إسلام عبد الوهاب
ألتراس أم بلطجية؟
بقلم : إسلام عبد الوهاب
لا أتفهم ماحدث ومازال يحدث وسيحدث من إنتهاك لكل الحقوق المكفولة للمواطنين الذين يتعرضوا يوميا لأذي مجموعات الألتراس .. ليست الأزمة في غضبهم من الحكم في قضية مجزرة بور سعيد ولكن الأمر تعدي كل الأعراف لتصبح مصر والمصريين تحت رحمتهم .
لن اتحدث عن الحكم الصادر امس لأنني لست مخولا بالحديث عن أحكام القضاء ، ولكنني أتوقف عند المشاهد التي نراها يوميا ومنذ أكثر من عام بصورة واضحة من إرهاب واضح تحت عباءة الثورة ، اعلم ان هذا الكلام سيغضب الكثيرون وربما يتهمني البعض انني ضد الثورة والقصاص العادل ! ولكنني اتحدث هنا عن الخوف الذي ينتاب معظم الناس من التفوه بكلمة حق في وجوه مجموعات الالتراس .. سأتوقف تحديدا أمام مشهد غاية في البساطة ولكنه شديد التعقيد في نفس ذات الوقت ، كنت اقف امام مقر النادي الأهلي لسماع الحكم في مجزرة بورسعيد وطلبت كوبا من الشاي من احد الباعة الجائلين واثناء تناولي الكوب وجدت احد شباب الالتراس الغاضب يصيح في البائع بلا ادني وجه حق قائلا " سيب الميه تغلي شويه ياعم _ علي الرغم انها كانت تغلي وتغلي _ وزادت دهشتي من رد فعل هذا البائع " حاضر يا كابتن هسيبها تغلي لحد متقول انت كفايه "
بالطبع هذا المشهد يثبت اننا نعيش في دولة الغابة وان الكلمة العليا للأقوي وليس لأصحاب الحقوق كما يدعون ، والا فأين حقوق شهداء ثورة يناير الأصليين ، اليس هذا البائع الجائل هو نفسه الذي يقف في التحرير ولا يستطيع احد ان يقول له تلت التلاته كام .. ولماذا تختلف ردود الأفعال رغم تشابه المواقف .. ولماذا هاجمت معظم وسائل الاعلام حازمون عند حصارهم لمدينة الانتاج الاعلامي ولم تجرؤ ان تهاجم او تنتقد روابط الالتراس التي تحاصر مصر بأكملها ، اتذكر زوجة الشهيد الشيخ عماد عفت عندما قالت لي في مقابلة صحفية " لو كان زوجي من الالتراس مكنش حقه ضاع " هل تأخذ الحقوق بالذراع يا ساده ؟ هل اقتحام نادي الشرطة وحرق مقر إتحاد الكره وقطع كوبري اكتوبر وشلل مترو الانفاق نوع من التعبير عن الرأي .. هل الارهاب الذي يحدث للمواطنين عند كل تجمع لهم في اي مكان أمر طبيعي .. ومتي كانت الحقوق تأخذ بالشتائم البذيئة والسباب العلني .. القصاص للشهداء أمر حتمي والدم بالدم ولكن الأزمة في من له سلطة استراد الحقوق .. ما ذنب مدينة بورسعيد التي زارها كل قاهري مرة علي الاقل لشراء ملابس بأسعار رخيصة من السوق الحرة .. المدينة تعدم بالكامل وتدفع ذنب جرم لم تفعله ، إذا كنا نبحث عن الجاني الحقيقي فمن كان يحكم البلاد وقت حدوث المجزرة ، استقيموا يرحمكم الله