الرئيس الأوكراني لـ"فاينانشيال تايمز": أي حرب يجب أن تنتهي على طاولة المفاوضات
وكالات
قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن حالة الجمود في المفاوضات في خضم استمرار العملية العسكرية الروسية، ليست خيارًا بالنسبة للجانب الأوكراني، مجددًا دعوته للدول الأوروبية إلى تقديم الدعم العسكري البلاده من أجل استعادة وحدة الأراضي الأوكرانية مجددًا. وفي مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية اليوم الثلاثاء، قال زيلينسكي: "أوكرانيا لا تملك العتاد العسكري الذي تمتلكه روسيا، وبالتالي فنحن غير قادرين على إحراز أي تقدم ضد الجانب الروسي، بل نتكبد المزيد من الخسائر كل يوم... إن الحفاظ على العنصر البشري وعدم التضحية بالجنود على رأس أولويتي في الوقت الراهن".
وشدد على أن القوت المسلحة الأوكرانية تسعى في الوقت الراهن إلى استعادة المواقع التي سيطرت عليها القوات المسلحة الروسية إبان حملتها العسكرية للبلاد في 24 فبراير الماضي، وهذا سيكون بمثابة "الانتصار المؤقت لأوكرانيا، بيد أننا نسعى إلى بسط السيادة الكاملة على أراضينا في نهاية المطاف".
وتابع بالقول: "مع تحول الحرب إلى مرحلة استنزاف، وخاصة في منطقة دونباس الشرقية، وهي النقطة المحورية للحرب القائمة، حيث استخدمت روسيا قوتها المدفعية المتفوقة ضد القوات الأوكرانية، وتحقيقها مكاسب إقليمية إضافية، فإن الجيش الأوكراني قد يسقط منه ما يصل إلى 100 جندي في اليوم الواحد".
وبحسب الصحيفة، طلب المسؤولون الأوكرانيون مرارًا وتكرارًا من الشركاء الغربيين سرعة دعم كييف بأسلحة ثقيلة وطويلة المدى؛ لكي يتمكن الجيش الأوكراني من الحيلولة دون تقدم القوات الروسية في الأراضي الأوكرانية، بيد أن الجانب الأوكراني أعرب عن انزعاجه من بطء وتيرة إرسال الأسلحة الغربية، إلى جانب الخوف المستمر من بعض الدول من إثارة حفيظة الروس حال دعمهم للجانب الأوكراني.
وأكد الرئيس الأوكراني، في حواره، ضرورة تحقيق النصر في ساحة المعركة"، لكنه أصر أيضًا على أنه "منفتح على محادثات السلام على الرغم من الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية خلال هجومها المستمر منذ أكثر من 100 يوم. واستطرد بالقول "أي حرب يجب أن تنتهي على طاولة المفاوضات، يجب أن تكون مفاوضات السلام وجهاً لوجه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأنه لم يكن هناك أي شخص آخر نتحدث معه سوى الزعيم الروسي".
وانتقد الرئيس الأوكراني ما اعتبره محاولات من بعض الحلفاء الغربيين لاستكشاف شروط وقف إطلاق النار دون إشراك كييف، قائلًا: "نحن بحاجة إلى مصلحة ثابتة من الغرب، والدعم الغربي لسيادة أوكرانيا، لا يمكن أن تكون هناك محادثات من وراء ظهر أوكرانيا في أي وقت".
كما اعترض زيلينسكي على دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للغرب إلى "عدم إذلال روسيا وترك مجال أمام الدبلوماسية لحل الأزمة الأوكرانية"، قائلًا إن "ماكرون كان يعلم جيدًا إخفاق روسيا في تنفيذ اتفاقيات السلام السابقة بموجب ما يسمى باتفاقية مينسك التي فشلت في إنهاء القتال في دونباس منذ 2014". وعلى النقيض من ذلك، أعرب الرئيس الأوكراني عن سعادته بنجاة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من تصويت حجب الثقة من قبل نواب حزب المحافظين أمس الاثنين، مشددًا على أن بلاده كادت أن تفقد "حليفًا مهمًا للغاية".
وحول العقوبات الغربية، قال زيلينسكي: "إن بعض العقوبات الغربية قد وجهت بالفعل ضربة قاسية للاقتصاد الروسي، إلا أنها لم تؤثر حقًا على الموقف الروسي". وحذر الرئيس الأوكراني من أن الحكومة الروسية تحاول دومًا البحث عن سبل للالتفاف على العقوبات الغربية.
كما أشار زيلينسكي إلى أن بعض الحكومات الغربية قد سئمت بالفعل من التداعيات الاقتصادية للعقوبات على روسيا على اقتصادها، ولذلك تحاول بعض الحكومات بالفعل إيجاد طرق بديلة للتخفيف من وطأة تلك العقوبات لحماية مصالحها التجارية. واختتم الرئيس الأوكراني حواره بالقول إنه "يأمل أن تستمر الروح الوطنية نفسها للشعب الأوكراني، والتي أشعلها الهجوم الروسي ضد بلادنا؛ لأن بمجرد انتهاء الحرب ستمنحنا تلك الروح فرصة لاستعادة بلادنا بل وستمنحنا فرصة لنصبح أمة عظيمة".