عاجل
الجمعة 10 يناير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
الظهور الحرام للأنبياء!

الظهور الحرام للأنبياء!

بقلم : إسلام عبد الوهاب

تظل أزمة تجسيد الأنبياء والرسل على شاشة التليفزيون أو فى دور العرض السينمائية أزمة متجددة عبر عقود متتالية، وكما كانت محط جدل فى الماضى فإنها ستصبح  أيضا مثار جدال واسع فى المستقبل خصوصا بعد أن دخل العالم مرحلة متقدمة من التكنولوجيا تؤهله لأن يقدم عملا فنيا يجسد شخصية أحد الأنبياء ولو كان محمد صلى الله عليه وسلم ضاربا برأى الأزهر عرض الحائط.



 ومع الجدل المثار حاليا حول الفيلم الامريكى «نوح» المزمع عرضه فى أواخر الشهر الجارى رغم رفض الأزهر لهذا الأمر فإننا على موعد مع أزمات متلاحقة بصبغة دينية وفنية، فى كتابه «أنبياء فى السينما العالمية» قدم الباحث سامح فتحى سردا لأهم الأفلام السينمائية التى تناولت تجسيد الأنبياء بشكل مباشر أو مستتر ولم يقتصر على سرد أحداث الفيلم ولكنه عكف على المقارنة بين أحداث كل عمل سينمائى وما ورد عنها فى الكتاب المقدس والقرآن الكريم.

أكثر من 10 أفلام  يتناولهم الكتاب منهم «ملك الملوك»، «داود وبتشبع»، «الوصايا العشر»، «سليمان وملكة سبأ»، «باراباس»، و«الكتاب المقدس».

وربما يعد الجهل بقصص الأنبياء خاصة والجهل الدينى عامة أحد أهم أسباب رفض تجسيد الأنبياء فى الأعمال الفنية خصوصا أن المشاهد سينبهر بما يقدم له على الشاشة وسيظن كل الظن أن مايراه هو ماحدث منذ قرون بعيدة ويعد مسلسل «يوسف الصديق» خير مثال على ذلك، فقد استقى المشاهدون معلوماتهم التاريخية والدينية من العمل الدرامى فى ظل تراجع الدور التثقيفى لرجال الدين، كما أن البعض يعتقد أن الرفض أزهرى لكن حقيقة الأمر أن المؤسسة الدينية المسيحية أيضا ترفض تجسيد نبى الله عيسى بن مريم وتشترك المؤسسات الدينية فى الرفض بسبب قدسية النبى الذى سيتم تناوله على الشاشة عن طريق ممثل يلعب دور أحد الأنبياء، وغدا يلعب دورا آخر فى عمل فنى جديد!

ورغم أن المنع التام ليس هو الحل لأن هناك اختراعا اسمه  youtube وليس الحل أيضا فى تكسير دور العرض السينمائية كما أفتى البعض، خاصة أن  الممنوع مرغوب يبقى الوعى الدينى والاهتمام بمعرفة تاريخ الأنبياء والرسل من مصادر منتقاة بعناية وأهمهما على الإطلاق الكتب السماوية التى أنزلت من خالق البشر جميعا.

وبالعودة الى كتاب «أنبياء فى السينما العالمية» يقول سامح فتحى أن شخصية المسيح هى أكثر شخصية دينية حظيت بأعمال فنية كثيرة جدا بداية من فيلم «حياة وآلام يسوع المسيح» لفرديان زيكا عام 1908 وصولا إلى فيلم «آلام المسيح» لمخرجه ميل جيبسون عام 2002 ولعل سر هذا الولع بتقديم حياة المسيح على الشاشة لا يرجع فقط إلى تأثير تلك الشخصية فى أتباعه الذين يعدون بالمليارات والاستفادة المسبقة من المتبعين له فى الإقبال على شاشة العرض مما يعنى الربح المادى المنتظر ولكن هناك أيضا سبب آخر وهو شخصية المسيح ذاته، تلك الشخصية الغامضة حتى لدى الكثير من أتباعه بداية من أسلوب خلقه دون أب حتى تصل إلى أسلوب موته حيث يؤكد المسيحيون موته على الصليب نتيجة لتأليب اليهود للحاكم الرومانى بيلاطس ضده، فى حين يرى المسلمون عدم صلبه ورفعه إلى السماء ويوجد فريق آخر يذكر أن المسيح اختفى من أنظار الناس فى مكان ما وسيعود من هذا المكان يوما ما.

كل تلك الجدليات حول شخصية المسيح كانت سببا أساسيا لتعطش المشاهدين لرؤية أعمال فنية تتناول حياة المسيح.

ويكاد الفيلم المصرى الدينى المسيحى يختفى تماما من شاشات العرض السينمائية ففى حين وجدنا أفلاما دينية إسلامية قدمت بصورة إلى حد ما جيدة مثل أفلام «ظهور الإسلام»، «خالد بن الوليد»، «فجر الإسلام»، و«الشيماء» لا نجد فيلما مصريا مسيحيا واحدا عرض على الشاشة الفضية المصرية وكان له صدى ملائم وتقتصر الأفلام المسيحية المصرية على التقديم داخل الكنائس والأديرة  بإعتبارها اعمالا دينية صميمية لا تخص سوى المسيحى وحده الذى يشاهد العمل كنوع من العبادة وليس بصورة من صور الاستمتاع السينمائى فهل سنرى «النبى محمد» - صلى الله عليه وسلم - ومن ثم يمكن أن نرى الله على الشاشة..!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز