عاجل
السبت 1 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
رمضان زمان
البنك الاهلي

  مدفع الإفطار.. اسمه الحاجة فاطمة

نشرت الكاتبة الكبيرة سامية عطا الله، تقريرًا طريفًا في مجلة “روزاليوسف”، منذ أكثر من 50 عامًا، هذه الواقعة تتمثل في إطلاق مدفع الإفطار في رمضان طوال الشهر الكريم، حيث يعد رمضان هو شهر العمل الوحيد بالنسبة لضابط برتبة رائد وأربعة جنود من قوة مطافئ القاهرة، بعد انتهاء الشهر تنقل “الحاجة" فاطمة- وهو اسم أقدم مدفع إفطار– إلى مركز تدريب الإطفاء بالوايلي ويعود الضابط وجنوده الأربعة إلى إدارة مطافئ القاهرة.



 

في اليوم الأول من رمضان بالإذاعة، يقوم مهندس، توصيل المدفع– بسلك تليفوني خاص- بدار الإذاعة، يفتح يوميًا على إطلاق المدفع بثوان.

كل ما في الحكاية، ليس طلقة المدفع، المهم هو حكاية «الحاجة فاطمة» نفسها، متى دخلت مصر؟!

وطلقة مدفع الإفطار، تكمل هذا العام 457 رمضانًا، في جو القاهرة ملايين وملايين، استمعوا إلى طلقاته، وأفطروا وصاموا بناء على مواعيده، لكن أحدًا منهم لم يسأل نفسه: لماذا مدفع الإفطار بالذات؟

 

تقليد عثماني

 

البداية قديمة جدًا، بعد مجيء عمرو بن العاص مصر كان سكان الفسطاط، يفطرون على صوت الأذان، في القرن السادس عشر الميلادي، كبرت القاهرة وتاه صوت المؤذن وسط ضجيج الحياة المتطورة، اتسعت المدينة الصغيرة وكثر عدد سكانها، وأصبح أذان المغرب عاجزا عن شق طريقه إلى آذان الصائمين.

 

في تلك الفترة، دخل مدفع الإفطار مصر كتقليد عثماني الشكل والتنفيذ، من الصعب العثور على أول يوم “للحاجة فاطمة” في مصر، لكن كتب التاريح تحدثنا عن مدفع الإفطار الذي كان ينقل إلى القلعة في احتفال ضخم قبل رمضان بيومين.

 

الطريف أن مدفع الإفطار كان يتبع سلاح المدفعية بالجيش المصري، بعد أن كثر استعماله وطالت مدته، أصبح حدوث حرائق فيه، أمرًا مألوفًا، واضطرت إدارة مطافئ القاهرة أن تعين جندي إطفاء بجوار المدفع.

 

وبمرو السنوات، وبطريقة مكتبية ملتوية، وبقدرة قادر انتقلت إدارة المدفع إلى مطافئ القاهرة، رغم أن أحدا لا يملك تفسيرا لهذا حتى الآن.

 

في القاهرة الآن “5 مدافع إفطار” موزعة بين مصر الجديدة، العباسية، حلوان، وفي القلعة مدفعان، هو «الحاجة فاطمة» ومدفع احتياطي، “الحاجة فاطمة” أقدم مدفع في مصر.

 

وهو من ماركة “كروب” اشترته مصر ضمن صفقة مدافع سنة 1873 يبلغ من العمر هذا العام 101 سنة، وزنه نصف طن، طول ماسورته 15 مترا سعته 9 بوصة.

 

«الحاجة فاطمة». سافرت خارج مصر 3 مرات، السفر لم يكن للنزهة أو السياحة، إنما للاشتراك في ثلاث حروب. في الحروب الثلاث كانت مدفعًا ضمن مدافع الجيش، لم يكن له ميزة.. بعد أن تحولت إلى مدافع للإفطار أصبحت تربطها علاقة خاصة بمن يعمل معها، ومن هنا جاء الاسم، فالجنود الأربعة، الذين يعملون عليها، تعودا تدليلها. والعبث معها، والضحك من نوادرها، اختيار «الحاجة فاطمة» لم يكن له هدف غير التدليل، على طول عمرها.

 

ميزانية المدفع

طلقة المدفع ثمنها جنيه، يقوم على العمل بها 4 جنود، راتب الواحد منهم 20 جنيهًا في الشهر. وبالإضافة إلى مدفع، بحسبة بسيطة نجد أن طلقات مدفع الإفطار تتكلف وحدها حوالي 3 آلاف جنيه في السنة.

 

القاهرة، الآن، اتسعت، مدفع الإفطار أنشئ من أجل قاهرة، كان يحدها باب زويلة، وباب النصر وباب الفتوح، وباب الخلق وباب زويلة، والصائمون يسمون المدفع من الراديو، فما مبرر الإبقاء على هذه العادة العثمانية؟! السؤال الأكثر غرابة، والذي لا يجد إجابة عليه، مهما حاولنا البحث والتنقيب، هو:

 

لماذا يتبع مدفع الإفطار إدارة المطافئ؟

صاحب السؤال هو المقدم نبيل حسين فرج، قائد مطافئ القاهرة ويقول: القاهرة وطوكيو من أكثر مدن العالم ارتفاعًا فى معدلات الحرائق، يحدث بها- يوميا- من 15 إلى 20 حريقا، وحريقان كبيران ويستغرق إطفاء الواحد منهما أكثر من 9 ساعات، في رمضان أنا مطالب بتوفير 40 جنديًا وضابطين لمدافع الإفطار. يضاف إلى هذا أن المدافع كلها قديمة جدا، ومستهلكة، واحتمالات حوادثها كثيرة، أما الجنود الذين يقومون بضرب المدافع فينقرضون عامًا بعد عام. عمومًا، عندي اقتراح، أن يتم تسجيل صوت المدفع، على أن يذاع في أوقات الإفطار والإمساك المحددة.

بقي أن نعرف أن الجميع أنهم لا يتقاضون أي أجر إضافي نظير القيام بهذا العمل. وبسؤالهم عن السبب: جاء ردهم الوحيد: رمضان كريم!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز