ابراهيم محلب " اكذوبة كبري " !

بقلم : ياسر صادق

واحدة من مشكلاتنا اننا نحكم علي الامور و الاشياء و الاشخاص و المسئولين بالشكل أو بالظاهر و بالعاطفة بدون عقل أو موضوعية و نتأثر جدا بالاعلام و هو ما يتضح في الحكم علي اداء رئيس وزراء مصر ابراهيم محلب و الذي تولي المسؤلية في 24 فبراير الماضي اي ما يزيد عن 225 يوما فرئيس الوزراء صاحبته هالة اعلامية اعطته اكبر من حجمه و هو بالتأكيد شخص ذكي عرف اهمية الاعلام و كيفية التأثير علي الرأي العام من خلاله و اصطحب معه الكاميرات في جولاته الميدانية ..ليس ذلك فحسب بل انه فهم طبيعة الشعب المصري و كيفية التأثير عليها و الدخول الي قلب المواطن دون ان يقدم له شيئا من خلال نزوله الدائم الي الشارع في أول شهرين ثلاثة علي الاكثر من خلال السلام عليه يدا بيد و لا مانع من حضن هنا أو قبلة هناك أو "طبطبة" علي رجل كبير أو امرأة عجوز أو زيارة مريض أو حمل طفل صغير و الناس لان تعليمها محدود و في بعض الاحيان معدوم و تتمتع بطيبة القلب و ماشية علي المثل الذي يقول "لاقيني و لا تغديني" ..و كفاية عليها ان تتصور مع رئيس الوزراء في صورة بالصحف او في الفضائيات فانها تعتقد ان هذا المسئول لم تجيبه ولادة زي ما بيقول المثل..و علي فكرة مطلوب جدا من اي مسئول ان ينزل الي الشارع و لا يجلس في مكتبه المكيف و يتقابل مع المواطنين لكي يعرف مشاكلهم.. لكن في نفس الوقت يا عم ابراهيم ليست معايير اختيار رئيس الوزراء هي النزول الي الشارع فقط .. فالمسئول مطلوب منه ان يقدم حلول و ان يكون عنده خطط و مشروعات لحل مشاكل الناس مش يقضيها في الشارع و الا كان زمان واحد زي حمدين صباحي مقضي حياته علي القهاوي رئيسا للوزراء!..كما انه مطلوب من سيادته ان يختار الكفاءات من حوله و ليس الاصدقاء مثل محافظ الجيزة علي عبد الرحمن و الذي بني كوبري للمشاه في شارع الهرم متحديا ارادة الناس من اجل خدمة احد المولات!..ابراهيم محلب كان وزير للاسكان ناجح و من قبل ذلك رئيسا لشركة المقاولون العرب بحكم انه عمل في هذه المهنة كمهندس لمدة تزيد عن 40 سنة و لكنه ليس بالضرورة ان يكون رئيس وزراء ناجح ..

ابراهيم محلب تحدث للتليفزيون المصري يوم 7 مارس في اول حوار له بعد توليه المسئولية و قال انه سينشئ بالاتفاق مع وزير الاتصالات كول سنتر للاستماع الي شكاوي المواطنين و بدوري اسأله اين هو ..تحدث محلب عن الامن و القمامة و المرور و رغيف الخبز هل قمت بحل جزء من هذه المشكلات لم يحدث بعد 225 يوما في منصبك ..اين هي تغييرات المحافظين التي تتأجل و تتأجل و يبدو ان الضغوط شديدة و المجاملات اكبر ..اين انت من الدكتور عاطف صدقي و الذي تولي رئاسة الوزراء لمدة تسع سنوات في الفترة من 1986 الي 1996 نجح خلالها في ايقاف ارتفاع الدولار امام الجنيه عند 3.33 ثلاث جنيهات و ثلاثة و ثلاثون قرشا لفترة طويلة و بالرغم من ذلك كان يواجه انتقادا عنيفا قادها الكاتب الكبير احمد رجب و الرسام العبقري مصطفي حسين في صحيفة اخبار اليوم ذائعة الصيت و الانتشار من خلال فلاح كفر الهنادوة و لم يبرم الرجل أو يغضب و كان صدره واسع للنقد وكان قليل الكلام للاعلام و لا يصطحب معه كاميرات في كل مكان كما تفعل ..في الوقت الذي تواصل فيه الاسعار الارتفاع بجنون ..

سيادة رئيس الوزراء اذا لم تكن قادر علي تقديم حلول لمشاكل المواطن البسيط و ليس الاكتفاء بالنزول الي الشارع فارحل من منصبك قد يأتي من يكون لديه تقديم الحلول..