12:00 ص - السبت 23 أغسطس 2014
رحلة شاقة ولكنها ضرورية الى قناة السويس الجديدة هذه الرحلة جلعتنى أسرح بخواطرى إلى الماضى القريب والبعيد والقريب القريب إلى أيام حفر قناة السويس القديمة وأتسال اذا كنا عانينا من مشاق السفر فى أتوبيس مكيف فى رحلة لم تستغرق بضع ساعات كيف كان حال رجال قواتنا المسلحة أيام حرب أكتوبر أيام العزة والفخار الوطنى وكيف عبر جيل أكتوبر العظيم قناة السويس تحت جحيم النار الحارق من أسلحة العدو ومياه القناة الغارقة هذا بالنسبة للماضى القريب أما بالنسبة للماضى البعيد نسبيا أستشعر مدى ما لاقاه
أجدادنا من متاعب فى أعمال حفر قناة السويس القديمة بوسائل بدائية فى ظل طبيعة صحراوية وعرة للمكان وظروف مناخية حارقة صيفا وقارسة من شدة البرودة شتاءا أيها الاباء ممن حرر أرض الفيروز وأيها الأجداد ممن حفر قناة السويس القديمة من أى معادن الرجال أنتم يا سادتى رغم أنبهارى بما حققتم أرى أنكم تركتم رجالا مخلصين فى هذا الوطن وبخاصة رجال قواتنا مسلحة هؤلاء الرجال النبلاء الذين جعلنى رقى سلوكهم وحسن تفكيرهم وايمانهم بهذا الوطن أفكر .أليسوا هؤلاء الرجال من بنى جلدتنا وأخوتنا ما العلم الذى يتلقونه فى الكليات والمعاهد العسكرية ومعسكرات التدريب حتى أصبحوا هم عماد الوطن ودرعه وسيفه وفرسان نبلاء يتمتعون بالرقى الانسانى فى التعامل مع الأخرين .
لايفوتنى أن أروى قصة حدثت فى رحلتنا الى قناة السويس الجديدة من المؤسف أن فى مهنة الصحافة وللأسف الشديد هناك أشخاص مصابين ليس بحنون العظمة بل مايفوق جنون العظمة فى التافة وسوء الأخلاق عندما وقعت خلافات بين منظمى الرحلة وبعض المنتسبين لمهنة الصحافة حزنت كثيرا حتى أننى فكرت أعود لوحدى الى القاهرة وطلبت من أحد ضباط الجيش أن يساعدنى فى العثور على وسيلة مواصلات أستقلها الى عبارة نقل المواطنين من شرق قناة السويس الى غربها فكان رد ضابط جيشنا تحت أمرك حالا سأوفر لك وسيلة مواصلات ولكن هل ما حدث يجعلك تقطع رحلتك وتنسى هدفك من زيارة هذا المشروع القومى قلت له أننى مستاء جدا ممن ينتسبون لمهنة الصحافة ولا أريد أن أظل معهم ومن رحمة ربى أن أصحاب المشكلة من الصحفيين أصروا على المغادرة وظللت أنا وعدد أخر من أفضل الصحفيين نكمل رحلتنا حيث شاهدنا أعمال الحفر ووجدنا صلابة وإرادة المصريين تتحقق على أرض الفيروز من يريد أن يرى مصر الجديدة ومن يريد أن يرى مستقبل مصر ستجده يتجسد هناك بسواعد رجال تركوا الحكايات التى لا تسمن ولاتغنى من جوع وانخرطوا فى العمل ليس هناك وقتا للجادل الفارغ لذلك عندما يذهب أصحاب الجدل والاحلام التافة لن يظلوا كثيرا فليس لأهل الهزل مكانا بين أجل الجد والعرق والأنجاز
من كان يريد رؤية المصريين الشرفاء الانقياء البسطاء العظماء من رجال ونساء من مختلف الفئات العمرية والطبقات الاجتماعية كنت أتمنى أن يكون معنا هناك وجدت ناس يحلمون بمستقبل بلادهم رغم أن أغلبهم كانوا من بسطاء هذا الوطن حيث تحول هذا المشروع الى ملتقى الحالمين بمستقبل هذا الوطن ورفعته وعزته
ولم أكن أتوقع أن يكون فى يوم زيارتى للقناة السويس الجديدة اقامة حفل فنى عزفت فيه فرقة عبدالحميد عبدالغفار الموسيقية دقت ساعة العمل للعظيم الراحل عبدالحليم حافظ كما شدت بصوتها الجميل غادة رجب العديد من الاغانى الوطنية ومنها أحلف بسماها وبترابها متغيب الشمس العربية وكان من اللافت ارتداء المطربة التونسية المحبوبة فستانا مموها بنفس ألوان بدلة الميدان التى يرتديها رجال قواتنا المسلحة وغنت أغنية أم الدنيا مصر وردة كل عصر وأترجلت فى الأغنية بقولها "أم الدنيا مصر وهاتبقى قد الدنيا مصر" كما غنت يابيوت السويس يابيوت مدينتى أستشهد تحتك وتعيشى أنتى وهيلا يلا يا بلادية شمر الدنيا أهية.
وكم سرنى رؤية الفنان الثورى سامح الصريطى الذى كنت آراه فى المظاهرات على مدى سنوات عديدة وشاء القدر أن آراه فى قناة السويس الجديدة محفزا لرجال الجيش والعاملين فى حفر هذه القناة..
من المؤكد أن زيارة واحدة الى قناة السويس الجديدة لاتكفى