عاجل.. خبيرة تغذية بريطانية تكشف ما يفعله الصيام بجسم الصائم في رمضان

اليوم الأحد، ثاني أيام شهر رمضان، وهو شهر ذو أهمية كبيرة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، فعلى مدار الأيام القادمة، سيتأمل المصلون في فضائل مثل الروحانية والتضحية والصبر، فضلاً عن الصيام - عدم تناول أي طعام أو شراب "ولا حتى الماء"، من الفجر حتى غروب الشمس.

أعدت إيمير ديلاني أخصائية تغذية مقيمة في العاصمة البريطانية لندن تقريرًا نشرته في صحيفة ديلي ميل البريطانية عما يحدث في جسم الصائم خلال ساعات الصيام، وقالت إيمير ديلاني إن الفوائد الروحية المترتبة على هذا النوع من ضبط النفس تأتي بالطبع في مقدمة الأولويات ــ ولكن الصيام بهذه الطريقة له تأثير على الجسم أيضًا. 

وأشارت أخصائية التغذية الإنجليزية إلى أن الأدلة العلمية أظهرت أن هناك فوائد صحية لهذا النوع من الصيام المتقطع ــ وهناك خطوات يمكن أن تساعدك في الانتقال إليه، مشيرة إلى أن أفضل طريقة لوصف تأثير الصيام المتقطع هي تخيل الجسم كسيارة هجينة.وقالت إيمير ديلاني: عندما نأكل كما نفعل عادةً - تناول وجبات دسمة أو خفيفة أو مشروبات عندما نشعر بذلك - فإننا نعمل بوقود متاح بسهولة، هذا الوقود هو في المقام الأول الجلوكوز من الكربوهيدرات، فكر في الأمر كما لو كانت السيارة تستخدم البنزين .

ومع ذلك، عندما نصوم، يبدأ "خزان الوقود" في الجسم "الكبد والعضلات حيث يتم تخزينه" في النضوب.

وأضافت إيمير ديلاني أنه عندما لا يتبقى شيء، عادة بعد مرور ما بين ثماني إلى اثنتي عشرة ساعة، يتحول الجسم إلى "الوضع الكهربائي"، فيستغل احتياطيات الدهون التي نحملها جميعًا، ويعد هذا الأمر أشبه ببدء المحرك الداخلي في العمل قائلاً: "حان الوقت لحرق بعض هذه الطاقة المخزنة"، ويتم تشغيل هذا التحول الأيضي إلى وضع حرق الدهون من خلال العديد من العمليات الرئيسية.

وأوضحت إيمير ديلاني أن مستوى السكر في الدم، ينخفض وتنتج كمية أقل من الأنسولين "الهرمون الذي يرسل إشارات إلى جسمك لتخزين الدهون"، ويبدأ الكبد في إنتاج الكيتونات، وتعتبر الكيتونات بمثابة مصدر وقود فائق الكفاءة للدماغ والعضلات، حيث يتم الحصول عليها من تحلل الدهون، ويتحول الجسم حرفيًا إلى آلة حرق دهون نحيفة، ولا يكون هذا التحول سهلاً دائمًا. فالأيام القليلة الأولى من الصيام قد تكون مرهقة للغاية - فقد تشعر بالتعب الشديد، وقد تشعر أيضًا بجوع أكبر.

وقالت خبيرة التغذية الانجليزية إن هذا يرجع جزئيًا إلى الانخفاض الأولي في نسبة السكر في الدم وتكيف الجسم مع استخدام الدهون كمصدر أساسي للوقود، قد يكون هناك أيضًا صداع بسبب الجفاف، وإذا كنت تصوم في رمضان، فقد يكون هذا الشهر صعبًا من حيث النوم أيضًا، فعندما تبدأ في الصيام المتقطع، ستنام في بعض الليالي بعمق، وفي ليالٍ أخرى ستتقلب في فراشك. ويرتبط هذا بتغيرات في الهرمونات مثل الميلاتونين والكورتيزول، التي تنظم دورات النوم والاستيقاظ، وتتأثر بحالة الصيام،

ويرى إيمير ديلاني أخصائية تغذية مقيمة في العاصمة البريطانية لندن أن التخطيط لهذا الشهر من الصيام أمر مهم - فأنت تريد الاستمتاع به بأكثر طريقة صحية ممكنة - والاستمرار في العادات غير الصحية سيجعل الأمر أكثر صعوبة، ناصحة بضرور أن يفكر الصائم في الأطعمة التي ستبقيك ممتلئًا ونشطًا، وهذا يعني اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على البروتين والكربوهيدرات المعقدة والدهون الصحية.

وقال إيمير ديلاني أخصائية التغذية: بالنسبة للسحور، الوجبة التي تسبق الفجر، قد يعني ذلك تناول أطعمة مثل الشوفان المنقوع طوال الليل مع المكسرات والتوت. لا تتناول الأطعمة السكرية قبل بدء الصيام مباشرة، فقد تعاني من تقلبات حادة في نسبة السكر في الدم وزيادة الجوع.

وأشارت إيمير ديلاني إلى أن الإفراط في تناول الطعام في وجبة العشاء قد يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، وخاصة إذا كانت الوجبة تحتوي على نسبة عالية من الدهون والكربوهيدرات المصنعة، ويمكن للأطعمة الغنية بالدهون أن تبطئ عملية الهضم، مما يؤدي إلى الشعور بعدم الراحة والامتلاء المفرط - في حين يمكن أن تساهم الكربوهيدرات المصنعة أيضًا في الانتفاخ والغازات لأنها يتم هضمها بسرعة وتتخمر في الأمعاء.

ولفتت خبيرة التغذية إلى أن التحكم في كمية المياه التي تتناولها أمر بالغ الأهمية، ويجب أن تشرب نفس الكمية من الماء بين غروب الشمس وفجر اليوم الذي تتناوله في غير أيام الصيام، وتجنب أيضًا القهوة والشاي، فهما مدرتان للبول وقد يؤديان إلى فقدان السوائل لاحقًا، وبعد خمسة أيام أو نحو ذلك، يجب أن يبدأ الجسم في التكيف، وهذا يمكن أن يؤدي في النهاية إلى العديد من الفوائد الصحية.

وكانت دراسة أسترالية أجريت عام 2019 حول تأثير صيام رمضان على وزن وتكوين الجسم لدى البالغين الأصحاء توصلت إلى أنهم فقدوا كميات كبيرة من الوزن والدهون في الجسم، وبقدر ما كان مؤشر كتلة الجسم الأولية "BMI" أكبر، كلما خسروا كمية أكبر من الوزن.

يمكن أن يكون للصيام خلال شهر رمضان تأثير إيجابي على الأمعاء أيضًا، حيث يقلل من الانتفاخ والألم وحرقة المعدة، وفقًا لدراسة أجريت عام 2023 ونشرت في المجلة الأوروبية للتحقيقات السريرية.

يمكن أن يكون له أيضًا تأثير مفيد في خفض ضغط الدم، وفقًا لبحث في مجلة جمعية القلب الأمريكية في عام 2021. 

ويُعتقد أن هذا يرجع إلى أن الجهاز العصبي أثناء الصيام يكون في حالة أكثر استرخاءً، تُعرف باسم النغمة الباراسمبثاوية، على الرغم من الحاجة إلى مزيد من البحث.

هناك أيضًا دراسات تشير إلى أن الصيام يقلل الالتهاب.

وفي مراجعة بحثية أجريت عام 2018 ونشرت في مجلة التغذية والتمثيل الغذائي الوسيط، قام الباحثون بتقييم مستويات السيتوكينات - البروتينات التي تنظم الالتهاب في الجسم - لدى البالغين الأصحاء قبل وبعد شهر رمضان.

ترتبط المستويات المفرطة من السيتوكينات بالالتهاب المزمن، والذي يمكن أن يرتبط بالعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك السرطان.

وفي نهاية الدراسة، انخفضت مستويات السيتوكين لدى المشاركين بشكل كبير، وهو ما قد يوفر تأثيرًا وقائيًا.