حتى لا تبيع هدومك في رمضان!
عادل عبدالمحسن
قبل 50 عامًا وضعت مجلة "روزاليوسف" روشتة غذائية تضمن خروجك الأمن من الشهر الكريم بجسم صحي ورياضي، ومن خلال هذا الحوار الذي أجراه الكاتب الصحفي فتحي أمين، مع الدكتور إسماعيل عبده وكيل وزارة الصحة ومدير معهد التغذية، آنذاك تحت "حتى لا تبيع هدومك في رمضان".
وقال: إذا كنت رشيقا فاحترس في رمضان، لافتًا إلى أن الصيام له أسس صحية ينبغي أن تعرفها، وأن تحرص على اتباعها بدقة، وإلا خرجت من الشهر الكريم بكرش وعدة أرطال من الشحم لا اللحم كما يؤكد الأطباء.. وإلى تفاصيلها
- كيف يستطيع الصائم أن يحتفظ بوزنه بعد الصيام؟
قال: لا شك أن احتياجات الشخص الصحية من المواد الغذائية لا تختلف في شهر رمضان المبارك عن غيره من الشهور.
كما أن نظام الأكل في شهر الصوم لا يجب أن يختلف كثيرا عنه في الأيام العادية، وكل ما في الأمر أن الإنسان يستطيع في شهر الصيام أن يتناول نفس الطعام في الليل بدلا من النهار.
كما يلاحظ أن معظم سكان العالم -كما هو الحال في الريف المصري -يتناولون وجبة العشاء في الأيام العادية عند الغروب تماما ويبقون دون طعام حتى الصباح، أي أنهم يمضون أكثر من 12 ساعة دون تناول أي طعام وهي تعادل فترة الصيام اليومي تقريبا في شهر الصيام.
فلا يجب إذن أن يختلف الغذاء كما أو نوعا في شهر الصيام عن الأشهر العادية. وبذلك لا يزيد وزن الإنسان. هذا بالإضافة إلى أن فترة العمل اليومي في شهر رمضان تقل بعض الشيء عنها في الأيام العادية.
وبالتالي تقل احتياجات الفرد من المواد الغذائية تبعا لذلك، عنها في الأيام العادية، أي أن الصائم ينبغي أن يقلل من كميات الأطعمة التي يأكلها في رمضان من الأيام العادية، وإلا تعرض للسمنة وزيادة الوزن عن المعدل الطبيعي.
- إذن ما أنسب نظام للوجبات في شهر رمضان؟
قال: في الحقيقة إن قدماء العرب في صدر الإسلام قد سبقونا بالتجربة في اختيار أنسب نظام غذائي لرمضان، كان الصائم يفطر إما على خشاف البلح أو اللبن أو الحساء الدافئ.. ثم يصلى المغرب والتراويح والعشاء قبل أن يتناول طعام الإفطار.
وهذا الحساء أو اللبن أو الخشاف يكسر من حدة الجوع والعطش، وإسعاف سريع للجسم. كما أن كسر حدة الجوع تحد من شهية الصائم على الإقبال الشديد على التهام الطعام، وتعتبر تنبيها خفيفا للمعدة والجهاز الهضمي وإفرازاتها بعد هذه الراحة الطويلة وبهذا يعادل الإفطار في الأيام العادية.
- والسحور؟
قال: أفضل نظام لوجبة السحور هو أن تكون متأخرة في الليل بقدر الإمكان، حتى لا يصاب الشخص بالصداع أو الدوخة أثناء الصيام، مع ملاحظة أن الإنسان الذي يؤدى عملا عقليا لا يحتاج لأكثر من 2٪ زيادة في كمية غذائه إذا قام بمجهود عقلي شاق، بينما يحتاج العامل إلى زيادة كمية غذائه اليومي عن الذي يؤدى عملا عقليا بمقدار 50٪ إذا كان يبذل مجهودا جسمانيا متوسطا، أما إذا كان يبذل مجهودا جسمانيا شاقا فقد يحتاج إلى الضعف.
ومن المعروف أن الإنسان يستطيع تخزين نحو 400 جرام من الكربوهيدرات على هيئة نشا حيواني في الكبد والعضلات، علاوة على كميات لا حد لها من الدهن يستطيع أن يلجأ إليها في توليد الطاقة أثناء الصيام.
ويلاحظ أن 400 جرام وحدها من النشا الحيواني تعادل 1600 سعر، بينما يحتاج الرجل الذي يؤدى عملا ذهنيا إلى ما يزيد على 2300 سعر في اليوم فقط.
وهذا الفرق البسيط يحصل عليه نتيجة لإحراق الدهون والبروتين في الجسم، وعلى هذا الأساس ننصح الجميع، وبخاصة العمال بأن يتناولوا السحور متأخرًا بقدر الإمكان، إذ تستمر عملية الهضم وتمثيل الأطعمة من 6 إلى 12 ساعة، وبعدما يضطر الجسم إلى حرق المواد الغذائية المختزنة كالنشا الحيواني والدهن، وكذلك كمية من البروتين.
- إذن فرمضان فرصة طيبة لاتباع ريجيم لإنقاص الوزن؟
قال: طبعا، فرصة عظيمة لمن يريد التخلص من الشحم الزائد، ويكون ذلك نتيجة لاضطرار الجسم لحرق الدهن تغطية لاحتياجاته من مواد الطاقة، وهذا لا يحدث بالطبع إلا إذا تناول الشخص من الأطعمة كميات أقل مما كان يتناولها في الأيام العادية بين الفطور والسحور.
ومما يجب ملاحظته أن الدراسات أثبتت أن عدد الوجبات اليومية له دخل كبير في زيادة وزن الشخص رغم عدم زيادة كميات الأطعمة.
فقد ثبت أن الإنسان إذا تناول في وجبة واحدة نفس كميات الأطعمة التي كان يتناولها في ثلاث وجبات فإن وزنه يزداد. ولذلك فيحسن اتباع الريجيم السابق ذكره بتعدد وجبات الطعام على أن يكون بينها فاصل لا يقل عن 4 ساعات حتى لا ترتبك عمليات الهضم، وأنسب الأطعمة هي الوجبات الخفيفة المتعددة، حيث لا يدخل الطعام على طعام!