عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

نبذة عن تاريخ مدينة كومبي صالح

د. إسماعيل حامد
د. إسماعيل حامد

تقع هذه المدينة جنوب شرق أراضي دولة موريتانيا حاليًا، وتبعد مدينة كومبي (أو كمبي بحسب البعض) على بعد 60 كم جنوب مدينة تدعى باسم: تمبدغة. وتوجد مدينة كومبي صالح على بعد 205 أميال شمال مدينة باماكو (عاصمة مالي حاليًا)، ومن المعتقد وجود أكثر من مدينة كانت تحمل اسم كومبي في غرب إفريقيا خلال العصور الماضية. 



 

ويصف البكري عاصمة غانة تلك بأنها كانت مدينة كبيرة، وكانت مدينة عامرة بالعمران، وكان يكثر بها وجود المساجد، حيث شيد بها اثنا عشر مسجدًا، أحدها يجتمعون فيه، ولها الأئمة، والمؤذنون، الراتبون، وفيها الفقهاء والعلماء". 

 

وقد اختلفت الآراء حول كون مدينة كومبي صالح هي ذاتها هي العاصمة التي تحدث عنها البكري في روايته خلال القرن الخامس الهجري/ القرن الحادي عشر الميلادي، بينما يؤكد آخرون أن كومبي صارت عاصمة غانة إبان الحقبة المتأخرة من مملكة غانة، أي بعد أيام المؤرخ البكري (الذي توفي سنة 487ه). 

 

وبحسب البعض فإن المدينتين اللتين كانت تتكون منهما عاصمة مملكة غانة والتي تحدث عنهما البكري، كانت الأولى تدعى باسم كومبي، وهي مدينة الملك، وهي مقر البلاط الملكي لحكام غانة. 

 

أما المدينة الأخرى، فهي مدينة المسلمين، وكان اسمها صالح، وهي تقع على بعد ستة أميال من مدينة الملك. 

 

وعن هذه المدينة، يقول المؤرخ بازل دافيدسون: "كومبي صالح هذه كانت تعتبر عاصمة غانا في الأيام الأخيرة لوجود غانا كدولة ذات كيان. .وبرغم أن هناك أكثر من كومبي واحدة في منطقة كومبي صالح، فليست هناك دلائل حصرية مقنعة تثبت وجود مدينة أخرى في هذه المنطقة يمكن أن تحتل المكانة الأولى من الأهمية بين مدن غانا، وإن كان هذا لا ينفي أهمية الآثار التي عثر عليها في حفريات كومبي صالح..". 

 

وكانت مدينة كومبي صالح- بحسب المصادر- تعج بها المساجد، وكان بكل مسجد منها مدرسة لتعليم القرآن الكريم، واللغة العربية، وكذلك قواعد الدين. وكان القسم الإسلامي من كومبي صالح يعج بالمسلمين، وكان يكثر به العلماء والفقهاء، وكذلك الأئمة.

 

وكانت كومبي صالح العاصمة السياسية لمملكة غانة القديمة. وبحسب البعض، يرجع تأسيس مدينة كومبي صالح إلى نحو القرن السابع الهجري/ القرن الثالث عشر الميلادي، عندما سيطرت قبائل الماندنجو (الوثنية) على طريق القوافل التجارية بين كل من كومبي صالح وأودغست وتمبكتو. 

 

وخلال القرن السابع الميلادي برزت إمبراطورية غانة كقوة عظمى مهيمنة في منطقة السودان الغربي (غرب إفريقيا)، واتخذ ملوك غانة من مدينة كومبي صالح عاصمة لبلادهم. وتُعد رواية البَكريّ عن "مملكة غانة" من أهم ورد في المصادر حول تلك المملكة الإفريقية، ومن ذلك أنه يقول عن عاصمة هذه المملكة: "ومدينةُ غانة مدينتان سهليتان، إحداهما: المدينة التي يسكنها المسلمون". 

 

ولعل من أهم الأسباب التي جعلت مدينة كومبي صالح تنال تلك الأهمية أنها كانت تقع في منتصف طرق التجارة الرئيسية بين كل من مناجم الملح في شمال غرب الصحراء، وبين مناجم الذهب التي تقع في الجنوب.

 

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز