عاجل
السبت 1 فبراير 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
رمضان زمان
البنك الاهلي

عجوز هو الذي يقول إن رمضان كان زمان

الفن والليل في رمضان من 50 سنة

الحسين في الخمسينات
الحسين في الخمسينات

أعد الكاتب الصحفي، حسن فؤاد، تقريرًا منذ 50 عامًا في مجلة روزاليوسف"، تحت عنوان " الفن والليل في رمضان، قال: إذا كنت قد عشت في حواري القاهرة الفاطمية، في الحسين ومصر القديمة، والقلعة، وقايتباى، والموسكى فأنت ولا ريب عرفت في طفولتك ذلك العصر السحري القديم لسهرات رمضان، أيام أن كان مؤذن الحي هو الصوت الذي ننتظره بفارغ الصبر حتى ننهال على الأكل، وأيام أن كان مدفع الإفطار العجوز يعلن موعد الفطار والسحور بصوت ضعيف وأن، وكأنه ضربات قلب الصائم، وأيام الفوانيس، والمسحراتى، والبخور، وسمار الليالي في البيوت والحارات.



 

زمان، أيام زمان!

هل فقدت طلاوتها حقًا هذه الأيام؟!

إن هذا الحديث تسمعه من كل الذين جاوزوا سن الثلاثين، ربما لأنهم التفوا في ليالي رمضان أول لقاء لهم بعالم الفن ممثلا في السامر، والفوانيس، والحكايات والاستماع المتمهل لبلاغة القرآن وإعجازه، وفي سهرات الليل في الحوارى، والمقاهي حتى موعد السحور، لأنه في تلك الأيام البعيدة لم تكن وسائل الثقافة العصرية قد تزاحمت على الناس بمثل ما هي عليه الآن، لم تعد كلمات مسحراتى شعبي واحد تكفي القاهرة، ولم يعد المقرئ وقفا على عائلة كبيرة أو بلدة من البلاد، وأصبح في إمكان الناس أن يديروا زر ا صغيرا فيحملهم إلى عالم من القراءات والأحاديث والمسرحيات والأفلام على أكثر من عشر محطات وقنوات في الإذاعة أو التليفزيون، حتى فنون رمضان تطورت وتغيرت بمواهب عشرات المؤلفين والملحنين.

 

وبالتالي كان لابد أن تتوارى في الحواري الصغيرة والكفور البعيدة بعض آثار احتفالات الماضي مثلما تتوارى بعض واجهات البيوت الأرابيسك القديمة وراء العمارات الحديثة.

 

حتى الفانوس التقليدي القديم تحول شكله الواحد الذي كنا نعرفه صغارا إلى عشرات الأشكال الحديثة، أصبح هناك فانوس أشبه بعربية الكاديلاك وآخر أشبه بسفينة الفضاء، وحلت البطارية محل الشمعة وتغير الشكل، وإن بقي المضمون.

 

إن الذي يقول رمضان زمان، كان زمان، إنما يبكي ذكرياته، فرمضان الصوم والصلاة ومتعة النفس لا يتغير، لكن الذي يتغير هو الشكل والإطار، وستظل متعته تتجدد في نفوس الأطفال والشباب جيلا بعد جيل، ويبقى العجائز وحدهم يقولون، فين أيام زمان؟! ومن يدري ربما قال أطفالنا هذا الكلام بعد ثلاثين عاما، ولعلهم يرون في رمضان الآن ما لا نستطيع نحن أن نراه!

صورة ضوئية مما نشر في مجلة روزاليوسف

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز