عادل عبد المحسن
.. وانطلقت الجمهورية الجديدة
وسط عالم يموج بالمحن، تبني مصر مجدها من بطن المحن، كان توقيت افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد 3 يوليو، محطة عدلي منصور المركزية بالمرحلة الثالثة لمترو الأنفاق، وانطلاق القطار الكهربائي الخفيف رمزيًا وموحيًا، بأن يعود كل مصري قليلًا إلى الوراء منذ 9 أعوام مضت، حيث كان مستقبل هذا الوطن على حافة هاوية سحيقة، شبح حرب أهلية يلوح في الأفق، لو لم تنحاز القوات المسلحة المصرية إلى الحشود البشرية الهادرة في الميادين والشوارع.
وتنفذ الإرادة الشعبية، بعزل الرئيس الإخواني محمد مرسي، وتبدأ القيادة السياسية عام 2014 في خوض التحدي، مواجهة الإرهاب والبناء بشكل متزامن يُثير إبهار من يعي مفهوم الدولة، ولا يقيس نجاح النظام السياسي في الدولة على ما يدخل "جيبه" من أموال، فهناك من لا يعرف مفهوم الدولة، ويعيش بمفهوم البداوة مثلما حدث مع طومان باي عندما أرشد عنه رعاة الغنم، لأنه يخوض حرب عصابات ضد العثمانيين، مما يُثير ذعر الغنم، وقتها لم يكن العربان يعنيهم احتلال البلاد من العثمانيين بقدر الحفاظ على أغنامهم، فكانت الأغنام بالنسبة لهم بمثابة الوطن.
مهما يحدث في الوطن من إنجازات، هذا النوع من البشر لن يشعر بشيء، هم في نفس مربع أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، الاختلاف فقط في الأهداف، الإخواني يريد الحصول على السلطة ودونها يشكك في كل شيء، إنما من يعيش بمفهوم البداوة لن يتوقف عن انتقاد كل شيء، لأنه لا تعنيه الدولة في شيء، هو على غرار الأناركيين الذين يرفضون السلطة بكل صورها، حتى لو كانت سلطة أبوية.
في ظل الظروف شديدة التأزم في العالم، تشق مصر طريقها بكل قوة إلى المستقبل، إذ تابعت اليوم، بفخر افتتاح محطة عدلي منصور المركزية في مصر، وإزاحتها المحطة التبادلية الفرنسية، احتلالها موقع أكبر محطة تبادلية في العالم، لتحتل عدلي منصور مكانها، إذ تضم الفرنسية 4 وسائل نقل، بينما تحوي محطة عدلي منصور 7 وسائل نقل بها "مترو أنفاق وقطار كهربائي وسكك حديد وأتوبيس ترددي وسوبر جيت"، بالإضافة إلى أنها تضم- أيضًا- كهربائية، أولها المبنى الرئيسي، والذي بداخله ثلاث وسائل نقل، خط سكك حديد "القاهرة ـ السويس"، والذي كان يبدأ من منطقة عين الشمس، بالإضافة إلى إنشاء محور الفريق "عصار" والفريق "عرابي"، ونقله إلى محطة عدلي منصور لفك منطقة الزحام المروري والكثافة المرورية الموجودة في عين شمس، ثم استخدام مسار السكة الحديد كمحور مرور آخر في منطقة مصر الجديدة.
من يشاهد رحلة القطار الكهربائي ذاتي القيادة، مع انطلاق أولى رحلاته، يرصد إقامة بنيه تحتية تجعل التوسع العمراني شرقًا يمتد لأكثر من مئتي عام، هكذا تبني الأمم العظيمة أمجادها.
تبني مصر مجدها في وقت يعيش العالم أزمات تضخم عاتية، جراء جائحة فيروس كورونا المستجد" كوفيد ـ 19"، ولم يكد تنفك قبضته على الاقتصاد العالمي، حتى اندلعت الحرب الروسية- الأوكرانية، ودخل العالم في متاهة جديدة، ومصر ليس ببعيد عن هذه الأزمات، والمُطلع على الأحوال الاقتصادية في العالم يفتري على الله كذبًا، ضد النظام السياسي القائم في مصر عندما يدعي سوء الحال، وكأنه الأزمة مصرية متجاهلًا ما يحدث في العالم عن سوء قصد أو جهل.