
لعبة الوقت القاتلة
بقلم : د. نهلة زيدان الحوراني
"متحبش حد لأن الوقت في كل الأحوال مش هيسمحلك إلا بلقاء أول واحد بس.. هيغير بعد كده تفاصيل الدهشة والشغف بمعرفته لروتين أو ملل"..
اذا نفعل بكل القصص التي علقناها على شماعات الوقت؟! انتهت هذه القصص جميعا بعد أن أذابت الساعات على طريقة سلفادور دالي. سيظل صوت فيروز دائما رنانا في آذان أصحاب هذه القصص وهي تصدح "بيقولوا الوقت بيقتل الحب.. بيقولوا الحب بيقتل الوقت" وسيظل الوقت هو القوة الأكبر على الأرض.. حيث اللاسيطرة واللا استراحة.. تخيل أنك تتعامل مع كائن يركض باستمرار.. لا يتوقف أبدا ولا يلتفت لك أبدا مهما حاولت أن تسترضيه أو تلوي عنقه.. كائن تعيش أنت فيه ولا يراك.. حين تتخيل الأمر على حقيقته ستتأكد أنك ستقبل سيطرته على قلبك وقلوب كل من حولك..
"عزيزي الوقت.. هأحارب.. بس أنا عارف إني مش ند للحاجات اللي بأحاربها.. هأخسر بشرف في معركة طولها العمر"..
ستهرب طويلا من حقيقة أن الوقت يقتل الحب بالفعل.. وربما تهرب للأبد من هذه الحقيقة.. وفي نهاية حياتك بعد الكثير من الجولات التي تنتهي باستسلامك للوقت سواء مع حبيب واحد أو أكثر، بعد كل ذلك ستكون جولتك الأخيرة قبل الموت احترام وتقدير لسيادة الوقت حين ينتهي وقتك في الحياة متجاوزا كل حدود الفرار.. وسيبقى الوقت شاخصا بصره في وجهك كما يفعل اللون الأبيض في وجوه كل الألوان.. يظل الأبيض مزعجا في اتهامه لكل الألوان بأنها ملوثة النقاء بمجرد ظهوره إلى جوارها.. وكذلك الوقت.. سيظل شاخصا بصره في وجه كل محاولات السيطرة عليه متهما إياها بالضعف وهو يمارس قوته في القضاء على قصص الحب كما يقضي على العمر في حياة كل فرد وكل شيء..
"عيش لآخر دقيقة.. خلي طريقتك هي نجاحك إن ما كانتش قصتك هي نجاحك"..
لا حل لك إلا الاستمتاع بما يسمح لك الوقت أن تستمتع به.. اجعل كل سهرة دافئة سهرة أخيرة.. وكل كلمة حب كلمة وحيدة.. وكل لمسة حانية لمسة الشفاء الفريد.. واجعل العالم يذكر كل تفصيلة من تفاصيل حبك ﻷنه لم يشهد لها مثيلا.. العالم لا يذكر المشاهد المكررة.. اجعل قصة حبك مشهدا لا يمكن تكراره أبدا.. كن ذلك الشخص الذي يقف الوقت أمام قصته قليلا كي يرويها للعالم مرة أخرى حتى لو استطاع ذلك الوقت قتلها يوما ما..
"ده ميمنعش إن لكل قاعدة استثناء ودايما في استثناءات لقصص حب بتقوى مع الوقت"..