

حسن الرشيدى
عبقرية المقاتل والمفاوض.. وذكرى البقعة الغالية
تحتفل مصر هذه الأيام بمرور 33 عاما على ذكرى عودة طابا إلى السيادة المصرية، وكلما حلت هذه الذكرى أتذكر عبقرية الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي اتخذ قرار حرب أكتوبر التي حقق فيها المقاتل المصري انتصارا عظيما على اسرائيل عام 1973.. ثم قرر خوض معركة السلام من منطلق قوة الانتصار، والتأكيد أنه سلام الشجعان المنتصرين على إسرائيل التي تصور قادتها أن قواتهم لا تقهر، ولم يتردد الزعيم السادات وبرؤية ثاقبة في الذهاب لإسرائيل ومخاطبة قادتها وشعبها فى عقر دارهم من داخل الكنيست، ويثبت للعالم أن يد مصر ممدودة للسلام.
وبدأت معركة السلام حتى استردت مصر سيناء باستثناء طابا، تلك البقعة التي تمسكت بها إسرائيل لأهميتها الاستراتيجية وموقعها الفريد لأنها تطل على 4 دول هي مصر والسعودية والأردن وإسرائيل، وحاول الإسرائيليون طمس العلامات التي تثبت أن طابا مصرية.
جاءت معركة طابا السلمية وأثبت المفاوض المصري أنه لن يتخلى عن شبر واحد من أرض الوطن، وتم تشكيل لجنة قومية للدفاع عن طابا وضمت 24 خبيرًا من رجال القانون والعسكريين والسياسيين وغيرهم، وكان من بينهم الدكتور وحيد رأفت، والدكتور مفيد شهاب، والدكتور نبيل العربي.. وخاض هؤلاء الأبطال معركة سلمية قاسية تؤكد أنها معركة الصمود والتحدي وعدم التفريط في أي حبة رمل من أرض الوطن، فقد كانت هذه المعركة ملحمة وطنية شهد بها العالم حتى المفاوض الإسرائيلي الذي مارس الكذب والتضليل وطمس الحقائق.
وعندما تقرر اللجوء للتحكيم الدولي للفصل في القضية، أثبت الجانب المصري أن طابا مصرية وكان يمثل مصر في هيئة التحكيم الدكتور حامد سلطان، وانتهى الحكم بأن طابا مصرية.
وقد قال الجانب الإسرائيلي بعد الحكم للمفاوض المصري، إننا كنا نعلم أن طابا مصرية ولكن لم نتوقع أنكم ستنجحون في إثبات أنها مصرية بالأدلة والمستندات والحقائق.
وفي 19 مارس 1989 قام الرئيس الراحل حسني مبارك برفع علم مصر على طابا، لتعود هذه البقعة الغالية لأحضان الوطن، وتنجح مصر في استثمارها لما لها من أهمية سياحية وتاريخية، إنها مقصد سياحي يحقق عائدًا اقتصاديًا.
إن السلام مبدأ أساسي من ثوابت السياسة المصرية والدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ترسخ لحل النزاعات بالطرق السلمية، لأن الحروب تجلب دائمًا الخراب والدمار والمآسي والكوارث الإنسانية.
حقا مصر واحة للأمن والسلام.. والملاذ الآمن للنازحين واللاجئين من الدول المجاورة التي تعاني الحروب والصراعات.
الدولة المصرية بقوتها وحكمة القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي وشجاعته تنحاز للسلام وتحظى باحترام العالم، وتحرص على حل النزاعات بالطرق السلمية، ولا تنساق وراء الشعارات العنترية الجوفاء التي تجر للوراء وتجلب الخراب والدمار.