق الفول بكل أنواع الزيوت "الحار والحلو والذرة والزيتون، وكل أنواع الدهون (السمن البلدي) والزبدة.

القشطة والسمن الهولندي وكذلك الطعمية وفيها أصناف وأنواع إشي بالبيض وأخرى بالسمسم وأخرى بالبصل وأخرى بالطماطم ولم ينس أبدًا أنواع (الدقة) وهي المسماة (بويسكي) الفول والطعمية وهي عصير الطرشي البلدي، وكل هذه الأصناف تجد رواجًا شعبيًا وسياحيًا، لا يحدث إلا في أحياء المحروسة القديمة، وكل حي يشتهر بمقدم خدمة غذائية مصرية شهيرة مثل الفول أو الكباب أو الطرب أو الريش الضاني يلتف الناس من علية القوم مع سكان المنطقة في شكل يدعو لتسجيله وتصويره والحفاظ عليه وهنا سؤال لماذا لم تهتم الإدارة في هذه الأحياء على شكل المحليات أو إدارة الاقتصاد الوطني والمسماة بوزارة التنمية الاقتصادية أو التنمية المحلية بمثل هذه الظواهر الاقتصادية الصغيرة التي تجلب لمصر، شهرة ومال، وعمل لا يضاهيها فيه أحد أو أحياء أخرى وإذا انتقلنا إلى ما هو غير الطعام فنجد الخيامية (تحت الربع) وما نقدمه من حرف جميلة عبارة عن قطع من القماش الملون المتراص بالخياطة ليعطي أشكالًا هندسية وزخرفية لا مثيل لها، وكذلك منطقة "الغورية" وخان الخليلي معقل صناعة الفضة والذهب والزجاج والنحاس وكل الإكسسوارات والعطور والبخور والخشب والأرابيسك، أين الدولة من كل هذا التراث الحي النافع في أحياء مصر القديمة.

هذه الأحياء تحتاج إلى نظافة الطرق وإلى رصف تلك الحوارى بنوع آخر غير الاسفلت (بالبازلت) مثل حواري روما، وباريس وأثينا كل العواصم القديمة التي استطاعت الإدارة فيها أن تقدمها بشكل حضاري لروادها، رؤية للمسؤول عن حضارة "مصر" اليوم.

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز