"زيلينسكي" سار على نهج "تشرشل" أثناء زيارته البيت الأبيض ولكن حقق نتائج كارثية

ربما اتُهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعدم احترام نظيره الأمريكي دونالد ترامب خلال لقائهما العاصف في المكتب البيضاوي بالعاصمة الأمريكية يوم الجمعة الماضية، واشنطن عندما ارتدى قميصًا أسود وبنطلونًا فضفاضًا إلى البيت الأبيض بدلاً من البدلة - لكن المؤيدين يقولون إن الزعيم الأوكراني كان يتبع سابقة قوية وضعها ونستون تشرشل رئيس وزراء المملكة المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية.

ارتدى زعيم بريطانيا في زمن الحرب بدلة غارات جوية ذات لون كاكي إلى زيارة الرئيس الأمريكي فرانكلين د روزفلت في يناير 1942. 

وقد أطلق تشرشل - الذي أعاد ترامب تمثاله النصفي إلى المكتب البيضاوي - على البدلة اسم "بدلة صفارات الإنذار"، قائلاً: "يمكنني أن أرتديها في نصف دقيقة" عندما انطلق صوت تحذير الغارة الجوية.

وقيل إن ترامب كان "منزعجًا" من ملابس زيلينسكي وتم التقاطه وهو يقول ساخرًا: "إنه يرتدي ملابس أنيقة اليوم" عندما وصل الزعيم الأوكراني إلى البيت الأبيض. 

ذكرت تقارير متعددة في الولايات المتحدة أن المستشارين توسلوا إلى زيلينسكي لارتداء بدلة "كعلامة على احترام ترامب"، لكنه رفض.

وقال مصدر الليلة الماضية: "لقد أطلق ترامب نكتة قبل أن تسوء الأمور بأنه يحب طريقة لباس زيلينسكي، لكن في السر يمكنك أن تقول إنه شعر بعدم الاحترام".

"بالنسبة لترامب، فإن الطريقة التي تقدم بها نفسك هي كل شيء. فهو يرتدي بدلة دائمًا، حتى عندما يتناول وجبة الغداء يوم الأحد في منتجع مار إيه لاغو. والمرة الوحيدة التي رأيته فيها بدون بدلة كانت عندما كان يلعب الجولف. 

"إن ظهور زيلينسكي مرتديًا سترة عادية يعد إهانة كبيرة لأمريكا التي منحت المليارات لأوكرانيا، ولم تساعد ملابس زيلينسكي في تحسين مزاج ترامب".

ليس لدي ما أخفيه

يذكر أن لقاء تشرشل وروزفلت كان بمثابة الورقة الأخيرة في يد الزعيم البريطاني بأن تدخل الولايات المتحدة الحرب إلى جانب الحلفاء ضد دول المحور في الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي جعل اللقاء معقدًا وفق البروتوكول الدبلوماسي فعلى سبيل المثال، هل ينبغي للمرء أن يلتقي برئيس دولة وهو يرتدي ملابسه أم عارياً؟ كان ونستون تشرشل، رئيس الوزراء البريطاني الأسبق والبطل الشجاع في تاريخ جديد، يختار في كثير من الأحيان أن يبتسم ـ ويتحمل ذلك.

لقد ترك انطباعاً قوياً أثناء وجوده في البيت الأبيض ضيف لرئيسين أمريكيين، يتذكر كبير الموظفين في البيت الأبيض أن “ تشرشل كان عاريًا في غرفته معظم الوقت أثناء النهار”.

وعلق حارس تشرشل الشخصي على كيف طرق الرئيس فرانكلين روزفلت باب جناح رئيس الوزراء أثناء زيارة تشرشل الأولى للبيت الأبيض في ديسمبر 1941، فقط ليجد أن “ونستون تشرشل كان عاريًا تمامًا، ويحمل مشروباً في إحدى يديه وسيجارًا في الأخرى”.

عرض روزفلت، الذي بدا مرتبكاً بوضوح، المغادرة، لكن تشرشل اعترض: “كما ترى، سيدي الرئيس، ليس لدي ما أخفيه”. ثم تحدث الزعيمان لمدة ساعة.