

محمد هاشم
على أعتابنا تتحطم الأمم.. شعبنا قال كلمته
يخطئ من يشكك في عزيمة المصريين وحبهم لوطنهم وصلابتهم على أرضهم وقوة عزيمتهم، فقد خرجت الجموع الغفيرة أمس إلى معبر رفح تعبر عن رأيهم، لا تهجير للفلسطينيين.. لا لتصفية القضية.. لا لظلم الأشقاء، قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي مرارا وتكرارا.. مصر لن تشارك في ظلم الأشقاء. فمصر على مدار مسيرتها كانت أكبر الداعمين للقضية الفلسطينية.
الجموع الحاشدة بعثت برسالة قوية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وللعالم أجمع أننا أمة مصرية قوية متحدة، تعرف ما لها وما عليها، نحن دولة ذات سيادة وعراقة ونحن أقدم شعوب الأرض أصحاب أول دولة عرفتها البشرية، حضارتنا وأهرامنا تتحدث عنا، فبنينا وعلونا، فما علانا من بانٍ.
حقا نحن شعب بناء يبني الحضارات، لم يعرف الهدم لم نعتدِ على أمة، تاريخنا يقول ذلك، حكمنا العالم في عهد رمسيس الثاني.
وعلى أعتابنا تحطمت الأمم الغازية والقوى الغاشمة، والتي كانت لا تقهر.
ففي عهد أحمس، الملك الصغير الكبير، في طيبة جنوب مصر قاد المصريون وطرد الهكسوس، هذه القبائل التي أتت من جنوب شرق آسيا، مستخدما في ذلك سيوفا فولاذية قصيرة ثقيلة صنعت بأيادٍ مصرية وبعربات حربية دحرت قوى الهكسوس.
وعلى صخور كرامتنا تحطمت همجية التتار تلك القوى الغاشمة التي أبادت الأمم ودمروا الخلافة العباسية وقتلوا الخليفة وردموا نهر دجلة بكتب مكتبة بغداد وتلونت المياه بلون الحبر والدماء، وعندما أرادوا أن يجتازوا مصر تحطموا على يد شعبنا العظيم، جمع السلطان قطز المصريين وجهز الجيش وجمع الأموال بفتوى الشيخ العز بن عبدالسلام وهزم التتار أشر هزيمة في عين جالوت وقتل قائدهم كتبغا، ولم تكن دولتنا في تلك الأوقات في أفضل حال ولكنها عزيمة المصريين يا سادة.
وفي حطين قاد صلاح الدين المصريين وقضى على الحملات الصليبية وحرر بيت المقدس واستطاع المصريون هزيمة الغرب وأسر الملك لويس التاسع في المنصورة.. تاريخنا يقول: على أعتابنا تتحطم الأمم.
وملحمة الإسماعيلية ودحر الإنجليز على يد الشرطة، وخلع الجنرال إكسهام القبعة وتقديم التحية العسكرية للشرطة البواسل، وقال: قاتلوا بشرف رغم فرق العدة والعتاد، وملحمة العبور في 73 ومعجزة خط برليف خير دليل، تاريخنا يقول ذلك ولست أنا.
وبالصدق أقول: شعوب العالم ليسوا كشعبنا ورجالهم ليسوا كرجالنا ونساؤهم لسن كنسائنا وأطفالهم ليسوا كأطفالنا، فمن يسوي الدر بالأصداف؟ لدينا جينات خاصة ودماء فرعونية زكية، هذه هبة لهذا الشعب العظيم ولهذا البلد الكريم، وتجلي الإله في الطور يكفي لك عزًا يا مصر في الأكوان.
فقولي وريشتي حاولت أن تقول ولكن دائما تعجز مصر الريشة واللسان.
نعم شعبنا محب لشعوب العالم يحترم الثقافات ويقدر الاختلاف ويؤمن بالتعددية، استقبلنا الأشقاء السوريين والسودانيين، ونستقبل السائحين من جميع أنحاء العالم ونقدرهم، ضيوفًا معززين مكرمين، ولكن تستفزنا التصريحات المعادية التي تجور على حقوقنا.
في الحقيقة أثارت التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب حفيظة المصريين وأثارت غضبنا جميعًا، بسياسة تخبطية، فتارة يغازل المكسيك، وفي أخرى يستفز بنما بضم قناتها، وثالثة مع مجموعة البريكس، وتصريحات أخرى وليست أخيرة بتهجير أهل غزة، ووصلت خلافاته مع حلفائه في الاتحاد الأوروبي، وليس بهذا تساس الأمور، فالشعوب تساس بالمداراة ولين الجانب وليس بالصلف والتهديد.
وطالعت، وأنا أكتب هذه السطور، اتصال الرئيس الأمريكي ترامب بالرئيس السيسي في بادرة خير، تنم عن عمق العلاقات القوية بين البلدين.
وأقول للرئيس الأمريكي ترامب: شعبنا عنيد وعزيمتنا قوية ونحن أقدم شعوب الأرض، لا تنسق وراء الحكومة الصهيونية اليمينية المتطرفة، وأعيذها نظرات منك صائبة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم، وما انتفاع أخي الدنيا بناظره إذا استوت عنده الأنوار والظلم.