عاجل
الجمعة 7 مارس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
في وصف جمال امرأة بين باريس ومصر

في وصف جمال امرأة بين باريس ومصر

بقلم : د. نهلة زيدان الحوراني

راجت في العالم خلال السنوات الخمس الأخيرة موجة في الكتابة تستدعي الكتابة عن جمال النساء في كل دولة. تختلف هذه الكتابة عن وصف كيف تصبحن أكثر جمالًا من حيث التفاصيل المادية، وتمتد إلى وصف كيف ينظرن ومتى يتصلن بك ومدى جرأة أحلامهن، والكتب التي تفضلنها، وقهوتهن، وملابسهن التي تجعلهن أجمل. الأمر هنا أكثر إيجابية بالنسبة لي، حين أتخيل أن كل ما سبق يشير إلى الاهتمام بالشخصية أكثر من الاهتمام بكونها شقراء أو سمراء أو صاحبة قامة فارعة أو قصيرة كحبة شيكولاتة مركزة المفعول. فقد أصبح أسلوب الحياة جمالًا معترفًا به.



مساعد سفير فرنسي أسبق واشنطن قرر بعد عودته لباريس بشهرين أن النساء الفرنسيات يستحققن كتابًا منفردًا للحديث عن جمالهن. رأي مساعد السفير أن للمرأة الفرنسية طريقة حياة لا تشبه غيرها وأن هذه الطريقة هي ما تكسبها جمالها. ادعى أنه بعد سنوات طويلة من معاقرة الإيتيكيت ومصاحبة نساء في قمة أناقتهن ولياقتهن الدبلوماسية والأدبية يمكنه الآن أن يقرر أي جمال يجعل الباريسية امرأة جميلة في عين كل رجل وامرأة. وبالطبع لم تكن ملامحها وتقاسيم جسدها سر جمالها، إذ تطرق الكتاب لكل تفاصيل حياتها البسيطة التي تمارسها بجمال يخصها ويجعلها جذابة بدءًا من الوقت المفضل لهن كي يستيقظن صباحًا، حتى أنواع الأطعمة التي يفضلن أكلها لأن طريقة أكلها تجعلهن أجمل، ومن ذلك ميلهن للكعكات المزينة بالكراميل لأنه يجعل من تتعاطى معه أكثر جمالًا وهي تعبث بدوائره بالشوكة أو تشاكسها تلك الدوائر بتنساب على شفتها السفلى فتلعقها بدلال. حتى القهوة لدى الباريسية جمال حين يطلبن الكريمة من أجل اللقاءات الغرامية بعد الظهر كي لا تبدين قاسيات بل لينات كالقشدة. تناول الكاتب الكثير من التفاصيل التي تبتعد في معظمها عن القوام واللون الشعر وتقترب من طريقة طوي الجونلة تحت ركبيتها وهي تجلس حتى على كرسي الانتظار في محطة المترو. باريس تحتفي بامرأتها وهو أمر ليس غريبًا على بلد أطلقت مقولة معروفة : "إن أردت أن تتعرف على حضارة أمة انظر إلى نسائها" إشارة منه إلى أن النساء كلما كن أكثر حضارة فإن البلاد اللتي يعشن فيها تكون بالضرورة أكثر حضارة لأنهن من يتلقى الضربات القاسية في أي دولة قبل غيرهن، لذا تظهر عليهن كل الأعراض السيئة قبل غيرهن.   

كان كتاب امرأة باريس نموذجًا استحضرته لعدد من الكتب التي تظهرت تحتفي بالنساء الأوروبيات ولم تتعدى هذه الظاهرة تلك أوروبا على حد علمي. إلا أن عددًا من الإحصائيات طالعنا مؤخرًا عن مواضيع كأكثر نساء قارات الأرض جمالًا، وفاجأني، لاسيما وأنني شخص أتيحت الفرسة للسفر مرات عدة، حصول المرأة المصرية على مرتبة ليست بالمتقدمة في قائمة أكثر نساء أفريقيا جمالًا والحال في الجمال تتجه لما تطرقنا إليه في كتاب امرأة باريس. المرأة في مصر لديها عدد من الأسرار التي تجعلها جميلة بأسلوب حياتها جدًا، لكن من لا يقع في غرام ثروته لا يرى سواه منها غير القشور. للمرأة المصرية أفضل عادات ضحك، فلها أساليب ضحك كثيرة للرد على كل موقف أظنها أكثر من غيرها في الأرض. لها ميلة رأس للخلف قبل أن تضحك ضحكة قصيرة جميلة تعني بها: "أفهمك ولا أريد أن أخبرك" ولها ضحكة "اسكندرانية تحديدًا" قصيرة حين تنسجم من عقد صفقة ما تخبرك بها أنها راضية، ولها ضحكة طويلة تسبق رحيلها إذا لم يعجبها الأمر. إن تعاملنا مع الضحك مثلًا في مصر فاتن للغاية. الحقيقة أن من وصفوا المصرية حقها ظلموها الوصف فلديها من تفاصيل الحياة ثراء كبير لم نجد من يصفه حتى الآن. ومازلنا في الانتظار.
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز