ابنة"الشرقية".. "مي نادر" تحصد 40 ميدالية في رفع الأثقال وألعاب القوى
الشرقية_ مي الإزمازي
استطاعت بإرادتها وعزيمتها وقدرتها، أن ترسم طريقًا مُزينًا بالتفوق العلمي والبطولات الرياضية لإيمانها بأن الإعاقة بالجسد وليس العقل، تجاهلت نظرات المارة وأحاديث المتنمرين تقبلت نفسها كما هي، وخلف كل هذا توجد "أم" بطلة تدعمها بكل ما أوتيت من قوه عملت علي تكوين شخصيتها ورافقتها خلال مسيرتها الحياتية خطوة تلو الأخري حتي صنعت بطلة جمهورية من ذوي القدرات الخاصة.
البطلة مي نادر محمد رجب، 24 عامًا، حاصلة علي بكالوريوس تربية نوعية من جامعة الزقازيق، وطالبة بالماجستير قسم "الإعاقة العقلية"، وتعمل برعاية الشباب بكلية علوم ذوي الإعاقة، وبطلة الجمهورية في رفع الأثقال وألعاب القوي"رمح وجلة" بنادي المصرية للاتصالات بالقاهرة.
ولدت “مي” ولادة مبكرة"، مما أثر علي جهازها الحركي، وبدأت مرحلة العلاج منذ كانت في الخامسة من عمرها، والتحقت بحضانة لذوي القدرات الخاصة لكي تندمج وسط الأطفال، وخضعت لعدة عمليات وجلسات علاج طبيعي وتخاطب لمساعدتها علي تأهيلها نفسيًا ومعنويًا، وتدرجت في المراحل الدراسية بتفوق منتظم بجانب حصولها في العديد من البطولات علي مراكز متقدمة.
واصلت مسيرتها العلمية والدراسيه معًا، تغلبت علي العديد من العقبات التي كادت أن تهزمها تلاشت كل أنواع التنمر التي تعرضت له حتي أصبحت لا تشعر به.
وحصدت البطلة 40 ميدالية ما بين ذهبية وفضية في بطولات علي مستوي الجامعة والجمهورية بمراكز متقدمة في رياضات رفع الأثقال وألعاب القوي، كما صُنفت من قبل جامعة الزقازيق بالطالبة المتفوقه "أخلاقيًا ودراسيًا ورياضيًا"، فضلاً عن حصولها علي تقدير تراكمي خلال المرحلة الجامعية "جيد جداً"، كما حصلت علي عدة دورات تدريبية منها "التنمية البشرية و ICDL".
السيدة جيهان مأمون والدة بطلة الجمهورية، في رفع الأثقال وألعاب القوي، أنها خاضت معها كافة التجارب الحياتية، وتقوم معها بجميع الأدوار منذ نعومة أظافرها، هي الأم والصديقه والممرضة والمعلمة والمدربة برفقتها طوال الوقت داخل المنزل وخارجه والمساندة والداعمة لها.
وأشارت والدة بطلة الجمهورية، خلال حديثها لـ"بوابة روزاليوسف"، إلي موقف أمامها لشخص من ذوي القدرات جعلها تشعر أن الأشخاص المحيطين بهذه الفئة من ذوي الهمم يفتقرون لثقافة التعامل معهم، ما دفعها للالتحاق بكلية الحقوق من أجل معرفة حقوقهم والدفاع عنها، فكانت بمثابة لسان لكل فرد منهم تقف بجانبهم وتدافع عن حقوقهم وتتحدث بالأدلة بمواد نص القانون.
ولفتت السيدة جيهان مأمون، إلي أنها ساندت إبنتها في مواجهة المتنمرين فعملت علي تأهيلها ودعمها نفسيًا ومعنويًا وغرست داخلها الثقه بالنفس لتخطي كل أنواع التنمر اللفظي والنفسي والاجتماعي وغيره، حسبما توصف أن إبنتها كانت ترد عليهم بتفوقها وإنجازاتها، وأنها كانت تجتهد وتعمل علي تحسين وبناء شخصية سوية قوية لديها من العزيمة والإرادة والتحدي والإصرار القدرة علي مواجهة كافة صعوبات الحياة.
كما حرصت علي الحصول أيضًا علي من الدورات التدريبية الرياضية التي جعلتها تتمكن من مساعدة ابنتها في تدريباتها وتأهيلها للبطولات.
وتحلم مي نادر محمد رجب، بطلة الجمهورية في رفع الأثقال وألعاب القوي، أن تصبح دكتورة جامعية، وأن تشترك يومًا ببطولة عالمية أو تكون حكمًا دوليًا.