هيبة الدولة

بقلم : د. الأمير صحصاح

 

 

 

اختلط الحابل بالنابل وارتفعت أصوات الشجار في ربوع مصر المحروسة,  وانتشرت روائح تزكم الأنوف وكاننا فتحنا بالوعة مجاري ولانستطيع غلقها,انه الهوس الثوري الذي اصاب الصغار والكبار فخرجوا  مسرعين من بيوتهم  الي الشوارع والميادين يلقون بالطوب والحجارة  فيشجون الرؤس  ويتركون  الحسرة في النفوس.

واجتمع في ميدان التحرير الناشط السياسي والناشط الجنسي والبائع المتجول والمفكر المتحول وصار الميدان ميدان التكدير لا التحرير والمليونيات  انقلب الي مئويات  واصبحت السياسة عار  يلتصق بالمشتاقين الي احد الكرسيين في  الرئاسة او البرلمان.

كرهنا الاخبار التي تلطخت بالدم وصوت المذيعين الناعق دوما علي رؤسنا وسقطت  متعة المشاهدة في بركان الحوارات العقيمة واحتقرنا الافكار الواردة والمتدفقة  فوق رؤسناكانها السيل العرم.

سقطت هيبة الدولة والناشط  لا يوافق علي المثول ويتحدي رجال النيابة والقضاء  والشرطي يغلق ابواب القسم  ويفعل مثل النخلة الحمقاء التي قطعوها عندما توقفت عن العطاء .

سقطت هيبة الدولة وذهب  الصغار الي قصر الرئاسة يلقون عليه الطوب  والحجارة وكانه بيت  العنكبوت وقطع اصحاب الحوائج السكك الحديدية والطرقات  وكاننا في زمن الخط .

رفقا بنا يافلول وياثوار

رفقا بنا يادستورويا اخوان

رفقا بنا ياشعبي ويامنتوف وياأبو شعر.

 

 

* أستاذ الصحافة بجامعة أسيوط