قبل المدفع (٦).. جياني إنفانتينو.. رئيس إمبراطورية فيفا في زمن المليارات
وائل سامى
جياني إنفانتينو رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم التاسع، هو رجل أعمال سويسري- إيطالي ولد في يوم 23 مارس 1970 في بلدة بريغ غيليس في سويسرا، انتخب في 26 فبراير 2016 ليشغل منصب رئيس فيفا وكان يشغل منصب السكرتير العام للاتحاد الأوروبي لكرة القدم. ترشح في سنة 2016 لمنصب رئيس الاتحاد العالمي لكرة القدم.
وتشير معظم الدراسات إلى أن كرة القدم باتت ثالث أكبر اقتصاد في العالم، بعدما أصبحت ميزانية الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” تفوق ميزانيات عشرات الدول، حيث أصبحت كرة القدم أكبر من رياضة، وتحولت إلى استثمار، وصناعة كبرى، تجذب الدول والمستثمرين والتجار والشركات الكبرى حول العالم. وهو ما نقل فيفا من مجرد مؤسسة رياضية إلى شركة متعددة الجنسيات وامبراطورية مالية ومؤسساتية عظمى تنمو في العالم بفعل استثماراتها الفلكية.
“فيفا” التي تأسست في مايو 1904 في باريس، ويقع مقرها بمدينة زيورخ في سويسرا، وتضم 211 من اتحادات كرة القدم في العالم.. ازداد حجم ميزانيتها الى أكثر من 10 أضعاف حجمها للفترة الممتدة من 1995 إلى 1999 والذي كان 257 مليون دولار، وسجّلت فيفا عائدات بلغت 5,718 مليار دولار بين عامي 2011 و2014، وبلغ الاحتياطي النقدي لديه نحو 1,523 مليار دولار.
شهد عام 2014 الذي أقيمت فيه كأس العالم في البرازيل، تسجيل عائدات بلغت 2,069 مليار دولار، ما يعادل نحو ضعف عائدات كأس العالم السابقة التي أقيمت عام 2010 في جنوب إفريقيا والتي بلغت 1,291 مليار دولار.
وبلغت ميزانية فيفا للفترة الممتدة من 2015 الى 2018 حوالي 5 مليارات دولار، وحقق الاتحاد خلال هذه الفترة إيرادات بقيمة 2,3 مليار دولار من التسويق وتذاكر المباريات، و2,7 مليار دولار من بيع حقوق البث التلفزيوني للبطولات التي ينظمها الاتحاد.
تزيد ميزانية فيفا عن ميزانيات عشرات من الدول حول العالم، وتشكل بطولة كأس العالم التي تنظم مرة كل أربعة أعوام، الغالبية العظمى من إيرادات “فيفا”، حيث يوفر المونديال عائدات بأكثر من أربعة مليارات دولار، معظمها من حقوق البث التلفزيوني، وحقوق التسويق والتذاكر، في المقابل، تبلغ تكاليف إقامة المونديال نحو ملياري دولار.
يعيد الاتحاد الدولي توزيع أرباحه على المنتخبات المشاركة في كأس العالم، والأندية التي تستغني عن لاعبيها لخوض غمارها ضمن فرق بلادهم القومية، ويعيد استثمار جزء كبير في تطوير كرة القدم من خلال المنح إلى الاتحادات الوطنية. ولا تشمل تكاليف استضافة المونديال المبالغ المتعلقة ببناء الملاعب وغيرها من البنى التحتية التي يتكفل بها البلد المضيف، فالأمر يتعلق بالتكاليف التنظيمية.
وفيما بلغت تكلفة كأس العالم 2014 في البرازيل 2.22 مليار دولار، بينما تبلغ التوقعات لمونديال روسيا 1.94 مليار دولار، بحسب التقرير المالي للفيفا.
وفقا لصحيفة فاينانشال تايمز، يريد رئيس “فيفا” جياني إنفانتينو مشروعًا بقيمة 25 مليار دولار لإحداث ثورة في عالم كرة القدم لتغيير وجه هذه الرياضة الأكثر شعبية. يرغب إنفانتينو في إصلاح كأس العالم للأندية وجعله منافسة كبرى، من خلال الجمع بين اللجنة التنفيذية للفيفا لتأسيس عقد مع “كونسورتيوم دولي”.
ووفقا لفاينانشيال تايمز، سيتألف الائتلاف من المستثمرين الصينيين والسعوديين واليابانيين (سوفت بانك) الذين تعهدوا بضخ 25 مليار دولار في مسابقتين: كأس العالم للأندية بشكل جديد ورابطة الأم (أو كأس العالم للقارات). ستملك فيفا 51٪ من أسهمها في إدارة المسابقتين. فيما يمتلك الكونسورتيوم نسبة الـ49٪ المتبقية. ووفقا لبيانات إنفانتينو التي نقلتها الصحيفة، فإن الكونسورتيوم سيكون “من بين أقوى المستثمرين في العالم”.
ويقترح الكونسورتيوم توسيع مسابقة كأس العالم للأندية التي تجمع اليوم سبعة فرق حول العالم إلى 24 فريقًا كل أربع سنوات، من المتوقع أن يستثمر الكونسورتيوم 12 مليارًا. سيتم تقسيم 1.9 مليار دولار بين جميع المشاركين وفقا لنتائجهم. هذه الجائزة المالية تفوق حصة رابطة أبطال أوروبا التي تبلغ قيمتها 1.5 مليار دولار هذا العام.