أقدم ترزي بالإسماعيلية.. شاهد عيان على مصر من الملكية للجمهورية الجديدة
شهيرة ونيس
بين ٤ جدران تزايد عمرها عن المئة عام، يتمسك العم فريد اسطي تفصيل الجلباب الرجالي البلدي؛ وهو أقدم ترزي رجالي في محافظة الإسماعيلية الصغيرة، حيث استمر بها لأكثر من ٦٠ عامًا، عاصر خلالها جميع المراحل الزمنية في العصر الحديث، وحضر جميع رؤساء مصر بداية من الملك فاروق مرورا بالراحل جمال عبد الناصر وانور السادات وحسني مبارك وصولًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وتربطه بالرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، علاقة حب من نوع خاص، مؤكدًا أن مصر شهدت في عهده نمو وتنمية حقيقية، تحقق للشعب المصري الأمن والأمان في الأيام القادمة.
واستشهد على ذلك بالمشروعات القومية والتنموية ووثيقة التأمين علي الحياة التي تصرف للمستفيد في حالة فقدانه لأشياء ثمينة يمتلكها، أما نحن فصرف شهاداتنا التأمينية لأجيالنا القادمة التي تشهد طفرة حقيقية في مصر، وأشار العم فريد صاحب العقد الثامن من عمره، في حديثة إلي توارثه لمهنة التفصيل من والده وله من جده الأكبر، فهي مهنة متوارثة أبًا عن جد، تعلمها ويحترفها ولا يعرف غيرها من المهن ولن يريد الإختيار في يومًا من الأيام بينها وبين أخري من المهن.
العم فريد، يعرفه الجميع في حي عرايشية مصر بمحافظة الإسماعيلية، ليصبح علامة مميزة من علامات المحافظة الصغيرة، يؤمه الجميع من الرجال الذين يريدوا ارتداء الجلباب البلدي، خاصة الصعايدة منهم الذين لم يرتدوا الا هذا الجلباب، هنا يشير قائلا : التعامل مع رجال الصعيد امر اكثر سهولة ويسر ، فعند مطالبتي لاي مبلغ مادي "مقابل التفصيل" لم يجادلني في الثمن ولو لحظة واحدة ..فما اطلبه يعطينه إياه فور طلبي.
وأكد العم فريد أنه وعلي الرغم من الأزياء العالمية وتنوع الموضة، إلا أنه مازال العديد يقبل علي تفصيل الجلباب البلدي او الصعيدي الذي يعتبر إرث حقيقي لنا ولجميع المصريين، فهو زي مميز ومريح للجميع . وعن الأسعار فيقول عم فريد الآن اقوم بتفصيل الجلباب البلدي فقط بمبلغ ١٠٠ جنيه، والقميص بـ٥٠ جنيها، أما في أوائل الستينات كنت اقوم بتفصيلها نظير ٩٠ قرشًا.
ويقول العم فريد أقدم ترزي في محافظة الإسماعيلية: أعشق مهنتي منذ نعومة أظافري ، فقد اغنتني عن شر السؤال والحوجة المادية، وقمت منها بالانقاق علي أبنائي الاثنين الأكبر منهم حاصل علي الشهادة الجامعية والآخر حاصل علي دبلوم صنايع، يقفا بجواري في هذا المحل الصغير المتهالك ،يتعلموا أصول المهنة التي احبوها بالوراثة من والدهم معلنين استمرارهما في المهنة حتي بعد وفاتي.