عاجل
الإثنين 14 أكتوبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
We
البنك الاهلي

عادات اندثرت وتقاليد تلاشت في مظاهر العيد بشمال سيناء

تحظى محافظة شمال سيناء بشهرة واسعة في عاداتها وتقاليدها المتوارثة على مر السنوات، خاصة في المناسبات المختلفة كالأعياد والمناسبات الاجتماعية الأخرى إلى جانب بعض التعديلات التي أدخلت عليها نتيجة للتطور الحديث إلا أنه لا تزال تحتفظ الأجيال ببعضها.



 

 

 

يعد التطور الطبيعي للحياة وبعض الأزمات الطارئة مثل فيروس كورونا وغيرها  أسبابًا منطقية لاختفاء بعض العادات السيناوية المتوارثة،   الا أن هذا لا يمنع التمسك بالعادات والتقاليد المتوارثة، ومن أشهرها التزاور والمرور على المقاعد للتهنئة بالعيد، والخروج الى المزارع للاستمتاع بالعيد.. علاوة على تناول الوجبات المميزة لهم كالفتة وغيرها.

 

وهناك عادات وتقاليد متوارثة منذ مئات السنين بخصوص الاحتفال بالأعياد وباقي المناسبات.. الا أن بعضها اندثر أو أوشك على الاندثار، والباقي معرض أيضا للانقراض والاندثار نظرا لعدم ممارستها أو الحفاظ عليها.

 

ويقول ماهر بدوى أحد القضاة العرفيين بالعريش أنه في الأعياد كان يتم اصطحاب الشباب والأطفال لزيارة باقي العائلات والقبائل لتهنئتهم بالعيد، ولتعويدهم على العادات والتقاليد السائدة.. الا أن هذه الظاهرة أوشكت على الانقراض لعدم اهتمام الشباب والجيل الحالي بها.. مما يعرضها للاختفاء ومعها ظاهرة اجتماعية مهمة كانت الأساس في ترابط العائلات والقبائل.

 

ويقول الباحث أحمد أبو حج: أن هناك أفراحا ثابتة تقام سنويا وهي بمناسبة احتفالات المواطنين بعيدي الفطر والأضحى، وكان يتم احيائها باستخدام الآلات الشعبية السائدة في سيناء، وهي: الرباية السيناوية والشبابة "المضباحة" والمقرون.. مع ترديد بعض الأغانى والقصائد المرتبطة بالمناسبة، وكذا تعليق الرايات والزينات في الشوارع وعلى أبواب المنازل والمقاعد والدواوين الخاصة بالعائلات.. الا أن كل تلك المظاهر أصبحت في خبر كان، ولم يتبق منها سوى بعض التجمعات للشباب ورجال العائلة للتسامر والقاء بعض القصائد والتواشيح والاعراب عن الفرحة بالعيد.

 

وترى منى برهوم عضو المجلس القومي للمرأة أن الأحداث والمتغيرات الحالية هي التي أدت الى اختفاء بعض العادات والتقاليد، وفي مقدمتها الرحمة والتراحم بين الأسر وكذلك الترابط الاجتماعي الذي كان سائدا بين الجميع، وقد فقدت تلك المعاني الجميلة أو اندثرت بسبب المناخ السائد وسوء الوضع الاقتصادي.. علاوة على الإرهاب النفسي والدموي الذي جعلنا لا نشعر بأي فرحة أو مظاهر العيد ويحبط احياء المظاهر والعادات والتقاليد المرتبطة بالعيد.. كما أن أزمة كورونا والتكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي قضت على أي مظاهر، واكتفى الكثير من المواطنين بمكالمة موبايل أو رسالة واتس أو فيس بوك، وقلت معها الزيارات.. الا أنها ترى أن العيد لا يزال كما هو، وان اختلف زمانه ومكانه، وأن الظروف هي التي تتغير فتؤثر على مظاهر الاحتفال به.

 

وتؤكد سلوى حسن "ربة منزل من العريش" أنه بالرغم من كل الظروف المحيطة بنا.. الا أنه في الزمن الماضي كانت الناس متماسكة ومترابطة أكثر ولا يوجد بينهم أي أحقاد أو تنافر نتيجة الانقسامات، وأن ما طرأ لدى البعض من أفكار وجدت طريقها لمن يؤيدها دون النظر الى أبعادها، وهو ما أدى الى الأوضاع السيئة التي نعيشها، والى انقراض بعض المظاهر الجميلة والاحتفال بالعيد.. وأهمها الترابط الاجتماعي والتكافل بين المواطنين، وتأمل أن يكون الغد أفضل وتعود كافة المعاني والعادات والتقاليد الجميلة كما كانت.

 

كما يؤكد نافع الشوربجي "مصور صحفي" أن هناك اختلافا كبيرا جدا بين مظاهر الاحتفال بالعيد زمان وفي الوقت الحالي.. مشيرا الى أنه زمان كنا نصلي العيد ونخرج من المسجد إلى منازل إقامة أبناء العم والعمات والخالات قبل أن نصل الى منازلنا.. وأن العادات والتقاليد اختلفت عن زمان بسبب التكاسل وقلة النخوة.

 

ويرى الشاعر السيناوي عبد الكريم الشعراوي الذي تناول الكثير من العادات والتقاليد فى أشعاره أن أهم المظاهر التي كادت أن تنقرض بالرغم من استمرار وجودها لدى البعض، وهى التزاور للأهل ولباقي الأسر والعائلات.. حيث كان يتجمع رجال وشباب وأطفال العائلات في المقاعد والدواوين، وكذلك  ظاهرة ركوب الأطفال فى سيارات كارو والمرور على جميع منازل وأهالي البلد للتهنئة بالعيد، وأنها كانت هي الفسحة الوحيدة للأطفال والشباب صغير السن حينئذ.. كذلك المراجيح التي كانت عبارة عن لوح خشب مربوط في حبال، ولكنها أصبحت حاليا ملاهي تعمل بالكهرباء نتيجة لادعاء ما يسمى التحضر.. وجميعها توقف بسبب أزمة كورونا.

 

ويضيف: كان هناك عيد البدو الذي انقرض أيضا، وكان عبارة عن قرية بدوية متكاملة تقام في وادي العريش فى الأعياد، وتمارس فيه كافة طقوس البادية من سباقات الخيل والهجن وعمل اللصيمة والأكلات الشعبية السيناوية، وقد انقرض ذلك فى السنوات الأخيرة.

 

ويحذر من انقراض باقي المظاهر الباقية والتي أوشكت على الانقراض بسبب عدم اهتمام الكبار من جهة، ولتقصيرهم في نقل مظاهر التراث الى الأبناء والأجيال الجديدة من جهة أخرى.. بخلاف كورونا حاليا.

 

ويرى ضرورة الحفاظ على التراث بمظاهره وعاداته وتقاليده، وأن يتم تفعيل لجنة حفظ التراث السابق تشكيلها برئاسة خبير التراث كمال الحلو رئيس جمعية التراث السيناوي التي كان يتبعها متحف التراث السيناوي نظرا لتوقفها.. مشيرا الى أن استمرار العادات والتقاليد وكافة مظاهر التراث الشعبى والحفاظ عليها هي السبيل الوحيد لاستمرار مظاهر الحياة الطبيعية فى سيناء والقضاء على الظروف الصعبة الحالية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز