عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مؤتمر المناخ في مصر أنشطة رئاسية
البنك الاهلي

نص كلمة الرئيس في الدورة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين

كلمة الرئيس في الدورة الثالثة من منتدى أسوان
كلمة الرئيس في الدورة الثالثة من منتدى أسوان

ننشر نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية،  في الدورة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين.



 

 

وإلي نص الكلمة

 

السيدات والسادة،

الحضور الكريم،

إنه لمن دواعي سروري أن أرحب بكم في الدورة الثالثة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين، تلك المنصة الإفريقية التي تثبت يوماً بعد يوم، منذ إطلاقها خلال رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي في عام 2019، أنها محفل إفريقي فعّال وجامع نناقش فيه سوياً مختلف التهديدات والتحديات التي تواجه القارة، ونسعى من خلاله إلى بلورة رؤى مشتركة توثق العلاقة بين السلام والتنمية المستدامة، وتعزز التعاون فيما بيننا ومع مختلف الشركاء الدوليين.  

 

ينعقد المنتدى هذا العام في توقيت بالغ الدقة، يعاني فيه المجتمع الدولي من توترات متزايدة لها عواقب بعيدة المدى على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية، والتي تنعكس آثارها كذلك على بلداننا الإفريقية، لاسيما على الأمن الغذائي وأمن الطاقة، لتضاف بذلك إلى جملة التداعيات الصحية والاجتماعية والاقتصادية الناتجة عن جائحة كورونا، والتي ما تزال دولنا تعاني من آثارها السلبية، الأمر الذي يضع على عاتقنا مسؤولية تضافر الجهود المشتركة لمجابهة هذه التحديات وتعزيز قدرتنا على الصمود للعبور بقارتنا إلى بر الأمان.

وأود في هذا السياق، تسليط الضوء بشكل خاص على أزمة الغذاء التي تشهدها القارة الإفريقية حالياً لما قد تحدثه من تداعيات خطيرة على سلامة واستقرار مجتمعاتنا، الأمر الذي يتطلب اتخاذ حزمة من التدابير العاجلة والفعالة بالتنسيق مع الشركاء الدوليين والمجتمع الدولي لدعم الدول الإفريقية في احتواء آثارها، وذلك من خلال تنويع مصادر الغذاء وتأمين سلاسل الإمداد لدول القارة، إضافة إلى اتخاذ إجراءات مستدامة للحفاظ على الأمن الغذائي من خلال إتاحة التكنولوجيا المتطورة في مجال الزراعة للدول الإفريقية، فضلاً عن تكثيف جهودنا من أجل زيادة إنتاجنا من المحاصيل الزراعية سعياً للوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي. وإن تركيز موضوع هذا العام بالاتحاد الإفريقي على "زيادة القدرة على الصمود في مجال الغذاء والأمن الغذائي" إنما يعكس مدى الاهتمام الذي توليه دولنا لتحديات الأمن الغذائي، ويضعنا أمام مسؤولية توفير الغذاء لسكان قارتنا الإفريقية في ظل تحديات متصلة بالشح المائي، وارتفاع الاسعار، وهو ما يتطلب منا إيجاد حلول سريعة لتجاوز تلك الأزمة العالمية.

 

السيدات والسادة،

إنه من الضروري كذلك في خضم تلك الأزمات المتوالية، ألا ننسى التحديات الأخرى التي مازلنا نواجهها في قارتنا، وفى مقدمتها استقرار حالة السلم والأمن، وتحقيق التنمية المستدامة التي نتطلع إليها، فضلاً عن حماية دولنا ومجتمعاتنا الإفريقية من انتشار الإرهاب وما يرتبط به من ظواهر، لعل أخطرها تهريب وانتشار السلاح وتعاظم الجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية.

إن تلك التحديات تدفعنا لتعزيز التكاتف الإفريقي المشترك عبر عدد من المبادرات التي تهدف إلى إيجاد حلول فعالة ومُبتكرة تُتيح لنا تجاوز صعوبة الظروف الحالية، والتي ينبغي علينا المضي قدماً نحو وضعها موضع التنفيذ عبر آليات فعالة وأهداف طموحة تحقق تطلعات شعوب القارة. وفى هذا الإطار، حرصت مصر على إنشاء مركز الساحل والصحراء لمكافحة الإرهاب، وذلك لخدمة شعوب المنطقة لمواجهة التبعات السلبية لهذه الظاهرة، كما تسعى لبناء قدرات المؤسسات الإفريقية في المناطق المتضررة، خاصة منطقة الساحل من خلال تقديم الدورات التدريبية للقوات المشاركة في بعثات حفظ السلام الإفريقية، وذلك بالإضافة إلى إطلاق مصر مركز الاتحاد الإفريقي لإعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات للقيام بدور فعال لإعداد البرامج والأنشطة اللازمة لدعم الدول الخارجة من النزاعات وتكريس الاستقرار والأمن والتنمية بها، والحيلولة دون عودتها لمرحلة الصراع مجدداً.

 

السيدات والسادة،

يتزامن انعقاد النسخة الثالثة من المنتدى مع قرب استضافة مصر للدورة السابعة والعشرين لقمة المناخ العالمية بشرم الشيخ، حيث ستمثل مناقشاتكم خلال اليومين القادمين فرصة هامة لتسليط الضوء على الدور الذي يضطلع به تغير المناخ في مضاعفة تحديات السلم والأمن في إفريقيا، لاسيما أن قارتنا تعد الأكثر عرضة لآثاره السلبية، خاصةً فيما يتعلق بمشكلات التصحر وندرة المياه والموارد الطبيعية، وما يرتبط بذلك من تقويض لجهود التنمية، إضافة إلى العواقب الخاصة باستغلال الجماعات الإرهابية للسيطرة على موارد القارة، الأمر الذي يتطلب الإسراع في تنفيذ التعهدات والالتزامات الدولية تجاه قارتنا الخاصة بالتكيف مع الآثار السلبية لتغير المناخ ومضاعفة التمويل الدولي المخصص له، وتعزيز القدرة على الصمود والتي من شأنها أن تسهم بشكل مباشر وفعال في جهود بناء السلام وضمان استدامته.

 

السيدات والسادة،

لعل انعقاد منتدى أسوان هذا العام يوفر فرصة هامة للاستمرار في إيصال صوت القارة الإفريقية إلى جميع الشركاء والفاعلين على الصعيد الدولي، والدفع نحو أن تظل قضاياها تحتل مرتبة متقدمة على سلم أولويات المجتمع الدولي في توقيت دولي بالغ التعقيد تتبدل فيه الأولويات والانشغالات ارتباطاً بالمتغيرات المتلاحقة الذي يشهدها واقعنا اليوم والذي لا ينبغي أن يتراجع فيه الاهتمام بقضايا قارتنا وضرورة التكاتف من أجل أن تظل حاضرة على مختلف الأصعدة الدولية

ولا يفوتني كذلك التأكيد على أن تعزيز دور المرأة في السلم والأمن في إفريقيا فضلاً عن الاستفادة من طاقات الشباب ورؤاهم نحو صنع مستقبل دولنا يظل ركيزة أساسية ينبغي التمسك بها في مجابهة الأزمات المتلاحقة والتحديات المتشابكة، فهم أكثر الفئات تأثراً بها، والأقدر على دعم استراتيجياتنا للأمن والاستقرار اللازمين لتحقيق التنمية المستدامة.

 

وختاماً،

فإنه على الرغم من الجهد الحقيقي المبذول والإنجازات التي حققناها سوياً في إفريقيا خلال الفترة الماضية، إلا أن الظروف الاستثنائية التي يشهدها عالمنا اليوم تظل تؤكد على أن الطريق ما يزال طويلاً لتحقيق آمال شعوبنا، وهو ما يتطلب منا جميعاً التكاتف، ومواصلة العمل دون كلل مع التحلي بالمسؤولية وبعزيمة صلبة لا نحيد بها عن الهدف، وإيمان راسخ بأننا قادرون سوياً على تخطي تلك الصعاب نحو مستقبل أفضل لقارتنا الإفريقية.

وإنني على ثقة في أن مداولاتكم خلال أعمال المنتدى سوف تشكل إسهاماً رفيعاً ومقدراً نحو صياغة وبلورة رؤى محددة تعزز جهودنا المشتركة وتضيء الطريق نحو مستقبل أفضل للجميع، معرباً عن تطلعي إلى نتائج تلك المداولات عقب انتهاء أعمال المنتدى.

وشكراً على حسن الاستماع.

وكانت قد انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، فعاليات منتدى أسوان للسلام والتنمية فى نسخته الثالثة بالقاهرة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك تحت عنوان "إفريقيا فى عصر من المخاطر المتتالية وقابلية التأثر المناخى: مسارات لقارة سلمية قادرة على الصمود، ومستدامة".

وتعد النسخة الثالثة من المنتدى – والتي من المقرر ان تستمر لمدة يومين - محطة هامة على طريق انعقاد مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ COP27 بشرم الشيخ في نوفمبر القادم.

 

ويناقش المنتدى، المخاطر المتتالية وتداعياتها على السلم والأمن فى إفريقيا "نزاعات مسلحة، الإرهاب، الأمن الغذائى، تغير المناخ"، تداعيات تغير المناخ على السلم والأمن والتنمية فى إفريقيا بما يشمل الترابط بين التكيف مع تغير المناخ وبناء السلام وتداخل تغير المناخ مع الأمن الغذائى والمائى والعلاقة بين النزوح وتغير المناخ فى إفريقيا؛ تبنى نهج شامل لمكافحة الإرهاب؛ دور المرأة فى تعزيز القدرة على الصمود؛ تمويل السلام والتنمية المستدامين، بناء المؤسسات الوطنية فى ظل المخاطر المتتالية؛ جهود نشر ثقافة السلام من خلال توظيف التراث والفنون؛ ودور الشباب الإفريقى فى تعزيز القدرة على الصمود وتحقيق السلام والتنمية المستدامين خاصة فى مواجهة تغير المناخ.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز