
جامع إبراهيم أغا مستحفظان "الجامع الأزرق".. تحفة معمارية في القاهرة

بسنت محمد
يعد جامع إبراهيم أغا مستحفظان، الذي يشتهر أيضاً بـ الجامع الأزرق و جامع آق سنقر، واحداً من أبرز المعالم التاريخية في حي الدرب الأحمر بالقاهرة.
أنشأه الأمير آق سنقر السلاري في الفترة "747-748 هـ (1346-1347 م”، ويمثل نموذجًا رائعًا للعمارة الإسلامية في مصر خلال العصر المملوكي.
يعد هذا المسجد من أهم الآثار الإسلامية المسجلة في مصر، ويمتاز بزخرفته المعمارية الفريدة، حيث يُعرف بلونه الأزرق المميز.
يقع الجامع الأزرق في شارع باب الوزير بمنطقة الدرب الأحمر في القاهرة، ويتميز بموقعه الحيوي في قلب المدينة القديمة.
سُمي المسجد بـ "الجامع الأزرق" بسبب استخدام القاشاني الأزرق في تزيين جدار القبلة، ما منحه طابعًا فنيًا وجماليًا فريدًا.
يتميز مسجد إبراهيم أغا مستحفظان بتصميمه الرائع والمعماري الذي يجمع بين الفخامة والبساطة. يمتد المسجد على مساحة كبيرة، حيث يبلغ عرضه 80 مترًا وطوله 100 مترًا.
ويتوسط المسجد صحن مفتوح تحيط به أربعة أروقة ذات أعمدة ضخمة.
يعتبر رواق القبلة هو الأكبر، حيث يضم بائكتين، بينما تضم الأروقة الأخرى بائكة واحدة.
يحتوي المسجد على ثلاثة أبواب رئيسية:
باب في الواجهة الغربية.
باب في الواجهة الشمالية.
باب في الواجهة الشرقية.
كما يرتبط المسجد بـ قبة ضريحية، والتي تعتبر جزءاً مميزًا من تصميمه، حيث يتم تقديمها كإضافة معمارية تعكس الطابع الديني والتاريخي للمسجد.
التصميم المعماري:
تم تصميم المسجد على الطراز المملوكي التقليدي الخاص بالمساجد الجامعية.
صحن المسجد مفتوح ويحيط به أربعة أروقة ضخمة تتوزع حوله، وهو تصميم كان شائعًا في تلك الحقبة.
يعد رواق القبلة الأكبر بين الأروقة الأربعة، ويتميز الرواق الشرقي بتغطية بلاطات القاشاني الأزرق الجميلة، وهو ما أعطى المسجد اسمه "الجامع الأزرق".
المئذنة:
عند حافة الواجهة الغربية، يبرز المئذنة الأسطوانية التي تميز المسجد عن غيره من المساجد.
المئذنة تتميز بتصميمها الفريد الذي يعكس الطابع المملوكي في العمارة الإسلامية، حيث تتألف من عدة دورات.
التاريخ والعناية:
تم تصنيف جامع إبراهيم أغا مستحفظان كأثر إسلامي مسجل تحت الرقم 123، ويعد هذا المسجد من أروع الأمثلة على العمارة المملوكية.
في عام 1061 هـ (1651م)، بعد تعرض مدينة القاهرة لزلزال قوي، قام الأمير إبراهيم أغا مستحفظان، أحد كبار الأمراء العثمانيين في مصر، بإجراء أعمال الترميم والعمارة الكبيرة للمسجد. وقد كانت أعماله تهدف إلى إعادة بناء المسجد وتجديده بعد تدمير أجزاء كبيرة منه بسبب الزلزال، مما ساعد على حفظه كأثر معماري رائع.
الجامع الأزرق - مسجداً وتاريخًا:
سُمي المسجد بـ الجامع الأزرق نسبة إلى القاشاني الأزرق الذي كسى به جدار القبلة، ليصبح أحد أشهر المعالم التاريخية في القاهرة.
يتكامل المسجد مع تاريخ طويل من العمارة الإسلامية، حيث كان شاهداً على التحولات التاريخية والمعمارية التي شهدتها المدينة.
يعد جامع إبراهيم أغا مستحفظان “الجامع الأزرق” من المعالم الإسلامية المميزة في القاهرة.
إن تصميمه الرائع وموقعه الاستراتيجي يجعلانه واحدًا من أهم المساجد التي يجب زيارتها، ليس فقط للإعجاب بفن المعمار الإسلامي، ولكن أيضًا للاطلاع على تاريخ مصر العريق وعمارتها.